معاناة المواطنين بمديرية أحور من انقطاعات التيار الكهربائي20 عاماً وكهرباء أحور تعمل بمولدات قوة 500 كيلووات

> «الأيام» أحمد المدحدح :

> يعاني المواطنون في مديرية أحور محافظة أبين من استمرار أزمة انقطاعات التيار الكهربائي التي وجدناها خلال النزول الميداني لصحيفة «الأيام» في الجزء الأول من الاستطلاع، فحملنا هذه الهموم ونقلناها أولاً إلى مدير المؤسسة المحلية لكهرباء ومياه أحور الأخ صالح ناصر فريد الذي التقيناه في مبنى المؤسسة الحالي (إدارة المؤسسة ومبنى الكهرباء سابقاً في ظل الاستعمار البريطاني) الواقع في مدينة أحور على مسافة لا تزيد عن 200 متر شرق مبنى الكهرباء الحالي.. ثم إلى السيد محمد علي المشهور عضو مجلس النواب رئيس جمعية أحور الخيرية التي تدير مؤسسة الكهرباء منذ عام 94م .. وطرحنا عليهما الاستفسارات الآتية:

كل المواطنين يدركون أن معاناتهم الحالية والمستمرة من انقطاعات التيار الكهربائي نتيجة للضعف الكهربائي .. هل يمكنكم توضيح ذلك؟

- أولاً أشكر صحيفة «الأىام» على متابعتها هذا الموضوع، ومن خلالها نعبر عن أسفنا لكافة المستهلكين بمدينة أحور من انقطاع التيار الكهربائي وما يعانونه من جراء ذلك، وحتى يكون المواطن على قرب من المسببات الرئيسة في الوضع الحالي واستمرار انقطاع التيار، نورد مشكلتنا في هذه المعاناة المتمثلة في محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تحتوي على 4 مولدات منها 2 قدرتهما الإنتاجية 900 كيلووات، وقد مضى عمرها الافتراضي (16 عاماً) ومن كثرة الأعطال أصبحت غير صالحة وخارج الجاهزية وغير قادرة على تحمل الاستهلاك الحالي.

كما أن لدينا مولدين آخرين تم توفيرهما كحالة إسعافية في عام 2003م دون أن يخضعا للمواصفات المطلوبة المتعارف عليها في وزارة الكهرباء، وقدرتهما الإنتاجية لكل مولد 500 كيلو وات. الآن الحقيقة اتضحت أن قدرت كل مولد لا تتجاوز 350 كيلو، والدليل على ذلك أنه لم يمر عام على وصولهما إلى المحطة وقد أصبحا خارج الجاهزية بسبب عدم قدرتهما على مواكبة الأحمال الكهربائية الحالية، وهما بحاجة إلى قطع غيار بقيمة تتجاوز المليون والنصف ريال، ولا نستبعد توقف المولد الوحيد الذي يعمل حالياً بسبب ارتفاع الأحمال، وعودة الظلام الكامل بدلاً من تناوبه في الوحدات السكنية. فإذا نظرنا إلى القدرة والطاقة للمولدين 1800 أمبير، وحجم الاستهلاك اليومي يزيد عن 1600 أمبير، ليصل الفارق بين حجم الاستهلاك وطاقة التوليد إلى أقل 200 أمبير للمولدين بمعدل أقل من 100 أمبير للمولد الواحد، وهذا الوضع يشكل خطورة على استمرار عمل المولد الحالي واستمرار الأعطال فيه وانتهاء عمره الافتراضي في وقت قصير، كما يضاعف الأعباء الاقتصادية والمالية على المؤسسة، وبهذه المقارنة الواضحة فإن انقطاع التيار سوف يستمر والأعطال ستستمر في ظل وضعية التوليد الكهربائي الحالية، ما لم تكن هناك استراتيجية واضحة وحلول سريعة من الدولة لوضع التوليد الحالي.

نعتقد أن الدولة قد تقدم مولداً بقوة 500 كيلو وات وهو ما تعود الناس عليه .. ولكن هذا يعني أن الأزمة ستعود.

- إن المشكلة الحالية في عدم استقرار التيار الكهربائي على مدى السنوات الماضية نتيجة لكثرة أعطال المولدات، السبب فيها الحلول السريعة وما يعرف بالحالة الإسعافية عند حدوث مشكلة الانقطاع توفير مولدات بالطاقة نفسها، وعلى مدى عشرين عاماً ونحن على مولدات بقوة (500) كيلووات دون وضع استراتيجية لزيادة حجم الاستهلاك والتوسع العمراني والبناء في المجالات الاستثمارية، وفي المستقبل القريب سوف تشهد المديرية حركة تطور متسارعة تجارية وعمرانية، وهو ما يحصل اليوم من خلال استكمال مشروع طريق الشريط الساحلي أحور المكلا والخطوات الجارية لربط أحور بطريق إلى المحفد.. هذه المشاريع تقيم فرص عمل للاستثمار والبناء وضرورة مضاعفة التوليد الكهربائي عما هو عليه حالياً، وهذا مطلب ملح، ووضعنا الراهن لا يساعدنا في مواجهة هذه التطورات ونحن غير قادرين حالياً على تغطية حاجة المستهلك، ونطالب الجهات ذات الاختصاص النظر في مشكلتنا ووضع الحلول أولاً بتوفير مولدين قوة كل واحد منهما 1 ميجاوات كحل إسعافي لمجابهة هذه الأزمة الحالية، وهذا ليس حلاً لاستراتيجية مستقبلية، كما أننا نرى لمعالجة المشكلة جذرياً لا بد من ربط أحور بوزارة الكهرباء كبقية المناطق الساحلية.

أين مصير المرحلة الثانية لمشروع الكهرباء الذي مدت أعمدته عام 82 إلى أربع قرى ولم ينفذ؟

- قبل يومين اتصلنا بالمدير التنفيذي للمشروع بالوزارة الأخ إسماعيل الوزير بصنعاء حول توفير المواد وعودة الفريق لاستكمال العمل.. فأكد لنا أن المواد الخاصة بالمرحلة الثانية من شبكة ومحولات للقرى موجودة حالياً بالمخازن، وأن العمل سوف يبدأ في النصف الثاني من العام الحالي لاستكمال جميع الأعمال المتبقية، ولكن ما يهمنا ألا يكون مصير الشبكة مثل مصير الأعمدة التي مرت عليها سنوات طويلة، ما لم تكن هناك جدية في متابعة التوليد الكهربائي لتلك القرى.. كما نحب أن نوضح لهم أن هناك جهود اً جليلة يبذلها رئيس الجمعية الخيرية السيد محمد علي المشهور، عضو مجلس النواب الذي يدير هذه المؤسسة منذ عام 94م، ونشكره على ما يقدمه من دعم متواصل أثقل الأعباء عليه من كثرة الأعطال التي يسعى حالياً لإصلاحها رغم إدراكه أن هذا ليس حلا.

في ظل الوضع المزري الذي تعانيه أيضاً المؤسسة المحلية للكهرباء والمياه بالمديرية توجهنا في آخر المطاف إلى جمعية أحور الخيرية، التي تدير حالياً هذه المؤسسة منذ عام 94م حتى الآن، وعلى وجه الخصوص إلى الرجل المشهود له بالجهود الكبيرة في معالجة هذه المشكلة رئيس الجمعية الخيرية فضيلة العلامة السيد محمد علي المشهور، عضو مجلس النواب.

وطرحنا عليه في بداية الأمر ما الذي ينويه لمعالجة الأزمة المتفاقمة في ظل عجز الجمعية بسبب تكبدها خسائر مالية كبيرة مقابل إصلاح الأعطال المتكررة للمولدين الكهربائيين؟

فقال: أولاً أشكر صحيفة «الأيام» على اهتمامها بمعاناة الناس في هذه المديرية والمديريات الأخرى، فقد اطلعنا على «الأيام» في استطلاعها حول ما يعانيه المواطنون بالمديرية ونعانيه جميعاً من انقطاعات الكهرباء، ونحن في انتظار فك هذه المعاناة التي تحملناها منذ عام 94 وحتى الآن عندما استلمت الجمعية الخيرية هذه المؤسسة التي وصل عجزها إلى الأصفار في تلك المرحلة، وقمنا حينذاك بإصلاح أعطال المولدين الكهربائيين بعد أن أجمع مشايخ وأعيان المديرية والسلطة المحلية فيها على عجزها، وطلبهم منا تحملها والعمل على تشغيلها، وحاولنا إصلاح ذلك بجهود ذاتية.. وإعادة التيار بعد الظلام الدامس كلف الجمعية حوالي 3 مليون ريال، ولكن كثرة الإصلاحات للأعطال المتكررة نتيجة الحمل الكهربائي قد أوصل الجمعية الخيرية إلى العجز.

إلى أين وصلت دعوتكم للسلطة بتحمل إدارة هذه المؤسسة؟

- مراراً وتكراراً طالبنا المحافظة والسلطة المحلية بتسليم الكهرباء وربطها بالهيئة العامة للقوى الكهربائية، ولكن لم نجد آذانا مصغية، فقد عزمنا مرات عديدة على التخلي عن إدارتنا وإشرافنا على هذه المؤسسة، كونها ليست من مهام الجمعية ،لأن مثل هذه المشاريع تقع تحت مهام السلطة في المديرية والمحافظة ،ولكننا لم نجد سامعاً أو مجيباً.

هناك مولدان كهربائيان استوردتهما كهرباء ومياه الريف عام 2003م وعند تشغيلهما اتضح عجزهما وأن القوة المكتوبة عليهما غير الحقيقة، أي غير مطابقة للمواصفات، ويعنى ذلك أن تلاعبا حدث في استيرادهما؟

- قبيل الانتخابات البرلمانية لعام 2003م زودنا بمولدين كهربائيين قوة كل واحد 500 كيلووات، والحقيقة عند تشغيلهما وجدنا أن قوة كل مولد 350 كيلووات وقبلناهما لحاجة المديرية إليهما.

رئيس الجمهورية أصدر توجيهات أثناء زيارته للمديرية في أكتوبر 2003م بمعالجة مشكلة كهرباء المديرية .. إلى أين وصلت تلك التوجيهات؟

- أعطى رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح توجيهات أثناء زيارته للمديرية بربط المديرية بالكهرباء العامة، وأيضاً عند لقائنا معه في الزيارة الخاصة بعد الانتخابات البرلمانية عام 2003م كرر الرئيس توجيهاته بربط الكهرباء مركزياً، ولكن عندما وصلت إلى جهات الاختصاص عملوا على تمييعها وتسويف تلك الأوامر الصريحة. وحتى قطع الغيار للمولدين لم تتعاون معنا وزارة الكهرباء بصرفها ونحن مطالبون بمليون ونصف لشرائها من لندن لمعالجة الأزمة الحالية، ولكننا عدنا من صنعاء كما ذهبنا.

ما الذي قدمته السلطة المحلية بالمديرية لرفع المعاناة الحالية التي مازالت مستمرة منذ 16 أبريل 2000 وحتى الآن من الأزمة الكهربائية؟

- المجلس المحلي للمديرية كانت وقفته في دورته الأخيرة أنه بمليون ريال لمساعدة الجمعية في عملية إصلاح المولد الحالي، ونحن نشكرهم على هذا التعاون في هذا الوقت العصيب الذي تعيش فيه المديرية في ظلام.

ما هو الحل الجذري لمشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في المديرية؟

- لا يوجد حل سوى ترجمة توجيهات فخامة رئيس الجمهورية على أرض الواقع، ومطالبة كل الجهات المختصة العليا في المحافظة والمديرية بتنفيذ تلك التوجيهات الصريحة بربط أحور بشبكة الكهرباء المركزية التي تمتد إلى المحافظة، لأن ذلك من مهامها وليس من مهام جمعية خيرية لا حول لها ولا قوة، أملنا كبير في الرمز القائد الرئيس النظر بعين الرحمة والرأفة لهذه المديرية المحرومة طوال الفترات الماضية والتي همشت حتى من خريطة الجمهورية .. وكان الله في عونه وحفظه الله للجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى