الملعب الرياضي (الشيخ الهلال)

> «الأيام الرياضي» عادل الاعسم :

> أينما وجد الشيخ أحمد صالح العيسي، أو ذكر اسمه يصبح حضوره طاغياً على سواه، ويلفت الانتباه ويجذب الاهتمام ويثير الحديث والجدل، ومع أن الاحاديث والحكايات تضع هالة ساحرة حول الرجل إلا أنك عندما تقابله وتتعامل معه، وتعرفه عن قرب تجده بسيطاً متواضعاً بشوش الوجه نقي الصورة والسريرة، ابتسامته الرزينة تتطور إلى ضحكة هادئة شبه دائمة، حتماً إنك تحسبه لايغضب ابداً، وبالمقابل تدرك أنه ذكي لماح مركز، وفي أعماقه أشياء غويطة لايبوح بها، ومن الصعب أن يصل اليها أحد إلا إذا أراد هو.

لاتملك إلا أن تحترمه سواء اتفقت أو اختلفت معه، وقد اختلفنا معه ولم نجد الخلاف معه نقمة، واتفقنا معه ووجدنا الاتفاق معه نعمة، وخيرلك الاختلاف مع الرجال من الاتفاق مع الأنذال لأنك عندما تختلف مع رجل فإنك تكبر وتعلو معه، أما النذل وإن اتفقت معه فإنه يجرك الى الأسفل.

الغريب أن اسم الشيخ احمد العيسي يثير حساسية مفرطة عند البعض، وعدائية عجيبة تجاهه دون ان يعرفونه تماماً، وربما أن مثل هؤلاء لديهم عداء دائم ضد النجاح، والعيسي إنسان ناجح في دينه وحياته وعمله، وبدلاً من الإشادة به أو على الأقل أن يكفوا المؤمنين شر كلامهم بالسكوت تجدهم يهاجمونه بلاسبب، ويحاولون أن يثيروا حوله الاقاويل والزوابع التي لاتنقص منه شيئاً بقدر ما تزيده لمعاناً.

ومنذ تولي مهمة نائب رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة وماتلا ذلك من تداعيات اللائحة الانتخابية الجديدة، والشيخ أحمد العيسي محور حديث الاوساط الرياضية، واسمه وصورته تتصدر الصفحات والصحف والملاحق الرياضية، تارة يتحدثون عن خلافه مع رئيس اللجنة المؤقتة للاتحاد الشيخ حسين الاحمر ورغبته في السيطرة على مقاليد أموراللجنة، وتارة يلمحون عن اختلافه مع وزير الشباب والرياضة عبدالرحمن الاكوع حول اللائحة الجديدة ورغبة الشيخ العيسي في الوصول إلى رئاسة اتحاد الكرة عبر الانتخابات القادمة.

يقولون ويتحدثون ويكتبون ويجتهدون ويتهمون، وهم في واد والرجل في واد آخر بعيد، ويعرف العالمون بخفايا الأمور أن اتحاد الكرة ليس همه ولا هدفه، وإلا لكان وصل اليه بسهولة في الانتخابات الماضية، كما أن توليه مهمة نائب رئاسة اللجنة المؤقتة لم يكن في باله أو رغبةً منه، ولكنه وجد نفسه نائباً لرئيس اللجنة، نتيجة الظروف التي أحيطت بالخلاف بين الوزارة واتحاد الكرة برئاسة الأستاذ محمد القاضي حينها وكان وجوده حلاً وسطاً للخروج من تلك الأزمة بالتراضي.

إن رئاسة الاتحاد ليست مغنماً ولامكسباً للشيخ احمد العيسي، واذا حدث وتولى الرئاسة، فإن الكرة اليمنية والاتحاد هو الكاسب والمستفيد وليس العكس، فالاتحاد صار قبلة الراغبين في الوجاهة والاستفادة المادية والسفريات الخارجية، والرجل لديه من الوجاهة والمال مايكفيه والحمدلله، كما أنه لايحب السفر وكلنا يعرف أنه خلال الفترة الماضية سافر كل أعضاء اللجنة المؤقتة من الرئيس إلى عامل الخدمات، وسافر مدربون وفنيون وعاملون في اللجان التابعة للاتحاد وضيوف وإعلاميون، وبعضهم أكثر من مرة وعلى حساب الشيخ العيسي نفسه، إلا هو فلم يسافر ولا مرة.

ومناسبة الحديث عن الشيخ العيسي هنا جاءت إثر حوار دار الأسبوع الماضي بيني وأحد الاصدقاء، الذي سألني باعتباري كما قال من (شلة العيسي) ماهي آخر أخبار الاستعدادات والاتفاقات والتربيطات لانتخابات اتحاد الكرة، ولم يصدق وهو صديقي عندما أخبرته أنني لا أعرف شيئاً عما يقول، وإنني لم التق الشيخ العيسي ولم أره أو اتحدث معه حتى هاتفياً منذ حوالي ثلاثة أشهر.

ومع أنني اتشرف بصداقة الرجل، إلا أن ذلك لايعني أنني التقيه دائماً او اتحدث معه باستمرار لأن لكل منا مشاغله، وهو مشغول بأعماله ومسؤولياته وليس فاضياً، كما يعتقد البعض بـ (الهدار) والحشوش، علي عباد الله، إنه رجل قلبه صاف وعقله نظيف، ليس فيه متسعاً لـ (نظرية المؤامرة) والتآمر على الآخرين، إنه إنسان محترم، يحرص على ان يكون مترفعاً عن صغائر الامور، فوق الدسائس والخسائس، لذلك اختار ان يعشق اللون الازرق ليكون واسعاً طاهراً وسخياً كالبحر، وأحب الهلال لكي يبقى ساطعاً، عالياً في السماء وهلاله بالنسبة له أغلى وأجمل وأروع وأفضل من الاتحاد والوزارة،وياليت هذا الهلال يرد له بعض الوفاء والجميل بإحراز بطولة كبيرة درع الدوري، يسلي بهاخاطره.

الشيخ احمد العيسي يقف في مقدمة رجال المال والأعمال الداعمين للكرة والرياضة اليمنية، لكن المؤسف أن اعلامنا الرياضي في معظمه حالياً يؤدي رسالة عكسية تجاه الرياضة، ويؤثر عليها سلباً وليس ايجابياً، وبدلاً من سعيه في جذب المزيد من رجال المال والاعمال الى ميادين الرياضة، يعمل على تنفيرهم وابتعادهم لأنه لايتحدث عما يقدمونه للرياضة ودورهم فيها ومحاولة النهوض بها، بقدرما يتربص اخطاءهم ليهاجمهم ويتدخل في امورهم الشخصية، وكانه وصي عليهم.

الشيخ احمد العيسي بشر يخطئ ويصيب له سلبياته لكن حسناته اكثر.. ولا أدافع هنا عنه، ولا ألمعه فهو ليس بحاجة الى مديح أو تلميع ولو أراد ذلك، فإن شارع الاعلام الرياضي مفتوح على مصراعيه وبإمكانه ان يفتح له سوقاً رائجاً من الملمعين والمداحين، لكن الحديث عن شخصية رياضية تقدم من حر مالها لأجل الرياضة وقد عرف رجلا وفياً صاحب موقف ورأي وكلمة، وقف مع الكثيرين في مواقف صعبة، أنا واحد منهم، وما يحز في نفسي أنني لم استطع حتى الآن أن أرد له بعضاً من الوفاء، رغم اني اعرف أنه لاينتظر جزاءً ولاشكوراً، لكن إن شاء الله ماتموت الرجال إلا وهي متوافية يا أبا صالح وبيننا الأيام والسنوات.

ولك كل التحايا والتقدير والاختلاف معكم وارد، لكنه لن يفسد للود قضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى