قضية بعنوان (المسابقات الثقافية للخلف سر)

> «الأيام الرياضي» صلاح أبو لحيم :

> شهد الأسبوع الماضي إجراء المسابقات الثقافية لأندية الجمهورية في صنعاء، حيث أسفرت نتائجها عن الغث والسمين، وصاحبها انقلابات ثقافية كبروز أندية من الدرجة الثانية تنافس بحق وجدارة على الصدارة، مثلما حصل من قبل نادي سلام لحج، الذي احتل المرتبة الأولى باستحقاق، وهذا ما أكدوه من خلال تفوقهم في الإجابة على أسئلة المسابقة الثقافية لأندية الجمهورية.

بعض أندية الممتاز المشاركة كان خروجها من دور الثمانية مفاجئاً وذلك لنصاعة تاريخها الرياضي والثقافي، ومع كل ذلك فإن خروجها خلف وراءها رائحة عبقة، وذكرى جميلة، وهذا حصل مع نادي (التلال) صاحب التاريخ والباع الطويل، ومع كل ذلك إلاّ أن هناك ثمة(نقيضا) فبعض أندية الممتاز كانت مشاركاتها الرياضية الثقافية لا تنسجم وتاريخها الرياضي ظانين بأن المسابقة لن تخرج عن أسوار مدينة صنعاء، أو (باب اليمن)، وكانت النزعة والتعصب الأعمى هما الرديف لتلك الأندية ولاعبيها، الذين ظنوا استحالة خروجهم منها وإن كان ذلك أمر حتمي يخضع للعقل قبل الجهل وللجد والاجتهاد قبل النزعة والتعصب وهذا ماحصل لثقافيي أهلي صنعاء فثمة تناقض في عالم الرياضة والثقافة اليمنية، ومن يعش على السطح الثقافي اليمني سيرى العجب العجاب.

ومن المفارقات العجيبة للمسابقة الثقافية أن اللجنة المعدة والمقدمة للأسئلة في واد وأسئلتها وإجاباتها في واد آخر ،حيث اعتمدت عند إعداد أسئلتها على مرجعيات غير صحيحة حيث ظل الخلط والخبط بين لاعبي الأندية واللجنة الثقافية هو السائد مما سبب (إحراجات) عديدة للجنة، وجعلها تارة تعتذر وتارة تتأسف وتارة تتحسر لحالها، وهذا يؤكد على أن اللجنة الثقافية لاتمت بصلة إلى الشأن الثقافي، وهذا ما أفقدها(مصداقيتها) وكذلك كان من مفارقات المسابقة غياب الأسئلة التي تتحدث عن اليمن كدولة وتاريخ وحضارة وتراث وأمة، حيث لم يلمس المسابقون أي أسئلة تتحدث عن اليمن، سوى النزر القليل وكأننا بلد (بلا تاريخ) وأيضاً من المفارقات العجيبة غياب الإعلام (الرسمي) إذ كان لايوجد أي حضور سوى لوسائل الإعلام (المستقلة).

المسابقات الثقافية ننظر إليها في بلادنا بأنها تحصيل حاصل، وهذه نظرة (قاصرة) لذا على الإخوان في وزارة الشباب والرياضة أن يقيموا من الشأن الثقافي لدى شباب أندية الجمهورية، لأن الثقافة هي عماد البلاد وبها تستمر مسيرة النماء في البلاد فلا تنظروا إلى المسابقات الثقافية(نظرة المغشي عليه من الموت) بل قيموها وأعطوها حقها، وهذا وذاك لن يتأتى إلاّ بنظرة من قبل الإخوة في الوزارة، وكفانا حسرة وألماً فالعالم يتقدم آلاف الخطوات نحو الأمام ونحن نسير آلاف الخطوات نحو الخلف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى