«الأيام» تصعد الى جبل العود الشاهق بدمت حيث سر الاكتشاف الثمين

> «الأيام» مروان الجنزير :

>
بقايا قصر عثر فيه على مجموعة من التماثيل الصغيرة
بقايا قصر عثر فيه على مجموعة من التماثيل الصغيرة
جبل العود الموجود في الخارطة الإقليمية لمديرية (دمت) إحدى مديريات محافظة الضالع، وتحديدا قمة هذا الجبل، قد أثارت حديث القاصي والداني حول ما ظهر فيها من آثار بينت أن الإنسان اليمني فاق كل التوقعات من خلال البنايات والبيوت التي تم العثور عليها ويصعب على المرء أن يصدق أن الإنسان القديم حمل هذه الحجارة الضخمة ووصل بها إلى هذا العلو الشاهق الارتفاع، بدورنا توجهنا إلى قمة جبل العود متحدين وعورة الطريق وكان هذا الاستطلاع :

بداية الحكاية
عند قدومنا إلى مدينة دمت السياحية سمعنا أحاديث الناس في مقايل القات والمقاهي عن الآثار التي تم اكتشافها في أعلى قمة من جبل العود، فمنهم من قال إنهم وجدوا تمثالا يشبه (أبا الهول) ومنهم أيضا من ادعى أنه رأى رؤوس الثيران يكسوها الذهب الخالص، ومنهم من سمع عن آثار لمدينة من الذهب وجدها مجموعة من الخبراء الألمان تحت الأرض.

كل هذه الشائعات كانت تحتاج إلى وجود دليل قوي وقاطع على وجود مثل هذه الأشياء في جبل لا يفصله عن المدينة أكثر من 100 كيلو.

جانب من الأجزاء الداخلية لأحد القصور المكتشفة حديثا
جانب من الأجزاء الداخلية لأحد القصور المكتشفة حديثا
الطريق إلى قمة العود
لم يكن في الحسبان أن الطريق إلى جبل العود سيكون شاقا وخطرا، أي محفوفا بالمخاطر كون الرحلة إلى هناك استغرقت 3 ساعات، إلا أن الطريق حمل لنا العديد من المعلومات عن تاريخ القرى في المناطق الوسطى، فقد مررنا بقرى عديدة كـ(المسندة) و(العكرة) و(الخمة) المشهورة على أنها ذهبت بشرط امرأة، وأيضا بمجرى سيل وادي بنا الذي يبدأ من يريم وينتهي في أبين كما مررنا بقرى (حريب) وحصن (نواح) و(مضرح) و(القرعة) و(ذي جهدم) وقرية بيت العزاني حتى وصلنا إلى القرية الأخيرة التي تفصلنا عن جبل العود.

الوصول إلى القمة
بعد رحلة تجاوزت 3 ساعات وصلنا إلى أسفل قمة العود وهناك لم تستطع السيارة التي أقلتنا أن تواصل تقدمها بسبب وعورة الطريق وأيضا لسبب آخر هو ضباب الجو (التاهم) فأكملنا الطريق مشيا على الأقدام وبعد ساعة من المشي الطويل وصلنا إلى أعلى قمة في جبال المناطق الوسطى إلى أن وجدنا الغاية التي سافرنا من أجلها، وهي قرية أثرية تحيط بها الأسوار من كل الاتجاهات فاقتربنا منها ووجدنا ما كان الناس يتحدثون عنه.

من خلف الشباك يبدو الجرف الذي عثر فيه على مجموعة من التماثيل المرصعة بالذهب
من خلف الشباك يبدو الجرف الذي عثر فيه على مجموعة من التماثيل المرصعة بالذهب
قصة الاكتشاف
وبعد مضي نصف ساعة قضيناها في استكشاف المنطقة والتعرف عليها جيدا، عرفنا أن قمة جبل العود كانت محل صراع بين قبيلتين هما (صناع) والثانية هي (الدروب) واللتان دخلتا في مناوشات وصلت إلى استعمال الأسلحة الخفيفة إلى أن وصلت الحلول بينهما عبر وساطة من قرى مجاورة وتمت عودة المساحة التي هي الآن تتبع في إجراءات التنقيب إلى أفراد قبيلة (صناع) والذين عرفوا بقدومنا وبدأوا يصعدون إلينا، وعرفنا من الأخ قائد محسن المشاع القصة الحقيقية وراء اكتشاف هذه المنطقة الأثرية والتي تدور حول: أن رجلا من أبناء القرية كان يصعد إلى قمة العود بشكل يومي ليقوم بالحفر وفي آخر النهار ينزل وهو محمل بمجموعة من الشوالات فتمت مراقبته ذات يوم وعرفنا أنه يقوم بالحفر في هذه المنطقة التي نقف عليها الآن ويستخرج مجموعة من العملات الذهبية وأغطية من المعادن الثمينة.

الدولة واهتماماتها
عند اكتشاف هذه المجموعة من الآثار القيمة الثمن سارع كبار وعقلاء بعض المناطق وقرى جبل العود القريبة من المنطقة الأثرية بتقديم رسالة إلى الجهات المختصة والتي بدورها قامت بوضع مجموعة من الشباك الحديدية على القرية الأثرية.

أيضا سارعت ببناء متحف صغير مكون من غرفتين وضعت فيه جميع الآثار القيمة حيث منع تصويرها، كما وضعت مفاتيح المتحف لدى كبير قبيلة (صناع).

اطراف القرية الاثرية كما تبدو محاطة بالشباك
اطراف القرية الاثرية كما تبدو محاطة بالشباك
أيضا صرح مكتب الهيئة العامة للسياحة والموجود فرعه بمديرية دمت (المجمع الحكومي) في وقت سابق أن الجهات المختصة في العاصمة صنعاء قامت بإرسال مجموعة من الخبراء الألمان منذ أكثر من عام إلى قمة جبل العود للتنقيب عن الآثار وإلى الآن لم تحدد الفترة التاريخية التي بنيت فيها هذه القرية، إلا أن المواطنين هناك أشاروا إلى وجود الخبراء في مثل هذه الأيام من السنة حيث تقوم طائرة مروحية بإحضارهم من العاصمة وحتى قمة الجبل وما زالوا معنيين بعملية البحث عن الأشياء الثمينة هناك.

كنا نتمنى أن ندخل إلى المتحف إلا أننا واجهنا رفضا قويا من الحراس الذين جعلونا نلتقط الصور من خارج الأسوار الحديدية للقصور والمباني وبعض المخابئ.

كلمة حق تقال
بالرغم من اهتمام المسؤولين في مصلحة الآثار ببلادنا بهذا الاكتشاف، إلا أن السكان هناك يشكون من بعض السلبيات المتمثلة في عدم اهتمام المسؤولين في المديرية والمحافظة خصوصا في الأيام الأخيرة بأوضاع المواطنين في توفير متطلباتهم الضرورية من مدارس ومستوصفات طبية، الدولة توعدهم وهم إلى الآن لم يصلهم أي مشروع بالرغم من أن المنطقة صارت ذات أهمية تاريخية وأثرية من خلال الاكتشافات التي تمت على أرضها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى