حضرموت .. الصورة الأقرب في اليوم الأجمل

> م.عبدالملك المعلمي :

>
م.عبدالملك المعلمي
م.عبدالملك المعلمي
لا شك أن اضطرابات ما قبل الوحدة وما أفرزته من تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية، هددت الاستقرار في شمال وجنوب البلاد. كم عمقت الفجوة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد، وقللت من فرص نجاح الجهود والمحاولات المبذولة باتجاه الوحدة في صنعاء وعدن.

كان امراً استثنائياً أن يلتقي الشمالي بالجنوبي في إطار مشروع مشترك على أرض يمنية، في حين كان لقاء الطرفين خارج اليمن - علي ما فيه من الحزن - أمرا طبيعياً ومشهداً يومياً عاشه الكثير من أبناء المحافظات اليمنية، الذين تحتضن حضرموت اليوم نسبة كبيرة منهم، جعلتها تتميز عن غيرها باحتواء أروع المؤشرات العملية في تجسيد وتعميق الوحدة الوطنية، هذا لا يعني على الإطلاق غياب تلكم المؤشرات في بقية المحافظات التي لا تقل في واقعها الوحدوي عن حضرموت، لكن حضرموت بالفعل تمثل الصورة الأقرب على مستوى المكان وساكنيه، الذين يمثلون صورة نموذجية لليمن الموحد، حيث تقاطر إليها الكثير من شتى بقاع اليمن ومن مختلف مواطن الاغتراب منذ انبلاج فجر 22 مايو 1990، اليوم الأجمل في تاريخنا.

أضف إلى ذلك - وإن كان كل بيت يمني قد عانى من مساوئ التشطير- إلا أن حضرموت من أكثر المحافظات التي أجحف التشطير في حقها وحق أبنائها، كل تلك المعطيات تضافرت مع توجهات القيادة السياسية في سياق طبيعي لتكوين ملامح المشهد الوطني ، الذي تبدو فيه حضرموت اليوم من أهم المحافظات التي تحرص الوحدة على إنصافها ووضعها في كيانها الطبيعي، من خلال إحداث التناغم بين القدرات التنموية والموارد البشرية التي تحتويها حضرموت ، المحافظة التي قدر لها في ظل الوحدة أن تكون الأكثر اتساعاً واحتفالاً بأبناء الوطن ورؤوس الأموال والعمالة التي شتتها الدهر هنا وهناك، بحثا عن مكان تستثمر فيه الطاقات والإمكانيات قبل التحام الوطن في 22 مايو1990م، اليوم الأجمل في حاضرنا.

منهم من قاده الوضع المعيشي قبل ذلك اليوم إلى الهجرة، وعاد مع الوحدة للمشاركة في بناء وتنمية بلاده بعد ما أفنى جزءاً من حياته في تعمير بلدان الآخرين، ومنهم من لم يمكنهم واقع الاستعمار والنظام الاشتراكي من تنمية وتسخير مدخراتهم في بناء يمنهم، فراحوا يستثمرونها في تطوير أوطان لا علاقة لهم بها، لكنهم عادوا لتكتسب حضرموت هذه الخصوصية في إطار الوحدة اليمنية.

كل ذلك بعيداً عن أي اجتهادات منافية، يفسر الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية لهذه المحافظة التي عانت الكثير من ويلات التشطير والحرمان الماركسي، وحق لها اليوم أن تزهو بما تشهده من حراك اقتصادي وخطوات تنموية كبيرة، باعتبارها ثمرة من ثمار الوحدة اليمنية التي نحتفل اليوم بعيدها الخامس عشر.

إننا نعيش اليوم واقعاً جديداً، ربما لم يجهد أحدنا نفسه بالتفكير به أو تخيله قبل 22 مايو 1990م، اليوم الأجمل في مستقبلنا.

وزير الاتصالات وتقنية المعلومات

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى