ثقافة العشيرة.. هل أثبتت فشلها؟

> «الايام» صالح علي بامقيشم / ثانوية نصاب - شبوة

> ألا تتشابه المعارك الفكرية في القرون الوسطى الأوربية مع معاركنا الآن؟ هل نمشي إلى الخلف.. أي نتقدم ولكن إلى الوراء؟ هل هناك كوابح تجبر مجتمعاً ما (أو مجتمعات) على السير في مسالك جانبية وطرقات ملتوية صعبة؟

إن ما تشهده الساحة اليوم من رفض للزمن الذي نسميه المعرفة العلمية والثقافية، يأتي في أعقاب الفشل الذريع لأفكار وثقافة القبيلة وشعاراتها في تسجيل نصر فكري حاسم على العقلانية والعلم والاعتدال، ووقوف التيار الديني الشعاراتي إلى جانب الطرف المتخلف بتسويق العادات والتقاليد كجزء من الدين، متناسين أن الدين رديف العلم فهو يدعو إليه ويحث عليه، فيما العلم هو الذي يوصل إلى الاقتناعات الكبيرة لمفاهيم الدين والإيمان.

ورغم تحالف أفكار التطرف - العشيرة - فقد بقيت الأفكار والثقافة الهشة، المتوارثة، التقليدية عاجزة أمام الأدب والفن والفلسفة، ولمواجهة هذا المد لا بد من ثورة ثقافية شاملة تكون جزءاً من مشروع حضاري جوهره الديمقراطية والحرية والمساواة. هذه الثورة لا تبدأ ولا تتحقق في الفكر وحده، إنما لا بد لها أن تبدأ من الأرض، من الواقع المادي، من الانقسام الوحشي في المجتمع الذي يدفع بالجماهير البائسة إلى الشعوذة، حتى تستوي الأرض التي ستحتضن حرية الفكر والعقيدة والضمير. والله يفعل ما يريد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى