يـــوم من الأيـــام...مناهج المؤسسات التعليمية

> د. سمير عبدالرحمن الشميري:

>
د. سمير عبدالرحمن الشميري
د. سمير عبدالرحمن الشميري
كثيرا ما ناجيت نفسي: هل مناهج المؤسسات التعليمية تأخذ بيد الناشئة إلى الغايات المرجوة؟ هل هذه المناهج قادرة على تشكيل أرضية علمية ومعرفية للأجيال؟ هل الخطط الدراسية تصب في قالب الإصلاحات وتلبي حاجة السوق والمجتمع؟ وهل يوجد حشو وتكرار ممل للمعلومات في المقررات التعليمية؟ وهل تنمي هذه المناهج ملكات العقل والفكر والمهارات العلمية والعملية وتشجع على الحرية والاجتهاد، أم أنها تكرس قيم الجمود والتحجر والانغلاق وتعوّد الطلاب على الحفظ والتلقين؟!

وأزعج ما أزعجني من الصور القاتمة التي تثير العبوس هو تشكيل لجان للمناهج يكون على رأس اهتمامها هو: كيفية ابتلاع المخصصات بطرق غير عفيفة وتشتغل في أجواء ضبابية وتسير في بحر متلاطم من السفاسف، وتكتفي بملامسة السطوح، ولا تعطي عظيم جهدها في تطوير المناهج وإضاءة المسالك ونشر قيم الاستنارة وتوسيع جغرافية العقل .. وهذا ما حدث فعلا عند تعيين أعضاء الفرق المتخصصة لتطوير مناهج التربية والتعليم (2002م) حيث أخذ بعض رؤساء الفرق للمواد باختراع قائمة من الحيل والمراوغات وابتداع سلسلة من الإرباكات لسلب الحقوق وتدمير الضمير المهني.

والأكثر إثارة: من يعين هؤلاء ليشكلوا ضمير وهوية الأمة التعليمية ويحدثوا أعطابا مهنية وأخلاقية وسلوكية في المؤسسات؟

إن من لا يملك كفاءة علمية ولا ضميرا مهنيا ولا يحب الخير لأبناء جلدته غير جدير بصياغة مناهج للتعليم، التي تكون الشرارة الأولى للنمو العلمي والعقلي والمعرفي والسلوكي والاجتماعي.

ولقد قال د. عبدالعزيز المقالح: «تبدأ أولويات الإصلاح من التعليم، ومن المدرسة الابتدائية على وجه الخصوص، وتنتهي بإصلاح الوعي الحزبي في المنظمات السياسية التي تحولت في كثير من الأحيان إلى حكومات ذات تقاليد ديكتاتورية قاسية ولا تقل بشاعة في مواقفها عن الأنظمة الديكتاتورية، فالإصلاح المطلوب في الوطن العربي إصلاح تعليمي وأخلاقي وسياسي، ولن تنجح أمة في إصلاح أوضاعها ما لم تبدأ من هنا» (الثقافية، العدد 286).

إننا ننتظر بشغف كبير انعقاد ورشة المناهج في كلية التربية - عدن، التي ستقف بمسؤولية أمام مناهج كليات التربية وكيفية تطويرها إلى الأمثل، وستقدم أوراقا علمية ومقترحات ثاقبة لتطوير الأداء وللانعتاق من القوالب الجامدة، فلا بد من أن تحدث تغيرات محورية في مناهج التربية والتعليم ومناهج الجامعات اليمنية بما يتواكب وحركة متطلبات العصر، بحيث تحدث هزة قوية في العقول والضمائر وتغذي الأجيال بوجبات شهية من العلوم والمعارف وتنمي روح العلم والنقد والنجابة لدى الطلاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى