الصداقة الناشئة بين أستراليا وإندونيسيا على المحك

> سيدني «الأيام» د.ب.أ :

>
شابيل كوربي
شابيل كوربي
تقف الصداقة الناشئة بين أستراليا وإندونيسيا أمام محك حقيقي هذا الاسبوع عندما تصدر محكمة قرارها في قضية مخدرات استحوذت على اهتمام البلاد بأسرها,وستتوجه المحطات التليفزيونية التجارية إلى دينباسار عصر يوم الجمعة المقبل لاذاعة بث حي لاجراءات المحاكمة لترى إذا ما كانت ستحصل شابيل كوربي /27 عاما/ على البراءة من الاتهامات الموجهة إليها بتهريب أربعة كيلوجرامات من الماريجوانا.

وفي معرض الحديث عن قرار بإدخال تعديلات على برامج قناته من أجل ذلك النقل قال رئيس محطة تليفزيون القناة السابعة بيتر ميكين "إنها قصة إخبارية جديرة بمتابعة واسعة والكثير من الناس مهتمون بها للغاية".

وهناك عدد من الشخصيات البارزة التي تهتم بأمر القضية ومنهم رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد الذي أرسل خطابا إلى المحكمة يرجح فيه بطريقة غير مباشرة أن كوربي ربما تكون ضحية عصابة منظمة لتهريب المخدرات وليست مهربة مدفوعة من جانب آخرين وتستحق الرثاء.

ويعلم هوارد تماما أن التغطية الاعلامية الواسعة قد كسبت تعاطفا شعبيا كبيرا مع كوربي القادمة من منطقة كوينزلاند الاسترالية وكسبت تأييدا لمزاعمها أنها لم تكن تعلم شيئا عن المخدرات التي ضبطت معها.

لكنه تحدث أيضا عن ضرورة احترام الاستراليين لسيادة إندونيسيا وعدم الوقوف أمام علاقة الصداقة الطيبة التي يتمتع بها مع سوسيلو بامبانج يودويونو الذي يوصف بأنه أول رئيس إندونيسي ينتخب بطريقة ديمقراطية.

وتتعرض العلاقات الحالية بين البلدين التي توصف بأنها الافضل منذ عقود لخطر داهم في الاونة الحالية بسبب مزاعم الاستراليين بأنهم لا يتوقعون إجراء محاكمة عادلة في إندونيسيا لعدم كفاءة زعمائها وفساد نظامها القضائي. وهدد توني فوستر وكيل إحدى الشركات السياحية في هوبارت الاسترالية بوقف الترتيب لرحلات سياحية إلى جزيرة بالي الاندونيسية إذا حكم على الجميلة كوربي كما هو متوقع-بالسجن لفترة طويلة في سجن كوروبوكان في دينباسار.

وقال فوستر "إذا أدينت (كوربي)..فقد أخذت موقفا...موقفا شخصيا وهو أنني لن أروج لبالي باعتبارها مقصدا سياحيا".

وكان أنصار كوربي الذي أرسل بعضهم تهديدات بالقتل لدبلوماسيين إندونيسيين قد لاقوا تشجيعا وتحريضا من جانب مقدمي البرامج الحوارية.

وشجب الممثل راسل كرو الحائز على جائزة الاوسكار وعدد آخر من أبرز المشاهير محاكمة كوربي.

وتنامت مشاعر المرارة والغضب حتى وصف أحد المذيعين الذين يحظون بشعبية كبيرة في أستراليا القضاة الاندونيسيين الثلاثة الذين يرأسون المحكمة بأنهم "قردة" فيما أجبرت جاكرتا رجل الاعمال رون بكير على التراجع عن تمويل فريق الدفاع عن كوربي بعد زعمه أنه طلب إليه تقديم رشى مقابل حرية كوربي.

وفي سياق هذا الجدل وصف قائد الشرطة الاسترالية ميك كيلتي الذي تعرضت لانتقادات لاذعة في الصحف لوصفه الدفاع عن كوربي بأنه "ضعيف".

وكيلتي هو الشرطي الذي ساعد عمله في مجال الطب الشرعي على اعتقال منفذي تفجيرات بالي التي أودت بحياة 202 شخص قبل أربع سنوات.

لكن كيلتي يحظى بتأييد في وجهات النظر من جانب خبراء القانون الذين يقولون في الجلسات الخاصة إن الدعوى المرفوعة على كوربي هي من الوهلة الاولى تقوم على أساس متين وليست مفاجأة أن تسفر عن صدور حكم إدانة سواء في أستراليا و في أي بلد آخر له ولاية قضائية.

ويقول الاستاذ تيم ليندساي مدير مركز القانون في آسيا التابع لجامعة ملبورن إن "هذه القضية ليست قضية نادرة. إنها قضية عادية... فريق دفاعها(كوربي) ضعيف. ولم يقدم حجة قوية أمام المحكمة. وليس بها شيء يثير الجدل حقا". ويقول الاستاذ ليندسي إنه رغم الدفع بالفساد وعدم الاهلية في النظام القضائي الاندونيسي فإن هذا لا يعني أن الفساد وعدم الاهلية في قضية كوربي قد أفسدا المحاكمة.

ويشير أحد استطلاعات الرأي إلى أن 93 في المئة من الاستراليين يعتقدون في براءة كوربي التي تتمسك بذلك منذ اعتقالها في تشرين الاول/أكتوبر. لكن المطلعين على مجريات القضية غير مقتنعين بذلك.


وكان قد عثر على المخدرات وسط المعدات الخاص بركوب الامواج المتكسرة التي كانت مع كوربي خلال قضاء عطلتها في بالي. لكن تجدر الاشارة إلى أن لها أخا غير شقيق في دينباسار يدير متجرا متخصصا في تلك المعدات ربما تكون قد استعارتها منه. كما أن المخدرات التي تقول إنها وضعت في حقيبتها كانت تزن أكثر من الحقيبة التي تقول إنها حزمتها. لكن يبدو أنها فشلت في ملاحظة الحجم والوزن الزائد للحقيبة عندما رفعتها من فوق سير نقل الامتعة داخل صالة الوصول.

وأثارت قضية كوربي حالة من رهاب الاجانب أقلقت الكثير من المراقبين. ودشن عدد كبير من مواقع الانترنت للدعوة للافراج عن كوربي. كما ظهرت في الاسواق أكواب للقهوة وقمصان مكتوب عليها "أفرجوا عن شابيل". كما تعهدت كوربي لاحدى الجهات بالتوقيع على عقد يدر عليها ربحا كبيرا لنشر قصتها في حالة الحصول على البراءة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى