> واشنطن «الأيام» خاص:

بدأ وفد الجالية الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، سلسلة لقاءات في مبنى الكونغرس الأمريكي، ضمن برنامج سياسي يدعمه الانتقالي الجنوبي ويستمر حتى اليوم الأربعاء، بهدف إيصال رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي لحل الأزمة اليمنية وتعزيز دعم المجتمع الدولي لتطلعات الجنوبيين.

الوفد الذي يمثل الجالية الجنوبية ويدعم توجهات المجلس الانتقالي الجنوبي، يسعى خلال هذه اللقاءات إلى طرح رؤية الجنوب لإنهاء الحرب في اليمن، ومكافحة الإرهاب، وتحقيق السلام العادل، من خلال الاعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة.


وتأتي هذه الخطوة ضمن تحركات دبلوماسية أوسع ينفذها المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافل الدولية، خصوصًا في العواصم المؤثرة في المشهد اليمني، وعلى رأسها واشنطن التي تعد محطة محورية، نظرًا لدورها السياسي والعسكري في الملف اليمني، ما يجعل من مخاطبة صناع القرار الأمريكيين أولوية استراتيجية لدى قيادة الانتقالي.

ويعكس هذا الحراك، بحسب مصادر مطّلعة، رغبة المجلس في تعزيز حضوره السياسي على الساحة الدولية، واستثمار علاقاته المتنامية مع الجاليات الجنوبية في الخارج، لتكريس رؤيته كطرف فاعل في مستقبل اليمن، لا سيما في الجنوب.


يطرح المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه في مايو 2017 مشروعًا سياسيًا يرتكز على استعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل عام 1990، حين دخلت في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية. ويستند المجلس إلى قاعدة شعبية واسعة في عدد من المحافظات الجنوبية، مستفيدًا من دوره العسكري على الأرض، عبر قواته الأمنية والعسكرية المنتشرة في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع وغيرها.

ويدعو المجلس إلى إقامة دولة جنوبية فيدرالية مستقلة، تتبنى نموذجًا ديمقراطيًا وتشاركيًا في الحكم، وتلتزم بمكافحة الإرهاب، وتعزيز الاستقرار الإقليمي. ويمثل حق تقرير المصير، وفق المواثيق الدولية، حجر الزاوية في مشروعه السياسي.

التحركات الجارية في واشنطن تمثل تفاعلًا متكاملًا بين قيادة المجلس الانتقالي في الداخل وديناميكية الجالية الجنوبية في الخارج، وهو ما عكسه التنسيق الواضح في برنامج اللقاءات، والتي شملت عددًا من أعضاء الكونجرس المهتمين بملف الشرق الأوسط واليمن تحديدًا.


وبحسب منظمي اللقاءات، فقد جرى التركيز على التحديات السياسية والإنسانية التي يواجهها شعب الجنوب في ظل تعقيدات الوضع اليمني الراهن، بالإضافة إلى إبراز دور المجلس الانتقالي في محاربة التنظيمات الإرهابية، وتحقيق الاستقرار في المناطق التي يديرها.

تكتسب هذه اللقاءات أهمية خاصة حول مستقبل الحل السياسي في اليمن، وإمكانية الذهاب نحو ترتيبات نهائية بين الأطراف الفاعلة.

ويرى مراقبون أن المجلس الانتقالي يسعى من خلال هذا الحراك إلى تثبيت حضوره كطرف رئيسي في أي تسوية مرتقبة، والتأكيد على أن الجنوب لن يكون غائبًا عن طاولة التفاوض.


كما تحمل هذه التحركات رسالة واضحة بأن الجنوبيين، في الداخل والخارج، يقفون صفًا واحدًا خلف مشروعهم الوطني، بما يعزز من شرعية المجلس ويدعم موقفه السياسي في المفاوضات الجارية.