هنديات تواجهن الفقر باللكمات

> الهند «الأيام» عن رويترز :

>
هنديات تواجهن الفقر باللكمات
هنديات تواجهن الفقر باللكمات
بحلول كل مساء تخرج هنديات محجبات من حي فقير في كلكتا وتتجهن لمتنزه عام حيث تضعن ملابس الرياضة وقفازات الملاكمة..ولمدة ساعتين تتصببن عرقا وهن تتدربن في حلقة ملاكمة فوقها لوح معدني فقط كسطح وسط نظرات المارة وأطفال يلعبون بالجوار.

ومع اعتبار بطلة الملاكمة الامريكية ليلى علي ابنة بطل الملاكمة السابق محمد علي كلاي مثلا أعلى تنظر العديد من هؤلاء الهنديات للملاكمة كوسيلة للفرار من الفقر والحواجز الاجتماعية في بلد لا تتاح فيه الكثير من فرص العمل للنساء.

ونجحت الملاكمات الهنديات بالفعل في ترك بصمتهن في الهند المولعة برياضة الكريكيت والتي لم تحقق أي نجاحات رياضية كبرى بعد الفوز بميدالية واحدة فقط في كل من دورات الالعاب الاولمبية الثلاث الماضية.

ونجحت همانجتي ماريكوم في الفوز في وزن خفيف الذبابة ببطولة العالم للملاكمة عام 2003 .

وقالت راضية شابنام البالغة من العمر 24 عاما لرويترز "نعلم اننا نمارس رياضة ليست من الرياضات التي تمارسها النساء وبالأخص الفتيات المسلمات في الهند."

ورغم المعارضة الكبيرة إلا أن شابنام كانت واحدة من أوائل النساء في منطقتها السكنية اللاتي تمارسن الملاكمة. وأصبحت شابنام الآن مدربة ومن الحكام الدوليين.

والفتيات الهنديات اللاتي تحاولن الآن محاكاة شابنام من حي كيدربور في كلكتا على ضفاف نهر الجانج حيث أوكار المقامرة وبيوت الدعارة ومراكز بيع الخمر المغشوش.

وجذبت الملاكمة نساء كيدربور بعد متابعة شبان يمارسون الملاكمة بينهم محمد علي قمر الذي فاز بذهبية منافسات خفيف الذبابة في دورة العاب الكومنولث عام 2002 .

وقالت نور افروز البالغة من العمر 20 عاما "عندما تابعنا الفتيان شعرنا ان بامكاننا ممارسة الملاكمة ايضا. ولكن لا يمكن تخيل صعوبة اقناع
آبائنا وأمهاتنا."

وعادة ما تلجأ الفتيات الفقيرات فقط في المناطق الريفية في الهند للملاكمة ولكن راهات حسين والد شابنام قال "كانت مصرة تماما وكان علي الاذعان. في مجتمعنا ممارسة الفتيات للملاكمة أمر غير شائع."

وساعد اصرارها فتيات اخريات في منطقتها السكنية.

وقالت سانو بابي البالغة من العمر 17 عاما والتي تتدرب مع توأمتها شاكيلا في نادي شابنام "عندما رأيناها )شابنام( تصل لحلقة الملاكمة كان من الأسهل علينا اقناع ذوينا."

وقالت شاكيلا "لم ترغب والدتي أن نمارس الملاكمة لأنها كانت خائفة أن نلحق اضرارا بوجهنا وبذلك لا نجد من يتزوجنا. ولكن حبي للملاكمة طغى على الاستماع لنصيحتها."

ويشجع مسؤول الملاكمة اسيت بانرجي الفتيات المسلمات الفقيرات على الالتحاق بناديه بالرغم من أن زعماء محليين يصفونه بالملحد الذي يضلل الفتيات.

وكان لفيلم "فتاة بمليون دولار" الذي حصلت بطلته على جائزة اوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في الفيلم كملاكمة تأثيرا كبيرا على الفتيات اللاتي تسعين حتى تصبح ممارستهن لهذه الرياضة مقبولة.

وقال بانرجي "سيأتي الوقت الذي سيصبحن فيه هن ايضا فتيات بمليون دولار."

واستطرد "مهمتي هي القيام بتحويل نفسي وبدني في حياة هؤلاء الفتيات وفي نهاية الأمر أجعلهن نساء وأمهات أقوياء."

ومعظم المتدربات ومجموعهن 20 متدربة من عائلات كبيرة تتكدس في غرف سكنية واحدة وبدورة مياه مشتركة ودون مياه نقية. والمتنزه الذي يتدربن فيه يستخدم ايضا كمستودع للقمامة.

وعليهن ايضا تحمل التعليقات المسيئة عن الملاكمة النسائية غير انهن لا يبدين اهتماما وملتزمات تماما بممارسة الرياضة.

وقالت افروز "الملاكمة هي الحياة بالنسبة لي. بسببها أصبح لي هدف في الحياة. إذا حرمتوني منها أموت."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى