مقبل:الاشتراكي لا يعول على الهائمين في ابراجهم العاجية

> صنعاء «الأيام»:

> بدأت اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني دورتها الاعتيادية العاشرة أمس برئاسة الأخ علي صالح عباد (مقبل) الأمين العام للحزب,وتقف اللجنة المركزية في دورتها هذه أمام عدد من مشاريع الوثائق والتقارير المتعلقة بإنجاز الدورة الانتخابية الكاملة لمنظمات الحزب الاشتراكي اليمني من المنظمات القاعدية وحتى مؤتمرات المحافظات ، وكذا أمام مشاريع الوثائق البرنامجية والسياسية للحزب والاطلاع على سير التحضيرات لانعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب .

وفي جلسة افتتاح الدورة ألقى الأخ علي صالح عباد (مقبل)، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني كلمة فيما يلي نصها :

«يسرني أن افتتح هذه الدورة للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، ونحن لا نزال نعيش أجواء الذكرى الخامسة عشرة لإعلان قيام الجمهورية اليمنية، ذكرى 22 مايو 1990م، يوم التم شمل اليمنيين في كيان وطني واحد، مخلفين حقبة تاريخية طويلة من التشطير وراء ظهورهم، وها أنا أجدد لكم التهاني القلبية الخالصة بهذه المناسبة العظيمة مذكرا بالنضالات الجسورة والتضحيات الجبارة التي نال حزبنا شرف النهوض بها، وهو يتقدم صفوف الشعب اليمني من أجل تحقيق وحدته، وقد ظفرنا بهذا الهدف قبل عقد ونصف من الزمن بالوسائل السلمية، وبمضامين ديمقراطية أعطت لوحدة 22 مايو 1990م صفة الانجاز التاريخي غير المسبوق، وبوحي من هذه الصفة سيواصل حزبنا نضاله من أجل استعادة الطابع السلمي للوحدة والمضامين الديمقراطية لها، والعمل مع جماهير الشعب وطلائعها السياسية في سبيل رد الاعتبار للمشروع الوطني الديمقراطي الوحدوي، ووضعه موضع التنفيذ الخلاق والمثابر، بعد أن فرضت حرب عام 1994م القيود عليه، واستعاضت عنه بمشروعها الاستبدادي الشطري، وبتوجهاتها المختلفة، غير الديمقراطية وغير الحضارية.

وفي الوقت نفسه اسمحوا لي أن أزف اليكم التهاني القلبية الخالصة بالنجاحات الرائعة التي حققتها منظمات حزبنا في كافة محافظات الجمهورية، والانتهاء من عقد المؤتمرات الحزبية في المحافظات كافة بدون استثناء، على طريق انعقاد المؤتمر العام الخامس لحزبنا (مؤتمر الشهيد جار الله عمر) وأستطيع القول إن النجاح الباهر لهذه المؤتمرات هو هديتنا الثمينة نحن الاشتراكيون من الرجال والنساء لذكرى 22 مايو 1990م، هذا النجاح هو عربون التزامنا بالمضامين الديمقراطية للوحدة والتمسك بمشروعها التاريخي، حيث اختارت منظمات الحزب الجمع بين وحدة الاشتراكيين الطوعية، وتكريس الممارسات الديمقراطية في صفوفهم كرديف عميق المعنى والدلالة للجمع بين وحدة اليمن وإطلاق حق ممارسة الديمقراطية لأبنائها. وعن طريق هذا الجمع الخلاق يؤكد حزبنا وفاءه للثاني والعشرين من مايو وإصراره على مواصلة نهج الوحدة والديمقراطية بارتباط وثيق لا انفكاك بينهما، فالوحدة هي البوابة التي ندخل منها الى العالم المعاصر، والديمقراطية هي بطاقة عضويتنا في نادي المستقبل. وبكلمة واحدة وثابتة أعلن باسم كل الاشتراكيين اليمنيين أن لا تراجع عن أي منهما، فالوحدة والديمقراطية خيارنا النهائي، وعليهما تنعقد آمالنا وتطلعاتنا كافة، ومن أجلهما ستظل جذوة كفاحنا مشتعلة لا تهدأ.

أيتها الأخوات .. أيها الأخوة :

بانعقاد هذه الدورة للجنة المركزية لحزبنا تكون لحظة انعقاد مؤتمرنا العام قد أزفت، ويمثل نجاح مؤتمرات منظمات الحزب في المحافظات إشارة واضحة لا تخطئها العين على قرب موعد انعقاد العرس الاشتراكي الأكبر، الذي تحمل أعضاء حزبنا من أجله عنت الظروف وقساوة الحاجة، وإنني إذ أحيي بسالتهم وأكبر في أولئك الرفاق والرفيقات الذين خصموا من قوتهم وقوت أطفالهم لتسديد فواتير هذا النجاح، أؤكد أن مؤتمر جار الله عمر ينعقد في موعده وأن حزب جار الله عمر لن يقهر، وأن هذا الحزب جدير بالمستقبل لأنه موطن على قيم التضحية والصمود والوطنية، وفي داخله يختزن إرادة لا تنثني، تعبر عن تطلع هذا الشعب نحو التطور والتقدم.

لقد استطاعت المؤتمرات الحزبية في العديد من المحافظات أن تشد اليها الأنظار بما استطاعت أن تجسده من القيم الجديدة التي تدلل على مصداقية الوصف الذي أطلقه حزبنا على نفسه كحزب للحداثة والحامل الرئيسي للوائها، ويكون من الواجب هنا توجيه تحية خاصة لتلك المنظمات الحزبية التي أعطت نصف حصتها من القائمة الوطنية لعضوية اللجنة المركزية للنساء، والأهم هنا أن هذه النتيجة لم تأت عن طريق التوافق، أو إقرار كوته معينة للنساء، وإنما جاءت عن طريق الاقتراع الرسمي المباشر، أي بأصوات تنافسية صحيحة، الأمر الذي يعكس درجة الوعي العالي لدى الاشتراكيين بقضية المرأة كقضية اجتماعية وانسانية من الدرجة الاولى، وكمعيار حاسم لتمييز المواقف التقدمية عن غيرها. وهانحن في الحزب الاشتراكي اليمني نمتلك كامل الحق في تأكيد انحياز حزبنا لمهمة التحديث بالأفعال وليس بالأقوال فقط أو بالادعاءات التي ينقصها الدليل.

وفي الوقت ذاته أثبتنا قدرة الممارسات الديمقراطية على تلبية الحاجة لتحرير المرأة، واستيعاب حقها في المشاركة المكينة في إدارة الشؤون العامة، كواحد من التوجهات العالمية المعاصرة، ذات الطابع الإنساني والتقدمي.

وبصورة عامة يؤكد حزبنا على الأهمية الاستثنائية التاريخية في التزام سياسة التمييز الإيجابي لصالح النساء والفئات المهمشة في المجتمع من أجل بناء الأسس المادية والثقافية المفضية الى اقامة مجتمع المساواة الغني بقيمه الأخلاقية وبالحقوق المدنية المكفولة لكل أفراده وتكويناته، مدركين وعلى نحو صائب ما يعنيه ذلك من أهمية في خلق الشروط والظروف اللازمة لتعبئة قوى المجتمع في انجاز مهام التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وجعل هذه المهمة ممكنة التحقيق بأقل قدر من الصعوبات والعثرات، فالبلد الذي يحرر نساءه ومهمشيه من الاضطهاد والإقصاء إنما يضع شروط انعتاقه من التخلف ومن العادات والتقاليد المهينة وغير الإنسانية، ويرسي قواعد جديدة لانطلاقته الحضارية.

وفي تقديري أن اهتمام منظمات الحزب بقضايا الحقوق المدنية وتعزيز قوى ومؤسسات المجتمع المدني وقضايا الإصلاحات السياسية والاقتصادية والأمور المتعلقة بالتنمية المحلية وبالاحتياجات المباشرة للناس، يعمق الوعي بهذه المسائل لدى أعضاء الحزب ويكسبهم فصائل الارتباط بالشعب وامتلاك الإرادة الكفاحية للتعبير عن قضاياه، وتقدم صفوفه في مسيرة النضال من أجل تحقيقها.

وفي هذه الحالة فقط يغدو بمقدورهم تجسيد الوظيفة السياسية والاجتماعية المنوطة بهم، وبدونها فإنهم يحجزون أنفسهم في أبراج عاجية، يبدو من ظاهرها ممارسة نوع من التعالي على قضايا الشعب وهمومه، لكنها في واقع الأمر ليست سوى صورة مكثفة لانحطاط المواقف وابتعادها عن نبل الحياة بما فيها من حيوية وتجدد. إن حزبنا وهو ينهض بدوره التاريخي يراهن على الأعضاء المندمجين بالناس وبقضاياهم الحياتية الملموسة، ولا يعول على أولئك الهائمين في أبراجهم العاجية الذين تنحصر أدوارهم في ممارسة التطفل على قضايا الشعب، والادعاء الزائف بالتعبير عنها.

أيتها الأخوات .. أيها الأخوة:

تكتسب هذه الدورة للجنة المركزية لحزبنا أهمية خاصة بالنظر الى طبيعة القضايا المطروحة أمامها، ونوع القرارات والإجراءات المدعوة لاتخاذها.

ففي هذه الدورة ينبغي وضع اللمسات الأخيرة على مشاريع الوثائق البرنامجية: البرنامج السياسي والنظام الداخلي، والتقرير السياسي العام، قبل تقديمهما الى المؤتمر العام، ونأمل أن تقدم بعد استيعاب الملاحظات والتعديلات عليها بما يقوي مضمونها ويطور أطروحاتها ويعطيها صورة أنضج وأكثر واقعية وحيوية في ملامسة القضايا الرئيسية للبلاد، وتقديم التصورات والتوجهات القادرة على تأطير هذه القضايا ووضعها في القوالب البرامجية المناسبة المتسمة بالدقة والوضوح والجاذبية، إذ أن هذه الوثائق سوف تتضمن مجموعة الرسائل القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى التي سيوجهها الحزب الاشتراكي اليمني إلى مواطنيه، وإلى كل العالم من حولنا، وينبغي أن تكون مفهومة على نحو صحيح لدى الجميع، بما يزيل عنها الغموض والتشويش، واحتمال تأويل معاني متناقضة فيها.

وينبغي أن تكون رسائلنا واضحة تعكس الأهداف والمطالب التي يسعى الحزب من أجل تحقيقها، وبهذا الوضوح سنضمن تماسك صفوفنا ووحدة إرادتنا كما سنكسب احترام العالم لنا، سواء في أوساط المؤيدين أو المخالفين لنا .. نريد أن نفهم أنفسنا، وأن يفهمنا الآخرون من حولنا كما نحن، وكما نتمنى أن نكون، وهذا الفهم يتوقف على مقدار ما يتوفر من وضوح في وثائقنا ومفردات خطابنا السياسي.

وإلى جانب مشاريع الوثائق مناط بهذه الدورة للجنة المركزية الوقوف أمام كافة التفاصيل المتعلقة بالتحضيرات لما تبقى منها حتى الوصول إلى انعقاد المؤتمر العام، ومراجعة وتقييم التحضيرات التي سبقت، وعلى الأخص التوقف أمام نتائج الدورة الانتخابية الحزبية التي بدأت من المنظمات القاعدية، وتواصلت بانعقاد الاجتماعات الموسعة، والمؤتمرات الحزبية في المديريات والمحافظات، وإمعان النظر في تفاصيل الاهتمامات التي انشغل بها أعضاء الحزب والتفاعل معها، وتأطير الاهتمامات والتوجهات التي تعكس القيم الجديدة داخل الحزب لتتحول إلى موضوعات رئيسية تدور حولها فعاليات المؤتمر العام الخامس للحزب.

وبكلمة أخرى ينبغي أن يكون المؤتمر العام الخامس تواصلا لمجمل الفعاليات الحزبية التي شهدتها المحافظات، وتطويرا خلاقا لما تخللها من اهتمامات وتوجهات.

أثق تماما بإدراككم لأهمية هذه الدورة، وأثق بجدية موقفكم من القضايا المطروحة أمامها، ولهذا أكتفي بالإعراب لكم عن التمنيات لجهودكم بالتوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى