دومينيك دو فيلبان، ارستقراطي مقرب من شيراك

> باريس «الأيام» ا.ف.ب :

>
رئيس الوزراء الفرنسي الجديد دومينيك دو فيلبان
رئيس الوزراء الفرنسي الجديد دومينيك دو فيلبان
يعتبر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد دومينيك دو فيلبان من اكبر المقربين للرئيس جاك شيراك وقد اكتسب شهرة واعتبارا عالميين بدفاعه بحدة وحماسة ولا سيما في الامم المتحدة عن موقف باريس المعارض للتدخل الاميركي في العراق.

وجاء تعيين هذا الارستقراطي البالغ من العمر 51 عاما على راس الحكومة ليكلل سنوات طويلة من الولاء لجاك شيراك، والاستثنائي في الامر انه يتولى رئاسة الحكومة بدون ان يكون دخل السياسة من باب عملية اقتراع حيث انه لم يترشح يوما لاي انتخابات.

وبعد ان بقي دومينيك غالوزو دو فيلبان سنوات في الظل، برز في مقدم الساحة السياسية الفرنسية والدولية عام 2002 مع اعادة انتخاب جاك شيراك الذي عينه وزيرا للخارجية.

وفي اذار/مارس 2003 في خضم الازمة العراقية، القى في الامم المتحدة خطابا بات شهيرا دافع فيه بحماسة كبيرة عن خيارات فرنسا وجاك شيراك المعارضة بحزم للحرب الاميركية على العراق.

وكان دو فيلبان الطويل القامة والذي يغطي الشيب رأسه امينا عاما للرئاسة بين 1995 و2002 طوال ولاية شيراك الاولى، وهو منصب اساسي في السلطة الفرنسية.

وهو الذي طرح مبادرة حل الجمعية الوطنية عام 1997 وقد اتخذ شيراك قرارا بهذا الصدد سعيا لتعزيز غالبيته النيابية، غير ان النتيجة كانت انتصارا ملفتا للمعارضة الشيوعية ارغم الرئيس على "التعايش" خمس سنوات مع ليونيل جوسبان على رأس الحكومة.

وبالرغم من هذا الخطأ الاستراتيجي الكبير، ظل دو فيلبان يحظى بثقة شيراك الذي يعرفه منذ اكثر من 25 عاما ويشاطره شغفه بالفنون البدائية وافريقيا والشعر.

والملفت ان دو فيلبان الذي تولى وزارة الخارجية في اول حكومة شكلها رافاران سرعان ما اكتسب شهرة دولية فيما لقي صعوبة اكبر في فرض نفسه على الساحة الداخلية.

وهذا الرجل الذي يتقن الكلام والذي امضى شبابه في فنزويلا والولايات المتحدة،يثير مشاعر تتفاوت ما بين الاعجاب والازعاج.

ويرى منتقدوه في صفوف معسكره ان هذا الارستقراطي الذي لا يخلو من الغطرسة غير مؤهل لتقليص الهوة بين "فرنسا الدنيا" والنخب، وقد ادى هذا الصدع الى فوز معسكر الرفض في استفتاء الاحد حول الدستور الاوروبي.

رئيس وزراء فرنسا السابق يودع الجمهور
رئيس وزراء فرنسا السابق يودع الجمهور
كما يأخذ عليه البعض انه لم يخضع يوما لنتائج صناديق الاقتراع، منتقدين ثقته الكبيرة في نفسه.

ودو فيلبان هو قبل اي شيء موظف كبير انهى دروسه عام 1980 من مدرسة الادارة الوطنية (اينا) التي تخرج بصورة تقليدية النخب الفرنسية.

وقال نائب من انصار شيراك طالبا عدم كشف اسمه "هذا الرجل خطير فهو بالغ الذكاء لكنه لا يحسن الاستماع".

وفي المقابل، قال احد معجبيه "انه شخص فاتن للغاية بفكره وقوة التزامه. يشعر الواحد بالرغبة في ان يتبعه مثلما يمكن ان يتبع فارسا يهجم على صهوة جواده".

وعين دو فيلبان في اذار/مارس 2004 وزيرا للداخلية خلفا لنيكولا ساركوزي، احد الخصوم الرئيسيين لجاك شيراك الذي يكن له عداء.

وامضى دو فيلبان الذي ولد في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 1953 في الرباط بالمغرب،شبابه في الخارج متنقلا بين اميركا اللاتينية والولايات المتحدة وايطاليا قبل ان يستقر في باريس لانجاز دراساته.

ودو فيلبان مولع بالرياضة والتاريخ والادب وقد صدرت له مجموعات شعرية وعدد من الدراسات فضلا عن كتاب حول نابوليون.

وهو متزوج واب لثلاثة اولاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى