طمبزة حامية الوطيس !

> سعيد عولقي :

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
كلما زادت مزايطة الحما للناس كلما اشتدت رغبتهم الجانحة في طمبزة عدادات الكهرباء.. وتكاثر عدد من يستطيعون إلى ذلك سبيلاً.. والاستطاعة هنا تأتي من كون العداد (على قولتنا ساعة الكرهبا) موجودة في مكان محمي داخل السكن.. مثلاً عند باب الدرجة من الداخل طبعاً.. أو في داخل الغرفة الأولى للبيت المكون من دارة ومخزن يا قلب لا تحزن.. أما المساكين من سكان العمارات زي حالاتنا فإنهم لا يستطيعون إلى ذلك سبيلاً، مش بسبب عفة النفس وما شابه ذلك ولكن لأنه عدادات الكرهباء حقهم مكشوفة للرايح والجاي تحت في مداخل العمارات ويشوفها الرايح والواجي من السابلة ومباحث هيئة الكرهباء ولو مش كذا والله لأكونن من أول المطمبزين وعلى الله الخراج.. ما لك يا حسن فرور يا أخي؟ مش بالله عليك هذا حرام وما يرضيش أحد أننا أشوف ناس مليونيرات وأصحاب نفوذ ومناصب ومباسيط من اللي تقول خزاينهم يا ضيقي من كثر الفلوس اللي يكسبوها من المسراقة والتهريب والرشاوي وغسيل الأموال وفوق ذا وذاك يستكثروا على الكهرباء فلوس الأبيال ويطمبزوا العدادات اللي داخل فللهم وقصورهم وكيه عرّ حد من مباحث الكهرباء يقول لهم ثلث الثلاثة كم؟ بس فالحين يصالونحنا احنا من اللي عداداتهم برع الدرج وإلاّ اللي خرجوا لهم عداداتهم من داخل إلى خارج.. ما لك ساكت؟ كيف تشوف؟ أنا يهمنا رأيك لأنه يعبر عن الرأي العام المحلي والدولي والكوني والكونكاني كمان؟

قال الأخ حسن فرور بعدما حك رأسه حكة فيها كل الحكمة والوقار: هيا.. كم شاتأكلي يا دودة أيامك معدودة.. وانته قل لهم: كم باتطمبزي يا طمبوزة قده انتي كمان أيامك مطزوزة! قلت له: هكذا يا حسن؟ هذا اللي قدرك عليه ربنا؟ قال: ماله وانته يا أبا أيش تشتينا أصلح؟ أنا قلبي بارد، لا معيا ساعة أطمبزه ولا فلوس أغسله. وبعدين أنا معك وما أقولش حاجة لما تستنقد السرق وأصحاب الرشاوي واللي زيهم.. لكن لما تقول إنه أصحاب غسيل الأموال هذولا كمان غلطانين فأنا ما أتفقش معك وزيما لك كمان عليك والصدق مافيش أحسن منه لا تزعلش مني! سألت الأخ حسن فرور: كيف يعني ما افتهمليش؟ قل لي فين الغلط؟ قال حسن: النظافة من الإيمان مش كده وإلاّ لا؟ قلت له: إلاّ كده وستين كده.. وبعدين؟ قال: وبعدين يا سديقي (قالها بالسين على عادة أهل أول) الأرض مرمر والقطايف رومية.. وهنا قاطعته: لا.. أصبر من فضلك وإحسانك.. لا تتوهناش وتدوخ بي بين الخبابير حقك.. كمل لي أول مرة حكاية غسيل الأموال.. قال ماله غسيل الأموال؟ مش عيب ولا غلط.. مش أصحاب أول قالوا إنه الفلوس هي إلاّ وسخ؟ قلت: إلاّ قالوا. قال حسن: هيا أيش قولك أنه الدكتور أبوبكر سالم والدكتور طيب سليمان وكثير من الدكاترة المتمكنين يقولوا إنه الفلوس هذي هي أقدر (يقصد طبعاً أقذر بالذال) وأوسخ حاجة وتحمل بين الأوراق حقه أخس الجراثيم والأمراض والعلل المعدية.. واسأل أي دكتور إذا ما تصدقش كلامي وهو بايقول لك.. فإيش في إذا كان في عندنا ناس متعلمين ومتنورين يشتغلوا في غسيل الأموال؟ مش ذا أحسن بدل ما تجلس الفلوس وسخة؟ ما لك أتكلم؟ قلت له مجاملاً: لأ تمام كلامك صح لأنه الفلوس وسخة وبنت كلب ولازم تتنظف علشان تكون بنت ناس. ثم سألت حسن فرور: انته لما تستلم المعاش حقك تغسله قبل ما تأكله؟ قال: طبعاً عشان تخرج القاذورات منه ولما أمسك بيس بيدي وإلا أعد فلوس لازم بعدين أغسل يداتي بمي وصابون.

والله جدع يا بن فرور أفادك الله على هذي المعلومات القيمة.. وذلحين يحق لك تغني الأغنية حق أول اللي حانبه لك بحنجرتك.. يا الله اتفضل.. وضع حسن كفه على أذنه وبدأ يرفع عقيرته بالغناء: «الا فو.. فوا .. فوا .. واه.. واه دوس واه.. ألا ما أشتيش أنا نوم القعايد.. با أشتري لي ناموسيه.. والأرض مرمر يا سديقي (قالها بالسين مش بالصاد) ألا والقطايف رومية.. والله القصم (يقصد القسم طبعاً) والله القصم.. مابا أفرقه والله القصم لو يطعنوني بجنبية.. ايهيه.. او هوه.. وإلخ إلخ» ولما نفرغ واحد يوم هكذا إن شاء الله بانخلي الأخ حسن فرور يغني لكم هذه الملحمة الغنائية كاملة مع غيرها من المقاطع والطقاطيق اللحنية الطربية اللي تتمشى مع أوضاعنا الطمبزاوية الشعبية.. وقد سمعت كلام با أقوله لكم بمنتهى الصراحة والحرية.. والله القصم سمعت إنه في زيادة جديدة في أسعار البترول مما يرفع سعر كل شيء بما في ذلك سعر الكرهباء وبالتالي باتنشط حركة الطمبزة في بلادنا الطيبة حتى إنه يحق لنا إذا حدث ذلك أن نطلق عليها اسم الجمهورية الطمبوزية.. كيف تشوف يا أخ حسن؟ أتعامس حسن من الرد، ثم تكلمت معه بطريقة جادة فقلت له: المعروف انك صديق - أو سديق - عزيز للأخ عبدالله هوجله وأشتي منك خدمة منشان واحد سديق جالس في بيته ما يخرجش.. اشتيك تخلي الأخ هوجله يروح له ويطمبز له الساعة حقه حق الكرهبا وقل له: ولا له إلاّ اللي يرضيه .. تمام؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى