> دعا الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي امس السبت الشعب الايراني للاقبال على صناديق الاقتراع بكثافة في الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في 17 يونيو حزيران,وفيما تدفق مئات الألوف من الايرانيين على ضريح الإمام الخميني لاحياء الذكرى السادسة عشرة لوفاة الزعيم الأعلى الايراني الراحل قال خلفه خامنئي في كلمة اذاعتها وسائل الاعلام الرسمية على الهواء ان ضعف الاقبال على التصويت لن يفيد الا أعداء الأمة.

واضاف خامنئي ان "وجود الناس في مراكز الاقتراع سيجعل البلاد والإسلام ومستقبل الأمة الايرانية محصنا ضد مؤامرات الأعداء."

وشارك مسؤولون من جميع الفئات السياسية في حفل تأبين الخميني الذي كان القوة المحركة للثورة الاسلامية التي اطاحت بالشاة عام 1979. وجلس الرئيس الإيراني محمد خاتمي قريبا من علي أكبر هاشمي رفسنجاني أبرز المرشحين لانتخابات الرئاسة القادمة والذي يسعى لاستعادة المنصب الذي شغله في الفترة من 1989 وحتى 1997.

وكان خاتمي انتخب باغلبية ساحقة في عامي 1997 و 2001 لكن محاولاته لخلق مجتمع اكثر تحررا اعاقها مرارا وتكرارا المتشددون الذين يسيطرون على المحاكم وعلى القوات المسلحة مما دفع الكثير من الناخبين الشباب الى العزوف عن السياسة.

واتهم خامنئي الذي له القول الفصل في كل الامور ويسيطر على السياسة الخارجية وسائل الاعلام الغربية واعداء اخرين بمحاولة تثبيط همة الناخبين الايرانيين.

وقال "نفخر بالانتخابات لانها من ارث الخميني... اعرف ان الامة ستهزم الاعداء بالتصويت."

ويقول محللون سياسيون ان حكام ايران يعتقدون ان ضعف الاقبال سيزيد الضغوط الداخلية والخارجية على ايران التي وصفتها واشنطن بانها دولة مارقة واتهمتها برعاية "الارهاب" ومحاولة تطوير اسلحة نووية.

وتعهد خامنئي ايضا بالحفاظ على الخطوط الاساسية التي وضعها الخميني مثل احترام "الحرية" والديمقراطية "الاسلامية". وقال "ان احدا لا يستطيع ان ينكر دور الشعب في ايران المسلمة.

ويعد رفسنجاني اكثر المعتدلين من بين خمسة مرشحين محافظين يتنافسون على المنصب الذي يشغله خاتمي والذي لم يسمح له بالترشيح لفترة ثالثة على التوالي بموجب الدستور. ويتنافس ثلاثة من الاصلاحيين ايضا في الانتخابات.

ويتصدر رفسنجاني استطلاعات الرأي باغلبية مريحة لكنها لا تصل الى نسبة الخمسين في المئة التي يحتاجها لتجنب خوض جولة ثانية.

ويغازل معظم المرشحين الثمانية ومنهم رفسنجاني الناخبين الشباب حيث يتعهدون في حملاتهم الانتخابية بتوفير المزيد من فرص العمل وتخفيف القيود الاجتماعية.

ويبلغ عدد سكان ايران 67 مليون نسمة نصفهم تحت 25 عاما والحد الادنى لعمر من يمتلك حق التصويت هو 15 عاما.

لكن يبدو ان بعض الناخبين الشباب الذين اصابتهم خيبة الامل لعدم قدرة خاتمي على دفع الاصلاحات يستعدون لتحدي الدولة الاسلامية بالبقاء في منازلهم وتوجية هزيمة معنوية لرجال الدين.

وقال صالح خيريان (24 عاما) وهو صيدلي عاطل عن العمل "لماذا يتعين على التصويت. هل استطاع خاتمي تنفيذ برنامجه الاصلاحي."