إكليل ذكرى تمشقره الشجون إهداء إلى أبي عبدالله بن عبدالله .. محمد الشيبة

> «الأيام» مازن سالم صالح :

> هي الذكرى إن رفت ، ما برحت .. تبلبلنا أشواقاً ندية فياضة بالألفة البهية الفسيحة، وما زال لها في مهجنا وقعها الجميل وأثرها النبيل في مشاهد لما تزل راسخة بذواكرنا، عالقة بنفوسنا .. لكل تفاؤل جميل وتعارف أجمل وتواصل أمثل لكل ما يوشج العلاقات الإنسانية ويجعلها راسخة، بروابط المودة والرحمة والإخاء والدفء والألفة والتسامح والأثرة.

وأثير في النفس وطيب في القلب ومحبب للعين، ما يؤكد الرؤى الصافية والخلجات الضافية، التي تزيل جفاف المشاعر وتصحر القلوب وجدب العقول عن كل ما هو مؤمل أن لم يكن بمأمول.. استمرار هذه المشاعر وديمومتها وطرد الأسقام والعلل الماثلة اليوم.

وغير حميد وحول العين وفساد الرؤية عن ما يغني ويفيد بتثبت ظاهر وإحساس ماهر.. أن نعيش حياتنا ونحياها بكل لحظاتها السعيدة والتعيسة.. الجميلة والأليمة، دون أن نتذكر الجميل منها، ونسعد باجتراره واستدعائه من رف الذاكرة.. وبذاكرة اختيارية، دوناً عما يهيج النفس ويزيد لواعج الأسى.. شعوراً بالمرارة، لأن الشجو يبعث الشجو.. والهياج يزيد البكاء.

وغير مستساغ الاستمتاع بالأحزان الصبة أو الندب إلى استرجاع محطات الشقاء، ولحظات التعاسة والإخفاق وغيرها.

تخيلوا سادتي كم هو مصابنا أليم.. إن لم نوظف ذواكرنا ونوطنها على مواظبة العشق في الحياة، العشق لكل ما هو جميل ولطيف .. نبيل وسام، فهي إن لم تع الشعور بقيمة الجمال الآن، فلن تدرك مدى القبح المجترح اليوم.. وعندئذ سيجرحها النسيان.. فمن يطيق منا بعد ذلك .. الصبر على مكابدة الأفهام بالأذهان دون الاستعانة بمعطيات الذاكرة وبديهياتها الثلاث، الجمعية والاختيارية والمفردة .

خيار مر.. أن تسلب ذاكرتك وتغيب لفعل ما، فيزيقي أو ميتافيزيقي.

وهل تستطيع بعد ذلك استعادة ذاكرتك باستلال خنجر معقوف في خاصرتها لتمحو فصلاً من أتون ماض أليم.. أو لتجتر لحظات فرح من فصل آخر في رف الذاكرة الهالكة المتداعية العصية على التذكر البتة.

لكم كانت الأشواق مهفهفة ندية.. تأتلق وتأتلف بالنسائم الصبحية حين تخلق كل هذا الجو البديع بذاكرتك، وبروعة يجسدها الحضور في فضاء من الذاكرة مشغول .. أم مازال في طور التبلور والاختمار.

ولكم أيضاً قاربت الذكرى بين المسافات بين خل وقريب وخليل بعيد.

وهي إن رفت وأينما حلت خلخلت الشجن من أباريق الحزن.. لتشفي النفوس وتعلل القلوب بفضاءات التواصل الرحبة وأنوار التلاقي المشعة التي تجعل المحبة في الافئدة زنابق فجر، ودرر عز قادرة على نشر الضوء ولطائف السعادة ومخايل الحبور حتى في دياجي الصدور المظلمة وكهوف القلوب المعتمة.

ألم تزل بريد المحبة والتواصل بين كل هذه الحدود المغلقة؟ وسلام الأمل لتجاوز كل هذه المدلهمات المقلقة؟

هي برد وسلام على حنايا الضلوع وخبايا الجروح، تسقيها بدمعات باسمة وومضات حانية ناعمة .. تجعلك تتشرب الفرح بغار من الذكرى تمشقره شجوننا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى