براغ تسعى للتخلص من صورتها كعاصمة للرذيلة في وسط أوروبا

> براغ «الأيام» د.ب.أ :

> براغ مدينة الرذيلة في وسط أوروبا تسعى للتخلص من صورتها القديمة,فقد دخل قانون بلدي حيز التنفيذ قبل أيام يقضي بتنظيف الشوارع من كل أشكال الاعلانات الخليعة والجنسية ليضع حدا لما أصبح فيضا من الاعلانات الموضوعة في أماكن بشكل مبهر عن مراكز التدليك الكثيرة بالمدينة وملاهي الاستربتيز (الراقصات المتعريات) والمواخير.

ولا ينص القانون على وقف هذه الانشطة لكنه يجرم الاعلان عنها.

وبدأت الشرطة حملة لفرض القانون الاسبوع الماضي لتخليص المدينة من معطرات الجو التي تحمل صور فتيات شبه عاريات والمتدلية من مرايا سيارات الاجرة مرورا بمندوبي المبيعات المتحمسين في معاطفهم البرتقالية وهم يدعون المارة لزيارة ملاهي الشوارع الخلفية وانتهاء بالاعلانات المثيرة عن الحانات التي تعمل فيها نادلات عاريات الصدور والملصقة على عربات الترام.

وحتى سيارات الليموزين الفارهة البيضاء التي تحمل إعلانات تعد بلقاء "أجمل بنات في المدينة" لم يعد بوسعها الانتظار في الشوارع القريبة من ميدان وينسيسلاس مرتع حياة الليل الصاخبة في براغ.

ورغم تحذيرات مجلس المدينة بخصوص الحملة فإن نائب العمدة رودولف بلازيك قال إن الشرطة سجلت 51 مخالفة في اليوم الاول لتنفيذ القانون. ويواجه أي يدان غرامة تصل إلى 200 ألف كرونا (8300 دولار).

وقالت مارتا جوتوفا من منظمة "رابطة المدينة الجديدة" الاهلية "لقد سعدنا جدا بأن مسئولي المدينة تعاملوا مع هذه المشكلة بشكل جاد للغاية .. نأمل أن ينهي ذلك التحرش الجنسي بالمواطنين في قلب المدينة".

وتتضمن كلمة "التحرش" التي ذكرتها جوتوفا موجة الاعلانات الجنسية في المدينة والتي كان النظام الشيوعي السابق فيها قبل 15 عاما فقط يمنع وبشكل صارم أي أنشطة إباحية.

ومنذ سقوط الشيوعية أصبحت الاعلانات الجنسية في براغ أكثر جرأة من أي مدينة أوروبية أخرى بما في ذلك المدن المشهورة بتحررها مثل أمستردام وكوبنهاجن.

علاوة على ذلك فإن عدم وجود "حي مخصص للدعارة" في براغ ساهم في انتشار الاعلانات عن الجنس من لوحة التابلوه في سيارات الاجرة إلى مقاعد محطات الحافلات.

ويشير تعليق جوتوفا أيضا إلى التحرشات اللفظية وأحيانا البدنية بالمارة بما في ذلك السياح في الشوارع المزدحمة بوسط المدينة.

وقبل سريان القانون كان من المعتاد أن يوقف مندوبو الدعاية لعلب الليل المارة لتوزيع إعلانات تحمل صورا مستفزة والعنوان.

ويتولى رجال أوكرانيون الاعلان عن المواخير التي يتم التحدث فيها باللغة الروسية فيما يجوب رجال أفارقة الشوارع لحساب الملاهي التي تستخدم فيها الانجليزية.

وعندما يحل الظلام فإن ميدان وينسيسلاس الذي احتفل فيه جمهور ضخم بهزيمة الشيوعية في الثورة المخملية عام 1989 يتحول إلى متنزه لمجموعات كبيرة من رواد الملاهي من الرجال البريطانيين والالمان.

واضطرت الشرطة التشيكية لنشر مركبات دورية مقفلة في أنحاء الميدان وأحيانا ما تعتقل مجموعات السكارى.

وقال نائب عمدة براغ بلازيك إن الوضع تدهور إلى حد استوجب التدخل من جانب السلطات.

ولم يتمكن مسئولو المدينة من وقف تجارة الجنس التي يحميها القانون التشيكي. ورفض البرلمان مرارا حظر الدعارة وأيد بدلا من ذلك قانونا يمنح تراخيص لبائعات الهوى ويتيح للشرطة سيطرة أكبر على المواخير ولكنه يبقي على المهنة على حالها.

ولذا فإن سلطات براغ استهدفت الاعلانات الجنسية وحققت نتائج فورية.

وقال بلازيك إن توزيع أوراق الاعلانات والمروجين المعروفين والوسائل الاخرى للاعلان لم يعد لها وجود في ميدان وينسيسلاس. وحتى الاجزاء الداخلية من سيارات الاجرة تفتشها
الشرطة.

وفي صفعة على وجه تجارة الجنس خصص القانون الجديد شارعا واحدا في أقصى شمال المدينة يسمح فيه بوضع الاعلانات الجنسية.

والشارع يحمل اسم دابليكا وهي كلمة تعنى "الشيطانة" باللغة التشيكية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى