الباجنيد ومنصر يزوران مكتبة (العزاني) الفنية

> «الأيام» مختار مقطري :

>
الباجنيد ومنصر وفرحة النظر في صور تذكارية للراحل م. علي حيدرة العزاني ومعهما نبيل العزاني وفهد عبدالله العزاني
الباجنيد ومنصر وفرحة النظر في صور تذكارية للراحل م. علي حيدرة العزاني ومعهما نبيل العزاني وفهد عبدالله العزاني
قام الإعلاميان والفنانان القديران عبدالرحمن باجنيد ومحمد سعيد منصر مساء الجمعة 3/6، بزيارة لمكتبة (العزاني) الفنية بمديرية المنصورة بعدن، حيث كان في استقبالهما نجلا الفقيد الراحل م. علي حيدرة العزاني، نبيل وناصر عزاني والأخ وليد حمدي صاحب (استديو بوحمدي) الذي دعم وأسهم في تقديم عدد من الأصوات الغنائية المعروفة اليوم في الساحة الفنية قبل اضطراره الى اغلاقه بعد عام 1994م.

وفي زيارتهما أطلع الضيفان على ما تحتويه المكتبة من كنوز فنية ثمينة من المئات والمئات من الأغاني اليمنية التراثية والتجديدية تولى جمعها وتوثيقها مهندس الصوت الراحل علي حيدرة العزاني منذ مطلع الخمسينيات وجمع وتوثيق ما قدم منها قبل تلك المرحلة، باعتبار تلك مهمة وطنية أولاً، من خلال تأجيره لأجهزة مكبرات الصوت وإشرافه على الهندسة الصوتية في الحفلات العامة ثم تأسيسه لاستديو وشركة (وادي الالحان) لتسجيل وإنتاج وتوزيع الاسطوانات ثم مواصلة ابنائه من بعده لهذا الدور ومحافظتهم وعدم تفريضهم بهذا الكنز الثمين المحفوظ في (عجل الريل) وآلاف الاسطوانات وعدم التخلي عنه ببيعه أو إهماله وتعريضه للتلف.

وكانت دهشة الضيفين عظيمة بعد استماعهما لعدد من التسجيلات الغنائية الغير موجودة في مكتبة أي إذاعة محلية وفي مقدمتها إذاعة عدن، وقد علق الفنان عبدالرحمن الباجنيد بأنه لم يكن يتوقع أن يستمع لعدد من أغانيه مرة أخرى التي قدمها في الحفلات العامة ومنها على سبيل المثال الأغنية الوطنية (بلادي وإن سال فيك الدم) من شعر عبدالله هادي سبيت وتلحين أحمد قاسم، وكان الباجنيد قد غناها قبل أن يغنيها أحمد قاسم فيما بعد وذلك في حفل أقيم في ثانوية خورمكسر بتاريخ 31/6/ 1965م ، كما هو موثق على (عجلة الريل) وتلك مهمة أخرى حرص على تأديتها الراحل علي حيدرة العزاني وأبناؤه من بعده بتدوين مكان وتاريخ الحفل بالإضافة إلى اسم الشاعر و الملحن والمطرب.

وفي اتصال هاتفي من الأخ عبدالله العزاني النجل الأكبر للمهندس الراحل مرحباً بالضيفين القديرين قال له الباجنيد:«استمعت اليوم لأعمال فنية رائعة خلدها لنا والدكم الراحل.. استمعت اليوم إلى أغنية (عذبتني ياجار) وإلى أغنيات لي لم يخطر على بالي أنها مازالت موجودة .. إن هذه المكتبة هي تاريخ، وفي حوار أجرته معي صحيفة «الأيام» قبل قليل ناشدت وزارة الثقافة بدعم هذه المكتبة والحفاظ عليها فهي متحف فني وإرشيف لمرحلة تاريخية فنية في غاية الأهمية». واستعرض الضيفان جانبا من ذكرياتهما مع م. الراحل العزاني حين كان يشاركان في حفلات أحمد قاسم ولصغر سنهما آنذاك كانا يسيئان التعامل مع الميكروفون بالنفخ أو بالطرق بعد أن يكون قد ضبطه جيداً فيغضب ويشتكيهما لأحمد قاسم، وكانت دائماً شكوى الوالد المحب لأبنائه، وأضاف الباجنيد أن أحمد قاسم لم يكن يبدأ بالعزف أو يعطي إشارة للفرقة الموسيقية إلا بعد أن ينظر للمهندس العزاني الذي يلوح له بمنديله كإشارة على أن كل شيء جاهز وبامكانه أن يبدأ.

ويضيف محمد سعيد منصر قائلاً:«لقد وعينا فيما بعد أن تعاملنا السيء مع الميكروفون كان خطأً فادحاً، فأعمارنا آنذاك كانت بين (14-15) عاماً ، وكنا نتقبل غضب المرحوم العزاني وتوبيخه لنا بكل حب وتوقير ، وكان من عادته - رحمه الله- أن يأخذنا بعد انتهاء الحفل إلى محله بـ(الخساف) بكريتر ليسمعنا الأغاني التي قدمناها في الحفل.. إن مشوارنا الفني كله تقريباً نحن ومعظم زملائنا من الفنانين ارتبط بالمرحوم علي حيدرة العزاني، ففي الحفلات العامة وفي المخادر كان م. العزاني هو الموجود معنا دائماً ، لذلك توطدت علاقتنا، لقد كان بارعاً في مجال الهندسة الصوتية عن خبرة وعلم ، وإلى جانب ذلك كان فناناً كمستمع ذواقة للغناء وإنسانا محباً للآخرين».

وأضاف منصر أمراً وافقه عليه الباجنيد أن التكريم في الفن لا يجوز أن يحصر في الشاعر والملحن والمطرب فهناك جهود جبارة يبذلها متميزون تضمن نجاح تسجيل الأغنية أو نجاح الحفل الفني وفي مقدمة هؤلاء المتميزين م. الراحل علي حيدرة العزاني الذي كان يستحق التكريم حياً وبعد رحيله صار من واجب الجهات المعنية تكريمه التكريم اللائق بدورة الكبير، و«من هنا أرجو أن يصل صوتي إلى الأخ د . يحيى الشعيبي، محافظ عدن بهذا الخصوص وهو رجل مثقف وعاشق للفن الأصيل وخير من يقدر الدور الكبير للعزاني الراحل في رقي وازدهار الفن بمهارته الفائقة في الهندسة الصوتية التي تعد العامل الأول والأهم في نجاح الحفلات الفنية، وإن كان يكفيه شرط واحد يستحق التكريم لأجله فهو أنه ترك لنا هذا الكنز في هذه المكتبة الزاخرة بهذا التراث الفني الأصيل والأعمال الفنية المتنوعة».

وبهدف تعريف الجيل الجديد بواحد من كبار المبدعين الذين أنجبتهم عدن في زمن الإبداع الجميل لتفخر بهم اليمن كلها.. انتهزت «الأيام» فرصة زيارة الإعلامي والفنان القدير عبدالرحمن باجنيد لمكتبة (العزاني) الفنية وأجرت معه حواراً شاملاً سينشر في عدد لاحق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى