قصة قصيرة بعنوان (كعب)

> «الأيام» مازن فاروق رفعت :

> جسم مجهول يظهر في السماء، يقع في وسط الشارع، تحاول سيارة أن تتفاداه، تصطدم بأخرى، تطير في الهواء، تتشقلب أربع مرات، تسقط على الأرض، تزحف لمسافة خمسة أمتار، تصطدم بحافلة، يختل توازن الأخيرة، ترتطم بعمود كهربائي، يهوي العمود على لوحة إعلانات كهربية، يهشمها، تنطلق شرارة كهربائية هائلة عبر الأسلاك، يتولد انفجار، ينقض سواد كاتم على المكان، تقاومه حرائق متمردة، تكونت من أحشاء الحادث، كديدان تخرج من جيفة.

الفوضى تعم المدينة، الفضول يتأرجح على أغصان العقول، الببغاء يؤول ويضخم مستنداً على مصادره الرسمية التي تقول: إن طائرة أمريكية ألقت قنبلة ذرية، كالتي ألقتها على هيروشيما.

الحكومة تبعث بفرقة استكشافية إلى مكان الحادث، تعجز الفرقة عن الاقتراب من الجسم المجهول، بسبب كومة الجثث وحطام السيارات والحرائق، تحاول الوصول عبر الجو، قائد الفرقة يهتف في جهاز الإرسال:

- سيدي! نحن الآن نقترب من ذلك الجسم، حوّل!

- جيد ! .. حددوا هويته، حول!

تقترب الطائرة العمودية أكثر فأكثر، حتى تحددت ملامح ذلك الجسم.

- هل حددتم هويته؟! حول!

- أجل يا سيدي!.. ولكنه ليس قنبلة كما تصورنا!

- حقاً؟! إذن ماذا؟!

- إنه .. إنه!..

- إنه ماذا أيها الجندي .. تكلم!!

- إنه مجرد كعب نسائي!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى