في منتدى (الباهيصمي).. عبدالحميد سلام وحديث الذكريات ..الإعلام فن وعلم وخلق وعلاقتي به منذ سن مبكرة

> «الأيام» محمد حمود أحمد :

> كانت الأمسية غير اعتيادية والضيف كان من الرواد الأوائل لإعلامنا، بل من مؤسسيه في الخمسينات (عام1954م) عندما تأسست إذاعتنا كان هو من الرعيل الاول للمشتغلين فيها، وفي الستينات (1964م) تأسس تلفازنا، فكان مع أوائل من أعدوا وقدموا البرامج المتميزة فيه، ومن منا يمكن أن ينسى جولة الميكرفون وصوت عبدالحميد سلام في الإذاعة أو طلعته المشرقة وبشاشته المعهودة ولباقته وبديهته العذبة، وهو يطل علينا من شاشة التلفاز في برنامج «جنة الألحان» الذي كان يستهل بمقطوعة موسيقية من روائع الموسيقار فريد الأطرش، وقدم لنا باقات من أجمل أغاني العصر الذهبي للأغنية اليمنية. وهذا طائف من حديث عذب، حديث الذكريات للإعلامي الرائد عبدالحميد سلام، عندما حل ضيفاً مساء الخميس المنصرم على منتدى (الباهيصمي) بالمنصورة، وقد كان محل ترحاب و حفاوة كبيرة من كافة الحاضرين، الذين احتشدوا للاستماع إلى حديثه الشائق، ومن عميد ورئيس المنتدى فرحان علي حسن ومحمد سالم باهيصمي، اللذين عبرا في تحيتهما عن أصدق العواطف والمشاعر النبيلة تجاه هذا العلم الرائد من رواد إعلامنا، وطالبا بتكريمه تكريماً للوفاء النادر والإخلاص للعمل والخبرة والكفاءة المهنية، من قبل كافة الجهات المسؤولة وإعطاء هذا الرجل ما يستحقه من حقوق ولا مزيد.

من حديث الذكريات ..الإعلام فن وعلم وخلق
عبدالحميد سلام، يحيي في البدء من حضروا تكريماً لشخصه وللمنتدى الذي بادر بتكريمه، والكلمات الجياشة بالوفاء والتقدير التي رحبت به من قبل المنتدى، وقال: «بيني وبين الإعلام عشرة طويلة وطيبة، لا يمكن أن أنساها أبداً، وقد سرى حبه في عروقي ودمي، والإعلام فن وعلم وخلق وليس كل من حمل «ميكرفوناً» قال أنا إعلامي، هذا تصور خاطئ، فالإعلام ثقافة وكفاءة ومهارة، بل يتطلب أحيانا ثقافة موسوعية. وشاءت ظروفنا الحسنة أن ندرس على أيدي أساتذة كبار كانوا قلة، ولكنهم أسهموا في إعداد أجيال منهم إبراهيم روبله وعبدالله فاضل فارع ومحمود لقمان وكثيرون، وأخص بالذكر أخي وصديقي عبدالله فاضل فارع الذي يعد دائرة للمعارف متنقلة، وكذلك الأستاذ محمود لقمان، شقيق محمد علي لقمان، صاحب جريدة «فتاة الجزيرة» - أول ترخيص منح بعد الحرب العالمية الثانية، وقد أعطي لها لنشر أخبار الحرب. واهتمامي بالإعلام بدأ منذ المدرسة، وأنا من مواليد عام 1931م واحتفل هذا العام باليوبيل الماسي، وقد عاصرنا أحداثاً عديدة، عاصرنا الحرب العالمية ورأيناها في آخر أيامها، وشاهدنا بعض الأسر وهي تنزح إلى شمال الوطن، وأتذكر عقبة عقّان وحوبان تعز، عاصرنا طاهش الحوبان في مستهل الأربعينيات، وعندما عدنا انخرطنا في الدراسة، وواصلناها حتى الثانوية، ثم التحقنا بالعمل، وكنت أتطلع إلى العمل الإذاعي وإلى العمل الإعلامي بشكل عام، وقراءة نشرة الأخبار، وكنا نتابع بشغف محطات الإذاعة العربية والعالمية، وأتذكر بعض أصناف أجهزة الراديو الممتازة والمنتشرة حينها.

وأتذكر مذيعاً كان يضخم مكانة العرب، ويشعل فينا الحماس، وإذا به فجأة ينحدر إلى مصاف العمالة ونصرة الحلفاء، ونوري السعيد، سقط في وحل العمالة .

نعم، ولكن.. كان هناك مذيعون ممتازون كمحمد أحمد جمعة، والغزاوي الذي عرف بعبارته الشهيرة «الغزاوي يحييكم من لندن»، وهناك محمد سرور، الذي وقف يترجم خطاباً لتشرشل مباشرة إلى اللغة العربية، كلمة كلمة، وكان هناك فؤاد حداد وغيرهم، وغيرهم .. وجدت نفسي مترجماً في إدارة العلاقات، أترجم بعض البلاغات التي تصدرها الوزارة، وغيرها من الأخبار والتعليقات أو النشرات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى