قبيل انتهاء مهمة عمله باليمن .. السفير الإيطالي لـ «الأيام» :ليس لدينا اهتمامات خاصة بالصومال ونسهم مع المجتمع الدولي في استقراره وتطوره

> «الأيام» محمد فارع الشبياني :

>
السيد جاكومو سانفليش دي مونتي فورتي
السيد جاكومو سانفليش دي مونتي فورتي
منذ أن وصل الى اليمن قبل ثلاث سنوات كسفير لبلاده ايطاليا، استطاع السيد جاكومو سانفليش دي مونتي فورتي أن يسهم في تطور العلاقات اليمنية الايطالية التي دخلت آفاقا جديدة توجت بزيارة الاخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية إلى إيطاليا، والى الفاتيكان المقر البابوي، كما أقام سعادة السفير علاقات وصداقات مع العديد من المسؤولين اليمنيين والشخصيات الاجتماعية والمثقفين والصحفيين والإعلاميين. وفيما يستعد السفير لمغادرة اليمن بعد انتهاء مدة عمله أجرت «الأيام» معه حواراً ودياً وصريحاً نورده فيما يلي :

سعادة السفير لقد بدأتم عملكم هنا في اليمن كسفير لجمهورية ايطاليا الصديقة قبل ثلاث سنوات، ماذا حصل خلال هذه الفترة ؟ وماذا أضافت علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين؟

- خلال ثلاث سنوات هناك مجالان حصلت فيهما تطورات مهمة على صعيد العلاقة اليمنية الايطالية، أحدهما تطور اللقاءات السياسية على مستوى أعلى، ولقد كانت قمة هذه الاتصالات هي الزيارة التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الى روما في شهر نوفمبر 2004م، والتي وقعت خلالها اتفاقيات مهمة من قبل وزير التخطيط أحمد صوفان، كما أنه تم توقيع ثلاث اتفاقيات يمكننا القول إنها وضعت الاسس الجديدة المتطورة للعلاقات اليمنية الايطالية، وهذه الاتفاقيات الثلاث شملت مجال التعاون الامني ومحاربة الإرهاب، وذلك ضمن التعاون الدولي بين جميع البلدان، وكذلك توسيع مجال الاستثمارات بين البلدين. والاتفاقية الثالثة كانت في مجال تبادل المشورات والتشاور السياسي، وخاصة بين وزيري خارجية للبلدين، وهذه الاتفاقية مهمة جداً لأن اليمن وإيطاليا يلتقيان في وجهات نظر كثيرة حول القضايا السياسية مثل العلاقة بين العالم العربي واوربا، كما أن هناك قضايا أخرى محددة مثل الوضع في القرن الافريقي، الاوضاع في الجزيرة العربية، وكذلك الاهتمام المشترك للبلدين حول الوضع في الصومال والتأكيد على وحدته واستقلاله الى جانب الخلافات بين ارتيريا وأثيوبيا.

على ذكر القرن الافريقي وخاصة الصومال، يعتقد بعض المراقبين بأن وجود القوات الايطالية في المنطقة هو بسبب اهتمام ايطاليا بالصومال المستعمرة الايطالية السابقة فما تعليقكم على ذلك؟

- شكراً على هذا السؤال، ولكن ليس حقيقياً ما يقال وليس لدى إيطاليا اهتمام خاص بالصومال. إن إيطاليا تتقاسم الاهتمام مع المجتمع الدولي لإعادة بناء الصومال وأن يكون موحداً ومستقلاً ينعم بالرخاء ويتمكن من التطور، كما يجب هنا ان نذكر أن اليمن يعاني من التطورات السلبية في الصومال، كما أن اليمن أصبح ضحية لتلك التطورات ونعرف أن الصوماليين يلجأون الى اليمن بحثاً عن عمل وعن الأمان لهم ولعائلاتهم وحل هذه المشكلة ليس لمصلحة الصومال وحدها، بل للمنطقة كلها ولمصلحة الاستقرار فيها ويجب أن لا ننسى أن الصومال يقع في منطقة استراتيجية بالنسبة للتجارة والملاحة الدولية ولأجل هذا فإن الاهتمام الدولي هو العمل على استقرار المنطقة وتطورها وأمنها وخلق المناخ الملائم لذلك ودعم ومساعدة الشعب الصومالي.

سعادة السفير إذا لم يكن لديكم مانع هل يمكن أن تخبرونا عدد ونوعية القوات الايطالية الموجودة في المنطقة، والتي تعمل مع قوات التحالف الدولي ؟

- إن ايطاليا تشارك في مبادرة دولية في المعركة ضد الارهاب، هنا في المنطقة شكلت قوة بحرية للمراقبة وللحراسة في المياه الدولية طبعاً في المحيط الهندي والبحر الاحمر، وذلك لمواجهة أية نشاطات ارهابية أو أية نشاطات أخرى تتعلق بذلك، وفي هذا التجمع الدولي قدمت ايطاليا بعض الوحدات البحرية، وقد بدأ ذلك قبل حوالي اربع سنوات، ولقد كان الوجود الايطالي في هذه السنوات متغيراً ويتبدل حسب الضرورة. والوحدات البحرية مكونة من وحدتين وحدة عاملة ووحدة كاحتياط تقوم بزيارة بعض الموانئ في المنطقة ضمن المراقبة والحراسة، كما قلت سابقاً وذلك في المياه الدولية.

هل توجد لديكم قوات مرابطة في ميناء جيبوتي أو أي ميناء آخر في المنطقة؟

- لا

سعادة السفير لنتحدث الآن عن الجانب الاقتصادي، ما هي المساعدات التي قدمتها ايطاليا لليمن وما حجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين ؟

- لقد تقدمت كثيراً في الفترة الاخيرة المساعدات الايطالية لليمن مثلاً كانت المساعدات الايطالية لليمن قبل ثلاث سنوات تتركز على المجال الصحي، وفي مجالات أخرى صغيرة وكان إجمالي تلك المساعدات يصل الى خمسة مليون يورو في العام الماضي.

وتحت ضرورة تطوير العلاقات قدمنا مساعدة بعشرين مليون يورو لصالح قوات خفر السواحل، ولقد كان التطور المهم في هذه العلاقة هو تحويل الدين الايطالي على اليمن والبالغ 16 مليون دولار الى مشاريع إنمائية داخل اليمن.

كيف يتم ذلك ؟ أي تحويل الدين الى مشاريع إنمائية ؟

- الاتفاق ينص على أن توقف اليمن تسديد الفوائد المستحقة على الديون توقف تسديد الاقساط المستحقة من الدين نفسه، وذلك من تاريخ التوقيع على الاتفاق والعملية بسيطة جداً حيث تقوم اليمن وايطاليا بتحديد بعض المشاريع الانمائية الموجودة أصلاً في ميزانية التنمية اليمنية مثل بناء المدارس والمستشفيات أو غيرها، ويتم الصرف على هذ المشاريع المعتمدة في الميزانية العامة للدولة من قيمة القرض الايطالي وتحتسب ايطاليا ذلك تسديداً لقرضها، بذلك،فإن اليمن تتجنب دفع الدين بالعملة الصعبة وتوفر قيمة الدين وتستغل المبالغ في بناء ما يخدم الشعب اليمني.

سعادة السفير ماهي انطباعاتكم عن اليمن ؟

- أنا سعيد وفخور جداً بأني أتيت لأمثل ايطاليا في اليمن في وقت مهم من تاريخ اليمن وتطوره، وفي وقت اليمن ينفتح فيه على المجال المحلي والدولي، ولقد بدأت عملي في اليمن في وقت كانت ايطاليا رئيسة للاتحاد الاوروبي عام 2003م، والذي اتخذ فيه الاتحاد قراراً بخلق حوار بين اليمن والاتحاد الاوروبي، وهذا كان مهما بالنسبة لي، ثم جاء قرار منظمة (ج 8) الذي شكل لجنة من ايطاليا واليمن وتركيا لكي يقوموا بخلق مبادرات من أجل التطور الديمقراطي في العالم العربي، ويعتبر ذلك تقديراً لليمن التي تعمل من أجل التطور الديمقراطي والمجتمع المدني.

بعيداً عن السياسة ما هي انطباعاتكم عن الشعب اليمني والارض اليمنية؟

- بالنسبة للشعب والبلد فأنا شخصياً معجب بالاثنين معجب بجمال اليمن وبتاريخه، معجب بالمعمار اليمني ومن أجل هذا كنت دائما أسعى لجذب نظر الايطاليين الى هذا الموضوع وأعتقد أني نجحت في ذلك فعلاً. وفعلا هناك بعثة ايطالية في براقش للتنقيب عن الآثار وأنا معجب بالمسجد والتاريخ في رداع، وأعتبره جميلاً جداً وأنا متأثر جدا بكرم الضيافة والصداقة عند اليمنيين وأشكر الجميع على المساعدة والتعاون الذي أبدوه لي أثناء خدمتي باليمن، وأنا متأثر جداً وأشكر الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى