هل نحن شعوب مبذرة؟!!

> «الأيام» لينا صالح موسى المنصورة - عدن

> في ذات يوم أوقف الفاروق عمر بن الخطاب ابنه عبدالله - وقيل ابناً آخر له رضي الله عنهم أجمعين - وسأله: إلى أين ذاهب؟ فقال عبدالله: للسوق، فقال الفاروق: لماذا؟ فأجاب: لأشتري لحماً، وبرر ذلك الشراء بأنه اشتهى لحماً فخرج ليشتريه! فلطمه الفاروق بعصاته وقال موبخاً: أوكلما اشتهيت شيئاً اشتريته؟!

إنها حكمة اقتصادية وقاعدة استهلاكية رشيدة يعلمنا إياها الفاروق، فالناس اليوم أصبحت مهووسة بكل شيء وتشتري كل شيء وأي شيء بضرورة أو بغير ضرورة على حساب إمكانياتهم المادية. يقول «وليام بن» أحد المفكرين: «إن ما ننفقه على أغراض الزينة الزائفة يكفي لكساء جميع العراة في العالم». كم هو محق في رؤيته، إن المرء ليشعر بدهشة عظيمة ومرارة أعظم وهو يرى ازدهار ما يسمى تجارة الموضة، وهوس الملايين رجالاً ونساء ببيوت الأزياء العالمية ويصرف الملايين من البشر ملايين الدولارات لشراء أحدث ابتكارات مصممي الأزياء العالميين، وقد يكون الابتكار ثوباً يتكون من قطعة هزيلة من القماش الفاخر بتصاميم غريبة ويصل سعره إلى الآلاف.

بينما لو صرفت قيمة ثوب واحد من ثياب الموضة الزائفة لكست مئات البشر ولأطعمت مئات أخرى. لكن ماذا نقول لهذا الزمن العجيب الذي ظهر فيه هوس تسوقي غريب، وإدمان شرائي فضيع، وحمى استهلاكية مدمرة، ويزيد هذه الحمى اشتعالاً إعلانات مثيرة ودعايات جذابة ومسابقات مغرية. ولعل الجميع يتفق أن الإعلانات التجارية مسؤولة عن دفع الناس إلى أن يكونوا مسرفين، فأكثر الناس صار يشتري السلع على سبيل التجريب لا الحاجة، برغم أن هذا غالباً ما يفوق قدرتهم المادية!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى