العزاني .. كيف ننساه؟

> «الأيام» ياسر العبد باعزب / أبين

> ما زلت تناجي السمع والبصر، تحمل عبق الفن الأصيل الذي يستقري العشق والأحلام فتسري في النفس نشوة ومتعة، فإذا كان الشعر تعبيراً من مشاعر ووجدان ولمسات جمال ونبضات قلب وتدفق أحاسيس، فإن الفنان العزاني كان الرسم الصادق لهذا الشعر الأصيل.

فقد كان عميق الصلة به، ففيه الهام الطبع، ومعطيات الطبيعة جسدها من خلال البساطة والوضوح والحضور النفسي والذهني وإبراز ما يجيش في أعماقه من عواطف وانفعالات، ليغنيها موالاً في الظاهر وفي الخافي ليرسو بها في معطيات الطبيعة ويحط بها في الطرية أو الكورة المعتلية ليجسد مدى الترابط والحب بين جمالية الشعر والفن عموماً والطبيعة والوطن، وكان للثنائية أثر كبير في ذلك، فقد ارتبط شعر أحمد بو مهدي بالعزاني كما ارتبط شعر لطفي أمان بالفنان أحمد قاسم وكذا محمد سعيد جرادة بالمرشدي والنعمان بالفنان أيوب.. وغيرهم. وفناننا العزاني لن ننساه «وكيف ننساه وليه» فهو الذي استهوته مفاتن الطبيعة وأنغام الموسيقى الحالمة التي تنبعث في خرير المياه ومن ترانيم الطيور وهمس المحبين ومعاناتهم ومناجاتهم، فهو يخاطب النجمة، نجمة الصبح، يشكو لها ظلم المحب.

والجدير ذكره أن أغاني العزاني معظمها قد تناولها كثير من الفنانين وتغنوا بها ليحيوها، ولكنها حية بروح العزاني المتألقة دوماً، فهي مميزة بروحه الخالدة .. إنها الربيع الذي ذهب مخلفاً أريج العبير ورقة الأنداء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى