مع الأيــام...إينشتاين قسم (A) في الشيخ عثمان وراء خراب ثلاجتي

> نجيب محمد يابلي :

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
بلي مجتمعنا بالتنظير في كل شيء وأي شيء، ولا يتردد بعضنا في الخوض في قضايا السياسة والاقتصاد والرياضة والزراعة والسياحة والمياه والكهرباء، وإذا أضيفت علوم الذرة ففي ذلك خير وبركة، والتردد في الخوض في ذلك من سمات الجبناء، ومثل هذه الأمور تتطلب «قوة القلب» بالتعبير العامي.

وإذا طلبت من الذين يخوضون مع الخائضين إعداد رسالة من فقرتين لقدموا لك عصيداً، وإذا كان هناك تمايز بين هذا وذاك من حيث المضمون، سيتميز هذا بعصيد مع الحقين، وذاك بعصيد مع المرق الحامض.

لقد جاءت صياغة مقدمة موضوعي على أنقاض السخط الذي عشته فور خراب ثلاجة بيتي نتيجة عوارض القوة والضعف التي أصابت التيار الكهربائي، وهي ظاهرة يعانيها سكان قسم (A) في مديرية الشيخ عثمان محافظة عدن، وتحديداً سكان شارع الحمراء وشارع قرطبة وشارع الأزهر، وأما بقية الشوارع ومنطقة كود بيحان وعمر المختار فلا معاناة عند سكانها، لأن إدارة المنطقة الثانية قد قامت بتعزيزها من خلال إنشاء عدد من المحولات.

رفعت معاناتي للرجل الطيب المهندس صالح الجوفي، مدير المنطقة الثانية وأبلغته بأنني أنعم فقط بالقراءة داخل بيتي، أما الكتابة عندي فهي مرحلة إلى «الأيام». سألني عن السبب فقلت له: يظهر الضوء حيناً ويتوارى حيناً آخر. بالمختصر المفيد يتقاسم النور والظلام ساعات الليل بالتساوي. سالني من أي منطقة أنت؟ قلت: في شارع الحمراء، قسم (A) . قال لي: أحزنني أن عرفت منك أنك من سكان هذا القسم، واسترسل الرجل الطيب في سرد فصول معاناته .

فشل الرجل الطيب في إقامة قاعدة لتركيب محول كهربائي في موقعين، «واحتج الأهالي وهدموا لنا قاعدتين عن غير وعي منهم، لأن هناك من أفزعهم بأن المحولات الكهربائية تفرز كهرومغناطيسية وتسبب السرطان». دحض الرجل الطيب م. الجوفي كل تلك التخرصات بدليل أن المحولات منتشرة في عموم المديرية، بل وفي القسم نفسه. لجأ الجوفي لعقال الحارات وبعض الشخصيات الاجتماعية، ولجأ لمأمور المديرية وتشبث الناس بخوفهم الذي زرعته عناصر إما جاهلة أو أن لها مآرب أخرى لا يعلم بها إلا الله.

بعد ثلاثة أيام من حديثي مع الرجل الطيب توقفت ثلاجة بيتي عن التبريد والتثليج، فالتقيت عدداً من الشخصيات الاجتماعية الطيبة في القسم من المجاورين لشارعي، ولخصت لهم ما دار بيني وبين الأخ م. صالح الجوفي، فأكدوا لي صحة كل ما قاله، وجزاه الله خيراً على نزوله عدة مرات واختياره محولا كهربائيا يغطي ضعف حاجة السكان في تلك الشوارع، إلا أن هناك من حرض السكان ضد تركيب المحول.

قلت لأصحابي: إننا كمن يخربون بيوتهم بأيديهم، وماذا بوسع الرجل أن يعمل أكثر مما عمله، والخوف ألا يتوفر محول كهربائي حالياً لدى المؤسسة نتيجة لهيب الصيف وعطش السكان كهربائياً، ولن يروي عطشهم إلا التزود بمحولات الكهرباء. علمت منهم أنهم يقومون بحملة توقيعات في صفوف السكان لصالح تركيب المحول، وهناك مكانان مناسبان.

قذف المدعي بالعلم بكلمة لم يلق لها بالاً وسيهوي بها في النار سبعين خريفاً، وهناك مثل إنجليزي يتناول حالة اينشتاين قسم (A) في الشيخ عثمان، ونص هذا المثل: A LITTLE KNOWLEDGE IS DANGEROUS (قلة المعرفة خطيرة) وهناك مثل في الأوردية نصه (نيم حكيم خطره جان نيم ملا خطره ايمان) (نصف الطبيب خطر على الحياة ونصف الفقيه خطر على الإيمان).

إننا هنا في «الأيام» سنجند أنفسنا لخدمة الصالح العام بمختلف الوسائل المتاحة لنا، سواء بالكتابة أو استطلاع آراء الخبراء المختصين أو توظيف المنتدى الثقافي لـ «لأيام» لعرض أي قضية تمس مصالح الناس اليومية، وستعلن على الملأ النتائج التي ستخرج بها تلك الفعاليات جرياً على عادتنا في «الأيام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى