المؤتمر التاسع ولقاءان مثمران

> د. هشام محسن السقاف :

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
تبدلات السنين في اتحاد الأدباء والكتّاب خاضع لذات المشيئة، التي يصعب على كائن من كان أن يقف حائلاً بينها وبين تكاملها في الذات الواحدة، فالاتحاد بطبيعته الإبداعية كائن اجتماعي تسري في كينونته عوامل التأثر والتأثير ويتوارثه الأبناء من الآباء بمقدرة الإبداع وألق المعرفة، بحرفنة الحرف وإشراقاته وبإلتزام مفعم بقضايا الوطن والإنسانية وبمسلك الاحتكام لأصول الحرية في أجلى تعبيراتها الديمقراطية.

وجاءت نتائج المؤتمر التاسع للاتحاد العريق، دالة على أصالة التقاليد الديمقراطية في المؤسسة الإبداعية الأولى توحداً على مستوى الوطن اليمني، فاحتفظت بإرثها الذي يمتد كحبل سري يغذي الهيئات بالتنوع النوعي الوطني بعيداً عن الحسابات الضيقة التي - في حال حدوثها- تجير الاتحاد وتذيله وترهن إرادته الحرة للمصالح الأنانية، انتصاراً للخيارات التي قام ونهض عليها ومن أجلها الاتحاد في مطلع العقد السبعيني من القرن العشرين، مبلوراً بوعي الفكرة الوطنية، ومتحدياً بشجاعة حالة التشطير السائدة أوانئذ، مع إضافة أن جيل الأبناء قد واتته ظروف مناسبة في مقدمها وحدة الوطن والديمقراطية، ليجد مناخاً سياسياً منفتحاً تجري في ظله العملية الديمقراطية كاختيار يحسم التنافس على قيادة الاتحاد من خلال الاقتراع السري والصندوق الانتخابي. لقد عبّر المؤتمر التاسع عن جلاء الصورة الانتخابية الحرة باختيار ممثليه للمجلس التنفيذي للاتحاد من مختلف ألوان الطيف الثقافي في الوطن، دون أن يغمط السياسي مكانه، وكان الوعي دافعاً لاختيار المرأة في المواقع المتقدمة على مستوى المجلس وأمانته، ليس من باب الموضة بقدر ما هو استحقاق إبداعي في المقام الأول لا يستطيع منصف أن يتجاهله، وبالتالي شكلت الأمانة العامة للاتحاد ذلك التنوع الذي يبدأ معرفياً وإبداعياً وينتهي تعبيراً عن الوطن كله.

أما كلمة الحق التي ينبغي أن تقال على رؤوس الأشهاد فإنها موجهة للأخ الرئيس، وفاءً للمعاني الإنسانية الصادقة، التي لمسها منه كل الزملاء من أعضاء الأمانة العامة للاتحاد أثناء اللقاء الأول والثاني معه، فقد انطبعت في أذهان الجميع لحظات لا يمكن محوها من الذاكرة، تمثلت في تبسط الرئيس مع النخبة الشابة المنتخبة، والتوجيه بتذليل الصعاب التي قد تقف أمامها في رحلة الإبداع القادمة، والتعاطي توجيهاً ورعاية مع الحركة الأدبية لكي يظل الاتحاد أولى المنظمات الإبداعية الموحدة، رائداً للمبدعين في الوطن من جيل الوحدة اليمنية.

وبين تدفق المشاعر الصادقة من الرئيس وضيوفه، استعرض فخامته أمامهم بعضاً من ملامح الحياة الأدبية في الوطن، مثنياً على الرواد ومبدياً اهتمامه بالمبدعين الشباب باعتبارهم المعنيين قبل غيرهم بالحراك الإبداعي بتنوعاته المختلفة وبالتعبير عن روح ومضامين عصرهم. وكانت المفاجأة حين اكتشف الجميع انحياز فخامة الأخ الرئيس للحداثة في الأدب من خلال اطلاعه على الأعمال الشعرية والنثرية للمبدعين، وتعاطيه مع الهم الثقافي بجلاء الصورة التي تعبر عن هموم الوطن.. الآمال والتطلعات، وتلتقي مع الهم الإنساني العام بصدق الرؤى التعبيرية.

ولم نكد نخطو مودعين فخامته، مفعمين بمشاعر الحب والتقدير له حتى نادى الجميع للعودة طالباً من الشاعرة هدى أبلان أن تقرأ قصيدة جميلة للشاعر سهيل السبئي، حازت على إعجابنا جميعاً.

وذهبنا نستذكر تلك اللحظات التي جمعتنا بالرئيس قبل أن يفسح لنا مكاناً آخر في صدره، عندما جمعنا به مقيله الأسبوعي مرة ثانية دليلاً على مدى اهتمامه بالأدباء والمبدعين والمثقفين في الوطن.

ولنكتشف - نحن- مرة ثانية ملامح إنسانية عظيمة من ملامح فخامة الأخ الرئيس، وهو ما يستحق تناوله في مقالة مسهبة بإذن الله

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى