رحيل آخر العمالقة

> سالم العبد :

> يوم السبت، مطلع الأسبوع الحالي، الموافق 11 يونيو الجاري 2005م، وعند منتصف نهار المكلا القائظ، توقف النبض في قلب أحد أكبر القلوب التي استوعبت مدينة المكلا كحضن دافئ يلهج بمحاسنها وفتنتها، محبةً خالصةً، مع كل دقة من دقات قلبه الناصع، المتناغم والمتحدد مع مدينته الساحرة «المكلا» .. وران الصمت المهيب وجلال الحزن الأسيف أرجاء المدينة بأسرها حينما راج بسرعة فائقة نبأ رحيل الشاعر الغنائي الكبير، الإنسان والأديب الرفيع صالح عبدالرحمن المفلحي.. وكان قد أجرى عملية جراحية مؤخراً إثر تفاقم المرض الباطني الذي ألمّ به مؤخراً.. وذلك في مستشفى ابن سينا التعليمي محاطاً بعناية إدارة المستشفى وهيئة الأطباء جميعاً دون استثناء، إلى أن سمحت له حالته بالانتقال إلى منزله بحي السلام متماثلاً للشفاء! ولكن الأجل كان قد حان ولا راد لقضاء الله.. رغم ابتهالات وتضرع محبيه من أبناء حيّه، حي السلام، والمكلا بأجمعها ودعاء القلوب الحارة الصادقة من أصقاع حضرموت وعدن وغيرها من المدن اليمنية ومن خارجها كالسعودية والخليج وغيرها .. فالحمد لله على كل حال وإنا لله وإنا إليه راجعون .. ورحم الله المفلحي رحمة الأبرار الأخيار.

لقد أوصى المرحوم .. أن يُدفن في مقبرة محجوب بجوار قبر والدته بجانب مسجد مشهور في حي السلام، متمثلاً حبّه العميق والمتفرد لحيّه السلام ومدينته الحميمة المكلا .. حياً وميتاً .. ولهذا السبب ورضوخاً لطلبات العديد من محبيه الذين يودون حضور مراسم دفنه.. فقد تم الاتفاق على تهيئة قبره وانتظار وصول الوافدين من المحافظة وخارجها .. ليدفن جثمانه الطاهر بعد الصلاة عليه يوم الأحد عصراً في مقبرة محجوب الصغيرة التي لا تبعد عن منزله المتواضع كثيراً.

سمعت العديد من رموز المكلا يقولون بعد الترحيم عليه.. إن سراجاً مشعاً يهدهد وجداناتهم بعاطفة حانية وصادقة قد انطفأ.. وإن قمراً توهج في حياتهم عقوداً طويلة .. قد اختفى .. ولكن ليأخذ له في القلوب وذاكرة الأجيال المتعاقبة مكانة رفيعة لا يمكن أن تزول إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى