> تحلم تشوتشونا ديدباشفيلي بالدفء وكوب شاي ساخن وكهرباء رخيصة... ولكن اهم احلامها جمع اكبر كمية من روث الابقار,وتعتقد المزارعة البالغة من العمر 46 عاما من قرية اخلدابا الجبلية الصغيرة أن الابقار يمكن ان توفر مصدرا مضمونا للطاقة يقي مواطنيها تقلبات اسواق الغاز العالمية.

وقالت "كل صباح قبل ان اذهب إلى العمل في حقلي اغلي الشاي او الحليب على هذا الموقد الغازي وكل شيء يأتي من الابقار التي اربيها" فيما تشير إلى انبوب يربط موقدها بخزان تحت الارض تلقي به روث ابقارها.

وفي كل يوم تقوم بخض الخزان بقوة لتساعد على تعفن المزيج وانبعاث غاز الميثان الذي يغذي موقدها.

ويساعدها الغاز على تجاوز ازمات الطاقة التي تعاني منها الدولة الصغيرة الواقعة في منطقة القوقاز منذ تفكك الاتحاد السوفيتي لتصبح جورجيا بلا مصدر خاص لامدادات الطاقة.

ولا يستطيع معظم سكان جورجيا توفير بقية احتياجاتهم من الطاقة من واردات الكهرباء باهظة التكلفة من روسيا وارمينيا.

اما جارتها اليسابد (62 عاما) فتمتلك فقط ثلاث بقرات وقد شجعتها تجربة ديدباشفيلي وبنت موقدا يساعدها على عمل المربى.

وتستخدم نحو 140 عائلة فقط المواقد التي تعمل بروث الابقار وتعتبره ابتكارا مهما يسهل استخدام مواقد غاز في الطهي في اماكن نائية يصعب وصول امدادات الغاز لها بصورة منتظمة.

ونهبت محطات الكهرباء في العاصمة تفليس منذ فترة خلال الفوضي التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي وتحصل تسع اسر في قرية اخلدابا التي تبعد 25 كيلومترا عن العاصمة على الغاز من ابقارها. ويعتمد اخرون على الحطب في الطهي والتدفئة.

وقالت اليسابد لرويترز "كنت احتاج حمولة شاحنتين من الحطب للتدفئة والطهي سابقا .احتاج الان لحمولة شاحنة واحدة."

وتحلم ديدباشفيلي بامتلاك عدد كاف من الماشية لتشغيل مولد كهرباء ولكنها تدرك ان ذلك ربما يستغرق وقتا طويلا.

وتضيف "انه مجرد حلم. ربما احتاج مئة بقرة حتى احصل على كهرباء. يبنغي ان اكون مزارعة كبيرة."

وابتكر المهندس افتانديل بتسادزه الذي فقد عمله باحد المصانع إثر الانهيار الاقتصادي الذي اعقب تفكك الاتحاد السوفيتي موقد ديدباشفيلي وذلك كوسيلة لمواجهة ازمات الطاقة التي تعاني منها البلاد من آن لاخر.

وقد حظى بمساندة البنك الدولي لمثل هذه الخزانات التي يتكلف تشييدها نحو الفي دولار.

وتابع "شيدت أول خزان في عام 1994. بدأ الطلب على هذه الخزانات في غرب جورجيا حيث يربي المزارعون عددا اكبر من الابقار عنه في الشرق" واضاف انه استوحى الفكرة من بريطانيا والصين.

واضاف "لم ابتكر الجهاز عدلته فقط ليناسب الطقس الاكثر برودة في جورجيا."

وقال انه يمكن التوسع في الخزانات ليستخدمها المزارعون في التدفئة رغم ان ذلك يحتاج إلى ما بين 15 و20 بقرة على الاقل.

ويقول بيتسادزه "انه اسلوب سهل جدا للحصول على طاقة. يمكن انتاج الغاز من اي شيء يتعفن ولكن هذا الغاز انقى كثيرا من الغاز الطبيعي من اذربيجان على سبيل المثال."

وتعتزم وزارة الزراعة في جورجيا تمويل بناء 65 خزانا اخر تغني عن نسبة قليلة فقط من 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي تستورده جورجيا من روسيا سنويا.

غير ان تفكير بتسادزه اكبر من ذلك.

وقال "إذا قررت 240 الف اسرة في جورجيا بناء الخزانات فان البلاد ستنتج 200 مليون متر مكعب اضافي من الغاز سنويا."