كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد :

> أعترف بأنني تأخرت كثيراً في الكتابة عن التهجم الرخيص والكلام البذيء على الزميلة الكاتبة الصحفية رحمة حجيرة.. مع أن الرد على هذا الكلام واجب يمليه الضمير والموقف الإنساني على كل الذين ينتمون إلى مهنة الصحافة والأدب.. وكل إنسان مسؤول عما يفعل ويقول.

حاولت أن أجد سبباً واحداً لهذا الهجوم الرخيص والكلام البذىء فعجزت تماماً.. فلم يكن هناك داع لهذه الكراهية وهذا الحقد على الأخت رحمة حجيرة.. ويبدو أن الذي كتب هذا الكلام قد أصابه العمى ولم يفلح في أن يطفئ حرارة كراهيته وحقده عليها.. وربما أن عينيه قد أطفأهما التراب أو القذى الأسود.. أطفأهما الحقد عليها وعلى الناس الذين قرأوا هذا الكلام الرخيص.

وفي الحقيقة لا أستطيع أن أصف ما جرى لي في داخلي وأنا أقرأ هذا الكلام البذيء.. فقد تألمت وغضبت.. فلا الأخت ولا غيرها من أخواتنا وبناتنا تستحق هذه الكراهية وهذا الحقد الأسود.. إنها صورة مخيفة وكريهة للسباب والشتائم وقذف المحصنات التي مرت بنا وجعلتنا نشعر بحاجتنا إلى الحماية وقصف الأقلام الملوثة التي تعصف بالشرف والفضيلة ومكارم الأخلاق.

صدقوني إذا قلت أنني لا أعرف الأخت رحمة حجيرة.. ولا قابلت زوجها الزميل حافظ البكاري الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين.. وليست بيني وبينهما علاقة من قريب أو بعيد.. ولم تربطني بهما مصلحة خاصة أو عامة.. غير أن زمالة المهنة الصحفية تفرض الرد على مثل هذه الصفاقة بحق امرأة نظيفة وشريفة ومتزوجة.. وعندها من الهموم الخاصة مثل أية امرأة أخرى.. ولذلك عندما قرأت هذا الشتم والتجريح.. سألت نفسي هل من الممكن أن يرتكب إنسان عاقل غلطة فظيعة مثل هذه التي فعلها وضميره مستريح؟ غير ممكن أبداً.

وبالرغم أن الكاتب اخترع هذا النوع من الشتائم وقذف المحصنات.. إلا أن النتيجة كانت مخيبة لآماله.. فالناس أذانهم غير صاغية لهذا الكلام.. ونفوسهم مسدودة عن هذا الكلام.. وهموهم تشدهم إلى أوضاعهم المعيشية القاسية.. ولن يهتموا بمثل هذا الكلام.. وسوف ينقثون بصاقهم عليه.. فهم لا يحبون مثل هذا الكلام.. ولا يتمنون أن يكرره أحد من الناس.. فما الذي حطم قيود الأدب والحشمة وعفة اللسان؟

وفي اعتقادي أن الأخت رحمة حجيرة عندما قرأت هذا الكلام الرخيص أصيبت بصدمة شديدة.. فهي ليست شخصاً ذا منصب رفيع في الحكومة.. وليست وظيفتها شيئاً يطمع فيه الناس.. والفلوس التي ربما تتقاضاها لا تغري أحداً بالحسد والحقد عليها.. إنها امرأة بسيطة متواضعة وربة بيت محترمة.. ولا تحب شيئاً ينغص عليها حياتها أو يوجعها.. فهي لم تؤذ أحداً.. ولم تهاجم أي شخص .. ولم تتعرض لحياة شخص بالشتم والتجريح سراً أو علناً.. ولم تتهم أحداً بقلة الأدب وسوء السيرة والسلوك.. لم يحدث شيء من ذلك كله أبداً.. فلماذا تكون هذه المرأة الطيبة عرضة لمثل هذا القذف والشتم والتجريح؟

كان في بلاد الصين فيلسوف.. وله شعار واحد هو: أن أعيش في سلام مع الناس.. وكان يزور المقابر.. فإذا سأله أحد من الناس عن سبب زيارته إلى القبور.. قال: إنما أردت أن أطمئن على المكان الذي سأبقى فيه إلى الأبد.. دون أن أؤذي أحداً.. ودون أن يؤذيني أحد!!

من لا حياء له يشتم امرأة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى