مع الأيــام...ارفقوا بهذا الزعيم!

> أحمد محسن أحمد :

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
الرئيس الزعيم الراحل قحطان محمد الشعبي (رحمه الله) هو صاحب المقولة الشهيرة التي لم يفقهها ويفهمها زملاؤه ولا غالبية الناس العقلاء والمدركون لأمور البلاد .. حين قال: «إن أقصى اليسار يلتقي بأقصي اليمين».

كانت هذه الصرخة بمثابة درس بالغ الأهمية وإشارة مبكرة لما وصل إليه ذهن هذا الزعيم في أيامه الأولى لقيادة الجزء الغالي من الوطن اليمني وهو الجنوب الذي تحرر من الاستعمار حينها.. نبوغ الشخص المبكر هو الذي جعل التلاميذ من حوله عاجزين عن استيعاب هذا الدرس.. واليوم من منا يستطيع المجاهرة برأي يخالف هذه الطفرة التي بزغت من ذهن ناضج ومحكم للأمور بمعزل عن الشطط والنزق وحب القفز على الحبال؟! وفي الزمن الفائت (ليس بالبعيد) رأينا كيف تحالف اليمين المتطرف مع اليسار الأكثر تطرفاً .. ورأينا فيما رأينا وعلى المستوى الإقليمي والعربي أين وقف اليسار المنهار الذي ذهب ليحتمي بخيمة اليمين المتعطش لرياح التغيير التي لم ولن يحسب حسابها برؤية ناضجة وواضحة.

ولكي أكون واضحاً ومنعصفاً فإنني لست هنا في وضع يسمح لي بالخوض في مساحات ومنعطفات ومنحنيات أفكار الرجل الراحل (رحمه الله) .. رغم أن الكثير من أفكاره وسيرته لازالت ماثلة للعيان وفي الأذهان ترسخت بحب وإكبار الرجل الذي رفع راية الاعتدال في ظروف الغليان المحموم لتيارات الفكر المتقد يميناً وشمالاً! لكن ما دفعني لتناول هذه المسألة التي تخص واحداً من أبرز رجال الثورة اليمنية وأشجعهم .. ذلك الأمر الذي دفعني للكتابة عنه (رغم صغر حجمي قياساً لحجم ما قدمه هذا الزعيم وأمثاله) هو موقفنا في الأساس وحقهم علينا ونظرتنا للدور الذي أداه هؤلاء في مسار الثورة اليمنية.. وهو الأمر الذي يحز في النفس ويجعلنا باستمرار أصغر مما كان يجب أن نكون عليه.. بمعنى أننا نصغر في نظر القيادة حتى وهم غائبون عنا .. بينما هم يظلون رواداً ونوابغ يستحقون منا كل التقدير والاحترام.

فالشي الوحيد الذي يرمز إلى تاريخ هذا الزعيم هو الكورنيش المعروف باسم (كورنيش قحطان محمد الشعبي) في ساحل أبين.. ماذا يعكس لنا هذا الكورنيش من صورة وسيرة للمناضل الزعيم قحطان محمد الشعبي؟! وماذا يقول لنا هذا المتنزه الذي يحمل اسم أول رئيس للشطر الجنوبي من الوطن؟!.. هل توجد إشارة واحدة إلى ما قام به هذا الرجل من دور كبير في مسيرة الثورة اليمنية؟!.. وهل خصصت مساحة صغيرة لعمل شيء يذكّر الناس بمسيرته الكفاحية في مواجهة الاستعمار؟!

لا يعتقد أحد أننا نريد تمثالاً لهذا الزعيم.. إطلاقاً.. ولكن نحن نريد (مثلاً) مكتبة صغيرة للأطفال تحكي تاريخ نضال هذا الرجل وزملائه في كفاحهم المرير.

رغم أن الشيء الوحيد الذي يرمز إلى هذه الهامة الريادية على مستوى اليمن هو اللوحة اليتيمة التي كتب عليها: كورنيش قحطان محمد الشعبي، وهذه اللوحة هي نفسها بحالة يرثى لها .. ففي بعض الأيام نجدها.. وفي أيام أخرى نفتقدها و(تشلها) الريح! وأحياناً أخرى يطمس معالمها أدخنة النرجيلات والشيشة التي لا تمت إليه بصلة! بل إنها تسيء إلى تاريخ عظيم لرجال عاهدوا الله على المضي نحو النصر حتى وإن كانت حياتهم هي أغلى الأثمان التي يقدمونها بسخاء على محراب الحرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى