غزلت ثوباً جميلاً

> «الأيام» سونيا فؤاد أحمد / كلية التربية - عدن

> غزلت ثوباً جميلاً ولكني لم أرتده، لا أعرف هل هو ضيق أم واسع؟ أقصير لأزيد في طوله، أم طويل لأنقص من طوله.. لم أعرف هل أنا فيه أميرة أم وضيعة؟ لماذا..؟ لأنني أعيش في آخر لحظات عمري .. ألفظ آخر أنفاسي.

ألبسوني قطعة قماش بيضاء ليست على مقاسي، لا يوجد فيها أكمام ولا ألوان الموضة، ولست أنا من اخترتها بمزاجي، كنت معطرة بالعود والبخور والكافور، كالعروس التي تزف لعريسها.. لكن..

أين مستحضرات التجميل؟ أين تسريحة شعري اللامعة؟ لا أتنفس، لا أتكلم.

نقص الهواء .. لا.. سكون الهواء.. لا.. انعدم الهواء مستحيل .. فأواخر ثواني حياتي انتهت .. إلى التراب.. في الظلام.. وحيدة.

تفاجأت أن ثوبي الذي غزلته، ارتدته أميرة غيري.. الحبيب «العريس» يعيش آخر لحظاته كلها سعادة وهناء .. لم يكلف نفسه القدوم للعزاء ولو لليلة أو لساعة أو لدقيقة .. ولم تبك عيناه ولو دمعة، ولم يصمت لرحيلي ولو لحظة .. وكأنه كان منتظراً هذه اللحظة .. الموت..

جففي دموعك ولا تبالي، فليس هناك من يستحق البكاء، فالزهور تملأ الأراضي، والدموع تجهض الهناء، والقلب مملوء بالشكاوى، والعروق خالية من الدماء .

فكن مثل السندباد، لعل وعسى تنسى البلاء.. فلقد نسيت مكان إقامتي، فأنا الآن مقيمة بالسماء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى