وتـلـك الأيــام...طويل.. وشاق

> محمد عبدالله الموس :

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
نجزم بأن الأخ نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي، كان صريحاً بصورة كافية حين قال: «وفي حقيقة الأمر (...) نشعر بأن تلك السنوات منذ بداية عمليات الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري لم نستطع خلالها أن نحقق الكثير مما يجب ويدعو إلى تحقيقه الإصلاح الإداري بمفهومه الواسع.. ظللنا نتحدث عن البصمة وعدد الموظفين، ست سنوات ونحن نتحدث، ولهذا يجب أن تكون هذه السنوات نوعاً من الجرس في آذاننا جميعاً في الحكومة، وأن نولي هذا الموضوع الاهتمام الكبير» «الأيام» (4505 - 12/6/2005م).

جاء ذلك في كلمة افتتح بها الندوة الخاصة بدور الخدمة المدنية في التخفيف من الفقر، تضاف إلى رصيدنا الهائل من الورش والندوات التي لم نلمس لنتائجها انعكاساً إيجابياً في أداء الأجهزة يؤدي إلى تحسن في حياة الناس. هذا الحديث فيه من الصراحة والوضوح ما يغني عن أي تأويل، لكننا لا ندري - وهذه حقيقة - كيف نقنع أنفسنا بأن هناك نجاحات (باهرة) حققها الإصلاح الاقتصادي، في حين أن الجهاز الذي يفترض به أن يكون منفذاً لهذه الإصلاحات لم يصلح بعد؟! (ست سنوات نتحدث عن البصمة وعدد الموظفين)، ثم إن معاناة الناس لست سنوات كثيرة على أن تكون مجرد (جرس تذكير)، والأهم من ذلك هل ندوة (الفقر) هذه ستحدث اختراقاً؟ أم هي مجرد أوراق مصيرها الأدراج؟ أم أنها تهدف إلى تبرئة ساحة الحكومة من حالة البؤس التي لم يشهد لها أهل اليمن مثيلاً في تاريخهم؟

(الفقر) أخطر ما يمكن أن يصيب أمة، وهو الوجه الآخر لتخلف الأمم، وفيه يعشعش الجهل والمرض، وهو من المصادر الكبرى للفساد الأخلاقي والانحراف وحتى التطرف، ومحاربته لا تتم بكثرة الندوات أو بهيئات ومنظمات وجمعيات تمارس(التسول)، وإنما تتم بخلق فرص عمل من خلال (إلغاء) منفرات الاستثمار الذي يؤسس لصناعات حقيقية مستفيدة من خمات وثروات بلادنا، ومن موقعها بين الشرق والغرب وبينهما والقارة السمراء، ومن طاقات وثروات أبنائنا في أصقاع الأرض.

كما أن للقصيد (دان) فإن للخطاب الرسمي ( دان) أزلي يكمن في ترديد مصطلح ( طويل .. وشاق طريق الوصول إلى الأهداف والغايات)، رغم أن هذه الأهداف والغايات في متناول اليد لو كان كرسي المسؤولية مرهوناً بحسن الأداء، ولو كانت الحقوق العامة مقدسة ولها خطوط حمراء يحرم الاعتداء عليها، ففي بلدان التخلف نحتفل حين ننجح في تبرير الفشل أو تفويت فرصة المحاسبة، وفي بلدان سيادة القانون يختفي الفاشل عن الأنظار ويختفي معه أي أثر له سوى ورقة استقالته على مكتبة الذي كان.

طويل.. وشاق أو (الطول والمشقة) إرث نتقاسمه مع الحكومات، لهم طول البقاء ولنا المشقة، وللطول نقطة نهاية في علم الحساب، لكننا لا نعرف نقطة نهاية للمشقة.

يقيناً أنه لم يعد (في قوس صبر الناس منزع) لسنوات أخرى من التجارب، وأن واقع الحال الذي نعيشه وبؤس حصاد السنين ينمان عن خلل يتطلب معالجات تتجاوز مجرد تغيير الوجوه أو لغة الخطابة، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى