من صديق إلى شرير: تراجع مكانة الولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية

> بوينس ايرس «الأيام» د.ب.أ :

>
الرئيس الامريكي جورج دبليو,بوش
الرئيس الامريكي جورج دبليو,بوش
تواجه إدارة الرئيس الامريكي جورج دبليو,بوش وقتا عصيبا في الحفاظ على نفوذها في أمريكا الجنوبية كما أن البلدان التي كانت تعيش تحت عباءة واشنطن ذات يوم راحت الان تخرج من تحت هذه العباءة الامريكية واحدة بعد الاخرى.

فالمكسيك ودول أمريكا الوسطى لاتزال تقتفي خطى أمريكا بدرجة أو أخرى بسبب قربها الجغرافي منها بينما تتزايد أعداد الحكومات اليسارية التي تنتقد واشنطن التي تتولى زمام الامور في عدد كبير من دول أمريكا الجنوبية.

فالاحباط إزاء الوصفة الامريكية الجاهزة الخاصة بإصلاحات السوق الحرة تلك التي فشلت في إفادة المواطن العادي وما ينظر إليه بوصفه غطرسة أمريكية أدى إلى حركة معارضة واسعة النطاق.

وصار المصدر الوحيد للراحة بالنسبة للولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب الباردة هو فقدان أمريكا الجنوبية لجزء كبير من أهميتها الجيواستراتيجية.

فنادرا ما تشعر واشنطن بالضيق إزاء الاجندة المستقلة لجاراتها الفقيرات إلى الجنوب مثلما حدث عندما امتنعت شيلي عن التصويت في مجلس الامن الدولي بشأن الحرب في العراق وعندما فشل مرشحها في ضمان وظيفة رئيس منظمة الدول الامريكية.

كما تشعر إدارة بوش بالاحباط إزاء تعثر المحادثات الرامية لاقامة منطقة التجارة الحرة للامريكتين. وصرح ايفو موراليس السياسي اليساري البوليفي البارز قائلا "إن الولايات المتحدة تتطلع وحسب للاسواق كي تبيع الانتاج الزائد عن حاجتها".

ولكن في نفس الوقت الذي تنأى فيه حكومات عديدة بنفسها عن واشنطن فإنها تتبع سياسات تتسم بقدر أكبر من الواقعية خلف الستار.

ويتهم رئيس فنزويلا اليساري المحبوب هوجو شافيز الولايات المتحدة بالتآمر لقتلة والتدخل عسكريا في بلاده.

وتقول واشنطن أن شافيز يدعم "إرهابيين" متمردين يساريين في كولومبيا المجاورة وأنه يتبع أسلوب ديكتاتوري في الحكم لكن صادرات فنزويلا من البترول الخام إلى الولايات المتحدة مستمرة ولم تنقطع.

كما يحاول رئيس البرازيل لويز اناسيو لولا داسيلفا ترسيخ أقدام بلاده كقوة إقليمية الامر الذي يضيق به البعض في حكومة واشنطن المحافظة لكن البرازيل مستمرة في تسديد ديونها الخارجية.

وشيلي برغم خلافاتها مع واشنطن فإنها أشد الحلفاء الذين يمكن الوثوق بهم جنوب المكسيك برغم أنه يحكمها الرئيس ريكاردو لاجوس وهو اشتراكي.


ثمة منتقد آخر لواشنطن هو الرئيس الارجنتيني نيستور كيرشنر لكنه يعتمد على الدعم الامريكي في صندوق النقد والبنك الدوليين لخفض ديون بلاده الهائلة.

ويزداد الموقف تعقيدا في البلدان الاصغر. فقد انزعجت واشنطن في البداية عندما وصل لوسيو جوتيريز إلى السلطة في الاكوادور عام 2002 ببرنامج يساري.

بيد أنه فور توليه المسئولية واصل السياسات الاقتصادية الليبرالية التي اتبعها سلفه المحافظ. ولم يستمر جوتيريز في السلطة طويلا وأطاح به شعبه في نيسان/أبريل الماضي.

ولقي رئيس بوليفيا المحافظ جونزالو سانشيز دي لوزادا مصيرا مماثلا في تشرين الاول/أكتوبر عام 2003 كما اضطر خلفه كارلوس ميسا للتنحي تحت ضغط مظاهرات حاشدة. ولايمكن اعتبار الزعيم الاشتراكي المعارض ايفو موراليس والمتطلع للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة المرشح المفضل لواشنطن لشغل المنصب.

وقائمة الحلفاء الحقيقيين لواشنطن في أمريكا الجنوبية قصيرة,وتشمل رئيس كولومبيا المحافظ الفارو اوريبي الذي يقاتل المتمردين اليساريين بمدد أمريكي ورئيس بيرو اليخاندرو توليدو ولكن شعبية توليدو توقفت لبعض الوقت عند 10 في المائة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى