بلير يتولى رئاسة الاتحاد اوروبي بعد فشل قمته الاخيرة

> بروكسل «الأيام» ا.ف.ب :

>
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
تمنح الازمة السياسية والمالية التي تمسك بخناق الاتحاد الاوروبي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فرصة يريدها لتشكيل الحوار داخل الكتلة,ويقول محللون ان صورته بعد الموقف المتشدد الذي اتخذه إزاء الميزانية والمعارضة القوية لليورو في داخل بريطانيا ربما تحبط طموحه لوضع بريطانيا في قلب الاتحاد الاوروبي.

ويتولى بلير رئاسة الاتحاد الاوروبي الدورية ومدتها ستة اشهر بداية من يوليو تموز بالدعاية لمهمته المتمثلة في دفع اصلاح اقتصادي ليبرالي.

ويتسلح بلير باقتصاد محل حسد كثيرين من نظرائه في القارة وهو اقوى سياسيا في الداخل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني جيرهارد شرودر وهما من اشد معارضي حملته لاصلاح الميزانية.

كما يراس بلير مجموعة الثمانية ويلقى اذانا صاغية من واشنطن.

وقال جريج اوستن محلل مركز السياسة الخارجية القريب من فلسفة حزب العمال الجديد بزعامة بلير "بلير ورئاسة بريطانيا للاتحاد الاوروبي في موقع قوى جدا. فاز في الانتخابات الاخيرة والاقتصاد نموذج يحتذي به في اوروبا."

وتابع "النموذج الفرنسي معيب وشيراك فاقد للثقة كليا وشرودر ضعيف جدا. انه حقا اقواهم جميعا... بين الاقتصاديات الاكثر قوة."

وحتى تهدأ الامور لن يعرف بلير الثمن السياسي الذي سيدفعه اوروبيا جراء دفاعه الشرس عن الحصة التي تستردها بريطانيا من مساهماتها السابقة في ميزانية

الاتحاد الاوروبي في القمة الاوروبية التي انهارت مساء الجمعة الماضي.

ويحمله عدد كبير من الزعماء مسؤولية افشال اتفاق ميزانية سباعية بعد ان رفض التخلي عن اي من المبالع التي تستردها بريطانيا من خزينة الاتحاد الاوروبي حتى يتم تغيير سياسة الدعم الزراعي الذي تستفيد منه فرنسا إلى حد كبير.

واغضب رفضه اي حل وسط الاعضاء الجدد من اوروبا الشرقية وكان يأمل في كسب ودهم مثل بولندا وقال بعض المحللين ان الخلاف ربما لا يترك لبلير سوى عدد قليل من الحلفاء حين يتولى رئاسة الرئاسة.

وقال اميل كريشنر استاذ الدراسات الاوروبية في جامعة اسكس "اعتقد انه يزيد رئاسة بلير صعوبة. لن تكون فترة الاشهر الستة المقبلة سهلة. لا اعتقد انه سيتم علاج قضية الميزانية خلال رئاسة بريطانيا."

وإلى جانب معركة الميزانية تعترض محاولته لعب دور قيادي في اوروبا مشكلة رئيسية تتمثل في غياب اي تحرك يذكر من اجل التغيير خلال الاعوام الثمانية التي امضاها كرئيس لوزراء بريطانيا.

ومن غير المتوقع ان تنضم بريطانيا لمنطقة اليورو قريبا. ولندن ليست ضمن مجموعة وزراء مالية منطقة يورو التي تضم 12 دولة تتعامل بالعملة الموحدة والتي تصوغ السياسة الاقتصادية للاتحاد الاوروبي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى ان ثلثي البريطانيين سيرفضون دستورا خاصا بالاتحاد الاوروبي الموسع غير ان بلير ربما لن يضطر إلى اجراء استفتاء بشأنه بعد ان قرر قادة الاتحاد الاوروبي تجميده.

ونجح بلير في مسعاه لوضع اصلاح الميزانية على طاولة المناقشات بمساندة من السويد وهولندا. وكانت لندن ضمن خمسة من اعضاء الاتحاد الاوروبي الخمسة والعشرين الذين رفضوا اقتراحا نهائيا لحل وسط بشان ميزانية 2007-2013.

كما ان النقاش الخاص بالمعاهدة جري لصالح بلير الذي ارجأ الاستفتاء على الدستور بعد رفضه في فرنسا وهولندا.

وقال رئيس وزراء السويد جوران بيرسون ان موقف بلير تم تعزيزه ووصفه بانه "سياسي عالمي". وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان اوروبا وصلت إلى "مفترق طرق" وينبغي ان تختار بين المستقبل والماضي.

غير ان بلير سيحتاح فطنته الدبلوماسية ليمضي قدم في الاصلاحات الاقتصادية واصلاح الميزانية خلال رئاسة بريطانيا في ضوء الخلاف الشديد مع فرنسا.

كما يواجه مهمة صعبة تتمثل في بدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي المقررة مع تركيا في اكتوبر تشرين الاول وسط مقاومة متنامية لمزيد من التوسع.

وقال محللون ان رئيس الوزراء البريطاني ربما يتشجع ويرى رئاسة الاتحاد الاوروبي ومجموعة الثمانية فرصته الاخيرة ليترك ارثا يغطي على حرب العراق التي اضعفت شعبيته.

وان احسن بلير استغلال هذه الفرصة ربما يغير صورته ويطيل فترة رئاسته لمجلس الوزراء ويحبط خطط وزير المالية الذي يتطلع لخلافته جوردون براون في تسلم السلطة مبكرا او على الاقل يترك منصبه وهو على القمة.

وقال دانييل كيوهان المحلل في مركز الاصلاح الاوروبي في لندن والمقرب من فكر حزب العمال الجديد "اذا كانت فترة رئاسته ناجحه حيث يرى بوضوح انه يشكل مستقبل اوروبا واقتصاد الاتحاد الاوروبي باتفاقيات جادة بشان تغير المناخ... فان ذلك سيساعد كثيرا في إعادة بناء صورته كاصلاحي نشط."

وتساءل "هل سيحرص حينئذ على الاستقالة."

وقال بلير انه سينهي فترة ولايته ولكن محللين يتوقعون ان يرحل قبل الانتخابات المقبلة في عام 2009-2010 بفترة طويلة.

وربما يريد البقاء حتى الانتخابات في المانيا في سبتمبر وفي فرنسا في عام 2007 والتي يمكن ان تفرز قادة اكثر حرصا على اصلاحات اقتصادية ليبرالية ولكن على الجانب الاخر فان الفشل المتوقع لرئاسته للاتحاد الاوروبي ومجموعة الثمانية ربما يضطره إلى الرحيل قبل ذلك.

ويقول ان التقدم يتوقف حتى ذلك الحين على السرعة التي تهدأ بها حالة الغضب وعما اذا كان بوسع بلير ان يتعلم تخفيف لهجته حين يتحدث مع شركائه في الاتحاد الاوروبي عن الاصلاح الاقتصادي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى