الحكيمي: تغيير النظام جذريا والفيدرالية الحل ولجنة الحوار مع الحوثي مسرحية وألعوبة غير أخلاقية وإنني على اتصال بالبيض والعطاس وزميل الدراسة الحسني

> «الأيام» متابعات :

>
عبدالله سلام الحكيمي
عبدالله سلام الحكيمي
أجرى موقع (إيلاف) حواراً مع السياسي اليمني عبدالله سلام الحكيمي في مقر إقامته في العاصمة المصرية القاهرة، تناول فيه عدداً من القضايا في الساحة اليمنية وتنشر «الأيام» بعضا مما جاء فيه:وساطتي مع الحوثي...كنتم أحد أعضاء لجنة الوساطة التي شكلها الرئيس صالح للحوار مع حسين بدر الدين الحوثي وذهبتم إلى صعده.. هل ممكن نتحدث عن تلك المرحلة؟

- لم تكن تلك اللجنة لجنة للوساطة في حقيقة الأمر ولكنها كانت عبارة عن مسرحية وألعوبة أراد النظام بها أن تكون وسيلة غير أخلاقية للإيقاع بالسيد حسين بدر الدين الحوثي وقتله وفى أقل تقدير انتزاع موقف من اللجنة يعطى ذريعة أو مشروعية لعدوان النظام العسكري على جماعة الحوثي.

ما رأيكم في تجدد المواجهات مع بدر الدين الحوثي.. وما موقفكم منها ؟

- جماعة الحوثي سواء السيد حسين بدر الدين الحوثي أو العلامة السيد بدر الدين الحوثي أو الشيخ عبد الله عيظة الرزامى والآلاف من أنصارهما جماعة لها عقيدة وتملك مشروعًا ولا أعتقد أن بمقدور النظام مهما بلغ استخدام قوته العسكرية أن ينهيها والواقع أن جماعة الحوثي كان لها منذ البدء موقف ثابت لا يجيز استخدام العنف أو اللجوء إلى الإرهاب في نشر دعوتها ولم يقوموا بأي أعمال إرهابية أو استخدام العنف في أي يوم من الأيام ولكنهم وجدوا أنفسهم وقوات الجيش بمختلف أنواعها من طيارات ودبابات وصواريخ ومدفعية تحاصرهم بما في ذلك كما يقال استخدام أسلحة كيميائية ولم يكن أمامهم سوى الدفاع عن أنفسهم بأسلحة شخصية في الغالب تتوفر لدى الغالبية الساحقة من قبائل اليمن وقتلوا على عتبات مساكنهم ولم يكن هناك مبرر لهذه الحرب التي بلغت خسائرها حجمًا مهولًا من أفراد الجيش والمواطنين الأبرياء وجماعة الحوثي تزيد عن عشرين ألفا بين قتيل وجريح وهدمت قرى بكاملها ودمرت مدارس ونهبت ممتلكات بما فيها ممتلكات عامة وزج بالآلاف في السجون ومنهم من مات تحت تأثير التعذيب في السجون.وحل المشكلة في اعتقادي بسيط للغاية يتمثل في انسحاب قوات الجيش من المنطقة وإطلاق سراح المعتقلين وإصلاح الأضرار وكل شيء سينتهي تلقائيًا وفورًا وأنا أؤكد ذلك يقينًا.

علي سالم البيض
علي سالم البيض
معارضة الخارج
ما الذي حملكم على الخروج من اليمن مؤخرًا.. وما الهدف من الخروج.. وهل ستؤسسون معارضة في الخارج؟

- الخروج كان ضرورة شخصية إنسانية بالنسبة لي فأنا إنسان لا أستطيع تحمل ما أراه وألمسه وأسمعه من ممارسات تجعل الولدان شيبًا، أما عن تأسيس معارضة فحتى الآن لا أرى في الأفق مؤشرات على مثل هذا الاتجاه لكنها قد تأتى مستقبلًا.

هناك من يعتبر المعارضة من الخارج نوعا من العمالة طالما وهى متاحة من الداخل.. كيف تردون على هذا الرأي ؟

- المعارضة في الخارج هي خيار الضرورة وليست الأصل فالغالبية العظمى من المعارضين في الخارج "على قلتهم" إنما يعبرون أساسًا عن قوى فعلية في الداخل ظاهرة ومستترة، لكن الضرورة فرضت عليهم وعلى القوى التي يمثلونها النزوح للخارج للتعبير بقوة وبصوت مسموع وفى جو آمن عن آراء القوى التي يمثلونها، فأنت تعرف والكثير يعرف أساليب الأجهزة أقصد أجهزة النظام في التخلص من مناوئيهم الذين يحسون بأنهم يمثلون خطورة على النظام، فمرة يقولون مختل عقليًا قام بالتصفية وأخرى يوكلون لها أصولي متطرف وثالثة إلى خلافات أو ثارات شخصية ورابعة لحادث مروري وهكذا دواليك فعندما لا تجد الأمن لنفسك ولفكرك ولرأيك ولعقيدتك في وطنك فلم لا تهاجر "قالوا كنا مستضعفين في الأرض قال أولم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها"صدق الله العظيم.أما الحديث عن العمالة فهذه أصبحت اسطوانة قديمة لم تعد تثير سوى الضحك والشفقة فالذين يتهمون الآخرين غرقوا اليوم ولا يزالون بالعمالة للغرب إلى قمة رؤوسهم واستخدموا تلك العمالة ضد شعوبهم ومعارضيهم، والحق أقول انه إذا كانت العمالة التي يتهموننا بها اليوم ستكون الوسيلة الناجحة لتحقيق غايتنا النبيلة في الإصلاحات الديمقراطية الجذرية "السياسية والمالية والإدارية والاجتماعية" فلا بأس أن نكون عملاء ولا نشعر بأي حرج من ذلك فالعبرة بالنتائج.

أحمد عبدالله الحسني
أحمد عبدالله الحسني
مشروع الفيدرالية
سمعنا عن مشروع تنوون الإعلان عنه لإصلاح الأوضاع في اليمن، ما هو هذا المشروع وما ابرز نقاطه ؟

- نعم سيدي لدى مشروع محدد في معالمه وإطاره العام وهو مشروع لإنقاذ وطني قبل فوات الأوان حيث أصبحت هناك العديد من المخاطر الجسيمة التي باتت تحيط ببلادنا مهددة الكيان الوطني لشعبنا بسبب سوء الإدارة وفسادها الذي امتد رأسيا وأفقيًا ليشمل كل مناحي الحياة بحيث لا مخرج من دوامة الأزمات المتواصلة إلا بالأخذ بالنظام الفدرالي في إدارة الدولة والمجتمع قبل أن نجد وطننا ممزقا أشلاء وكتصور أولي لإصلاح مسار الوحدة والمحافظة عليها رأينا أن تقسم البلاد إداريًا إلى أربع ولايات أو مقاطعات أو أقاليم كالتالي:

(1) إقليم حضرموت يتكون من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة ومأرب وأبين والبيضاء.

(2) إقليم عدن يتكون من محافظات لحج وعدن وتعز والضالع وإب.

(3) إقليم صنعاء يتكون من محافظات صعدة والجوف وعمران وصنعاء وذمار.

(4) إقليم تهامة يتكون من محافظات حجة والحديدة وريمه والمحويت يقسم كل إقليم أو منطقة أو ولاية إلى محافظات ومديريات يكون لكل إقليم أو ولاية أو منطقة حكومة وبرلمان محليان منتخبان وكذا لكل محافظة سلطة تنفيذية ومجلس شعب منتخبان. يتكون البرلمان الفدرالي من مجلسين منتخبين أحدهما تمثل المقاطعات فيه بشكل متساو والآخر يكون التمثيل فيه بحسب عدد السكان. يكون النظام السياسي السائد برلمانيا وليس رئاسيًا بحيث تكون الحكومة هي صاحبة السلطة التنفيذية بالكامل وتخضع للمساءلة والمحاسبة أمام البرلمان. يجوز لكل مقاطعة أو إقليم أن يطلب الانفصال بطلب يقدمه ثلاثة أرباع أعضاء البرلمان المحلى إلى المحكمة الفدرالية العليا ويجرى تنظيم استفتاء فى الإقليم ويصبح الإقليم منفصلا بموافقة ثلاثة أرباع ناخبيه.تكون هناك فترة انتقالية مدتها لا تقل عن خمسة وعشرين عاما يجرى فيها تداول المناصب القيادية العليا (رئيس الحكومة الفدرالية، رئيس الجمهورية، رئيس البرلمان الفدرالي) بين الأقاليم الأربعة إلى أن يتم استكمال البنية المؤسساتية للدولة والفصل بين السلطات واستقلال القضاء ثم تكون هذه المناصب الثلاثة بالانتخاب دون شرط تداولها بين الأقاليم.

حيدر أبوبكر العطاس
حيدر أبوبكر العطاس
إصلاح مسار الوحدة مصطلح فضفاض.. ما الهدف منه بالضبط والى من موجه تحديدًا؟

- الذين يوجهون نداءات إلى النظام لإصلاح نفسه يضيعون وقتهم ويهدرون جهدهم فالنظام يجب أن يتغير جذريًا في حقيقة الأمر إما أن تطالب من فاقد الشيء شيئا فلن يعطيك شيئًا لأنه لا يملك شيئا في هذا الصدد.

سمعنا بأنكم على تواصل مستمر مع بعض قيادات المعارضة في الخارج أمثال السفير الحسني والعطاس والبيض وغيرهم.. هل تنطلقون من قاعدة واحدة أم إنكم تنظيم واحد ؟

- نعم هناك اتصالات لكنها ليست منتظمة فمثلا بالنسبة للزعيم الوطني البارز الأستاذ على سالم البيض تم أول اتصال بيننا على الإطلاق قبل أسابيع قليلة مضت وكان موضوعه شخصيا بحتا، وبحسب رأيي كما هو رأى الكثيرين أن البيض هو الصانع الحقيقي للوحدة وبشهادة فخامة الرئيس على عبد الله صالح في خطاب علني، أما المهندس حيدر أبو بكر العطاس فتتم أحيانًا اتصالات ولقاءات بين فترة وأخرى وأنا شديد الإعجاب به كرجل دولة من الطراز الرفيع. أما السفير اللواء احمد عبد الله الحسني فكل الاتصالات بيننا تمت مؤخرًا عبر الهاتف وان كنت اذكره منذ أكثر من أربعين عامًا عندما كنا طلبة في المرحلة المتوسطة بمنطقة التواهي عدن وكنا زملاء دراسة فيما اذكر ومعنا الشهيد احمد حسين موسى قائد القوات الجوية الذي اعدم بعد أحداث 13 يناير 1986م، والاتصالات التي أشرت إليها مع العطاس والحسني تدور حول هموم واهتمامات مشتركة لكنها لم تقترب من فكرة إقامة تنظيم ولا أخفي عليك انني أصبحت اشعر بعقدة نفسية تجاه العمل الحزبي ولا أريد أن ادخل في تجربة جديدة غير مضمونة النتائج، لكنى سمعت إشاعات لست متأكدًا منها أن المهندس حيدر العطاس ينوى تأسيس حزب فإن كان ذلك صحيحًا فإنه حينها سيكون شرفًا لي أن أكون معه دون قيد أو شرط لثقتي المطلقة به هذا إذا ما قبلني، ولا شك أن آخرين كثيرين سيكونون ضمن إطار الحوار لغاية كهذه.

أكره الانفصال ولكل قناعته
المعروف أن اللواء الحسني وتنظيمه (تاج) يدعو إلى الانفصال والتشطير فهل توافقونه في ذلك ؟

- أنا اعرف اللواء احمد عبد الله الحسنى عبر اتصالات هاتفية كما قلت لك وعبر متابعتي لمواقفه ومعرفتي بقدراته الثقافية والسياسية وملكاته القيادية المتميزة واشعر بأني أجد صدى لبعض جوانب من شخصيتي في شخصيته وأنا معجب به حقيقة، أما (تاج) فأعترف انني لم اقرأ أي أدبيات لها أو برامج ومع ذلك فأنا مع حق كل فرد أو جماعة في أن تتخذ ما تشاء من آراء وأفكار ومواقف ولا يحق لأحد أن يفرض على الآخرين خياراته فإذا كانوا يريدون أو يدعون إلى الانفصال فذلك موقفهم وهذا حقهم والآخرون لهم نفس الحق والمسألة تحسمها الديمقراطية الحقيقية وليست المزايدة، وان كنت اكره الانفصال وأمقته لكنها تبقى قناعات وحقوق يجب سماعها.

هل تناضلون في الجانبين (الدفاع عن الوحدة من أنصار الانفصال، وإصلاح مسارها من الذين أساءوا استخدامها)؟

- نحن واقعون للأسف الشديد بين وحدويين مهرجين فهموا الوحدة على أنها وحدة لإقطاعية خاصة بهم ولأقاربهم ومقربيهم ومطبليهم يديرون الوحدة بعقلية الفساد والإفساد والتخلف وبين قوى اضطرت إلى الأخذ بخيار الانفصال كرد فعل للبديل الأسوأ الذي نشأ بعد الوحدة، كيف نخرج من هذا المأزق، في اعتقادي انه لا مخرج إلا بالحوار والحوار المفتوح دون إرهاق أو تخوين أو تكفير ولم يعد أمامنا من مخرج إلا بصيغة فدرالية حقيقية تنهي احتكار السلطة وتقضي على الفساد والفوضى وإلا فإن الطوفان قادم لا محالة ولا يعلم إلا الله ماذا سيأخذ وماذا سيذر.

كلمة أخيرة تودون قولها في ختام الحوار ؟

- الكلمة الأخيرة التي أود قولها اننى قد قلت ما قلت وان بدا عليه شيء من الحدة انطلاقا من الصدق مع النفس ولمصلحة الوطن قبل كل شيء، الوطن الذي نسعى إلى إنقاذه من مصير مجهول ونخرجه من النفق المظلم الذي أشار إليه الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر حفظه الله وآمل من النظام ومشايعيه أن يتعودوا على الحوار الحر المفتوح مع آراء المواطن والقوى السياسية ويتعاملوا معه بعقل مفتوح وصدر واسع بعيدًا عن غوغائية الاتهامات والتشنجات التي لم تعد تجدي شيئًا، وحسبنا أنا قد بلغنا، اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى