كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> من يصدق أننا اتفقنا مع شركة دبي العالمية على (بيع) أو (تأجير) المنطقة الحرة بملبغ معلن قدره 495 مليون دولار لمدة ثلاثين عاماً .. أي بمعدل 16 مليون دولار فقط في العام الواحد؟ .. ثم لماذا ثلاثون عاماً من أعمار أجيالنا الصاعدة ؟

إن شركة دبي العالمية التي تأسست حديثاً لغرض احتواء المنطقة الحرة في عدن لتخفيف العبء الكبير على ميناء دبي .. بهدف تحويل البواخر الضخمة إلى عدن .. ثم تفريغ حمولتها من البضائع وتصديرها إلى مناطق مختلفة في العالم .. أي أنها أرادت أن تجعل عدن محطة (تزانزيت) فقط .. لا منطقة حرة .. ولو أن البيوت التجارية الوطنية في اليمن عرفت نتيجة هذه المناقصة - مجموعة شركات هائل سعيد أنعم مثلاً- لكانت أول من يتقدم للحصول عليها .. وهي أحق بذلك وأفضل.

إننا نعرف أن الذي يؤجر (بيتاً) عندنا لا يقبل تأجيره أكثر من عام .. ثم يمكن تجديد الاتفاقية بين المؤجر والمستأجر لكن بشروط جديدة تخدم مصلحة المؤجر بإضافة ربع الإيجار على الأقل فوق الإيجار القديم..وهكذا يتضاعف الإيجار كل عام..فكيف تم تأجير المنطقة الحرة بمبلغ ثابت غير قابل للتفاوض والزيادة - لمدة ثلاثين عاماً - بما يتفق مع حجم العمل لشركة دبي العالمية الذي سوف يتنامى عاماً بعد عام خلال الثلاثين عاماً في المنطقة الحرة في عدن.

من الصفقات الخاسرة التي تقع فيها الدول أو الأفراد .. مثل الصعيدي الذي اشترى القطار في مصر .. أو مثل الملحق العسكري الذي اشترى الدبابات من حلف الأطلسي .. والحكاية كما رواها الصحفي الكبير مصطفى أمين بأن أحد الملحقين العسكريين قابل المشير عامر وقال إنه استطاع أن يحصل على صفقة شراء مائتي دبابة بمبلغ اثني عشر مليوناً استرلينياً من حلف الأطلسي .. وطلب الملحق العسكري أن تسافر معه إلى (بروكسل) بعثة من الخبراء العسكريين لمعاينة هذه الدبابات.

وسافرت البعثة العسكرية إلى بلجيكا وتفقدت الدبابات..ثم عادت إلى مصر وأوصت بشرائها فوراً .. وقال الملحق العسكري إن الدبابات ستنقل سراً إلى المغرب حيث يتم تسليمها .. ولدفع قيمتها طلبوا أن يحول المبلغ إلى بنك معين في مدينة (طنجة) بالمغرب .. وذهب الملحق العسكري ووفد وزارة الحربية إلى بنك (طنجة) ووجدوه يحتل شقة أنيقة واسعة في أكبر شارع في المدينة .. وتسلم مدير البنك الشيك.. وطلب من أعضاء الوفد العسكري أن يمروا في اليوم التالي ليتلقوا تفاصيل عملية استلام الدبابات.

وفي اليوم التالي ذهب أعضاء الوفد العسكري إلى البنك .. فلم يجدوا البنك .. دخلوا الشقة .. فلم يجدوا فيها أحداً .. وكأن الأرض انشقت وبلعت البنك الكبير .. وأبلغوا البوليس وعرفوا أن بعض المحتالين استأجروا هذه الشقة لمدة أسبوع .. ووضعوا عليها لافتة لبنك وهمي.

فإذا كان هؤلاء وقعوا في الفخ واشتروا دبابات وهمية .. فنحن رضينا بالفخ أيضاً وبعنا منطقة حرة حقيقية.. هم اشتروا وهماً .. ونحن بعنا واقعاً.. بعنا الغالي رخيصاً .. بعنا الجمل بما حمل .. بعنا المنطقة الحرة .. ميناء الحاويات ورسوم نقل وتفريغ الحاويات .. وإيجار الأرض .. ورصيف المعلا وأحواض السفن وقرية الشحن .. وكل الآليات والمعدات فيها بثمن بخس.. أما الثمن الحقيقي فالله أعلم !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى