دموع في عيون عدنية

> فريد صحبي:

>
فريد صحبي
فريد صحبي
«ما أدري إيش أكتب ولا ليش أكتب. لكن أدري إنك رجل ترجمت تعبير كل عدني بقلمك.. لكن أدري إنك خليت دمعي يجري.. لكن أدري إنك خليت روحي تبكي.. بكيت ثم بكيت ولم تتوقف الدموع في عيني.. بكيت أكثر من بكاء الفاقد أمه وأبوه وولده وكل من يعز عليه.. بكيت على عدن!

ما أقدر أكمل.. فقط أقولك لا تصدق.. لن يدوم الحال.. رب السماء وعد ووعده حق.. يا ظالم لك يوم ويوم عسير!»

ذلك كان نص الرسالة التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني من دولة الإمارات العربية المتحدة بتوقيع (محمد العدني) في اليوم التالي بعد نشر مقالي (عدن مسؤولية عالمية) في صحيفة «الأيام» الغراء في 20/6/2005م.

لم تكن الرسالة الوحيدة بل كانت هناك رسائل من أصدقاء ومن آخرين.. واحدة كانت باللغة الإنجليزية تحمل توقيع (أبو سامي)، ويعتذر من كتابتها باللغة الإنجليزية لعدم توفر لوحة مفاتيح عربية.. ثم إذ هو يستطرد فيقول ما ترجمته باللغة العربية:

«لقد هزتني مقالتك من الأعماق.. حقاً إن القلب ليتحطم لرؤية المنازل والعمارات التي راحت تتكاثر داخل عدن وهي لمن هم من خارج عدن، بينما أبناء التربة أبناء عدن الأصليون محرومون من مسكن بسيط يأويهم!

كذلك مما يؤلم رؤية البيئة وجمال الطبيعة في عدن يجري تدميرها وتشويهها بالكتل والأبنية الأسمنتية على طول سواحل عدن الخلابة!

لقد أجبرت على مغادرة عدن قبل سنوات، بعد أن أصبت بالإحباط، حيث لم أتمكن من الحصول على قطعة أرض صغيرة لأبني عليها عشاً آوي إليه، وكانت الحجة عدم وجود (مخطط)!

إنها لحسرة أن تغتصب أرضنا، وأن نصبح محرومين من حقوقنا!

أما حكاية المستعمر البريطاني، فمع الشعور بالفخر لحصولنا على الاستقلال إلاّ أن الواجب يدعوني أن أحكي الحادثة التالية التي حدثت لي في الأيام الأخيرة لبريطانيا في عدن. إذ بينما كنت في سيارتي عائداً إلى منزلي على الشريط الساحلي كان هناك رتل من عربات الجيش البريطاني تسير أمامي، وعند محاولتي تجاوزها صرخ فيّ أحد الجنود الإنجليز قائلاً ((stop, you black bastard أي ما معناه توقف أيها الوغد الأسود.

عند عودتي إلى منزلي شرعت على الفور في كتابة رسالة إلى الحاكم العسكري البريطاني أشكو فيها ما حدث لي من قبل الجندي الانجليزي، وحصلت فوراً على رسالة اعتذار طويلة فيها شرح مستفيض للظرف والحالة التي كان عليها الجنود الإنجليز إذ كان معهم جندي جريح بإصابات بالغة، وكانوا في حالة توتر شديد».

انتهت الرسالة.

E-mail:Farid [email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى