تضييق سوريا عند المعابر البرية يمتد ليطال الصيادين في البحر

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب :

>
شل حركة نقل البضائع الى سوريا
شل حركة نقل البضائع الى سوريا
بدأت سوريا اجراءات تضييق جديدة على اللبنانيين تمثلت في اعتقال تسعة صيادين دخلوا مياهها الاقليمية فيما تستمر عمليا باغلاق معابرها البرية، المنافذ الارضية الوحيدة للبنان، في وجه الشاحنات مما ادى الى شل حركة نقل البضائع الى سوريا وسائر الدول.

فقد اكد مصدر امني لبناني في شمال البلاد لوكالة فرانس برس ان الاجهزة السورية المختصة اوقفت تسعة صيادين لبنانيين دخلوا مياهها الاقليمية تم اعتقال خمسة منهم امس الاحد والاربعة الاخرين الاربعاء الماضي.

واوضح المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته "ان دوريات الموانىء السورية في محافظة طرطوس (المحاذية لحدود لبنان الشمالية مع سوريا) اوقفت صباح امس الاحد خمسة صيادين لبنانيين كانوا على متن مركبين داخل مياهها الاقليمية".

وكان المصدر نفسه قد افاد في وقت سابق من يوم امس الاحد بان هذه الدوريات "اعتقلت في 13 من الشهر الجاري اربعة صيادين لبنانيين دخلوا مياهها الاقليمية على متن مركبين، بعد ان سبق لها ان نبهتم مرارا الى عدم دخول المياه الاقليمية".

ونقلت الاحد صحيفة الشرق الاوسط العربية عن مسؤول امني في دمشق تاكيده ان حرس الموانىء "ضبطوا الصيادين داخل المياه الاقليمية السورية وعمدوا الى توقيفهم واحالتهم الى النيابة العامة للتحقيق معهم".

واكد وزير النقل السوري مكرم عبيد اليوم الاحد ان توقيف صيادي السمك اللبنانيين التسعة "اجراء قانوني ليس له ابعاد اخرى"، مؤكدا ان محكمة مختصة ستنظر في القضية وتتخذ القرار المناسب.

واضاف ان "عملية ضبط المراكب جاءت لعدم حصولها على ترخيص صيد مسبق,وفي مثل هذه الحالة تقوم دوريات الموانىء بمنع الصيد غير المرخص وبتنظيم الضبط اللازم اصولا حيث يعرض على المحكمة المختصة للنظر فيها واتخاذ القرار المناسب".

بالمقابل اكدت نقابة الصيادين في شمال لبنان ان اعتقال الصيادين لوجودهم في المياه الاقليمية السورية يتم "للمرة الاولى".

ودعا امين سر النقابة سالم دكناش الى اضراب رمزي اليوم الاثنين استنكارا "لهذا الاجراء الجديد غير الأخوي"، مطالبا المسؤولين اللبنانيين بايجاد حل سريع.

وذكر دكناش بان "الصيادين السوريين موجودون بكثرة في ميناءي العبدة وطرابلس (شمال) ويعملون بشكل يومي من دون أن يتعرض لهم احد"، لافتا الى ان الصيادين اللبنانيين والسوريين "اعتادوا دائما الصيد في المياه الاقليمية للبلدين من دون ان يتعرض لهم احد".

وقال منذر خباز والد احد الصيادين الذين اوقفوا الاربعاء "نحن معتادون على الصيد في تلك المنطقة بدون تمييز بين مياه اقليمية لبنانية وسورية".

وتاتي هذه الازمة الجديدة فيما لم تجد ازمة مئات الشاحنات العالقة على الحدود البرية مع سوريا حلا لها منذ بدئها قبل ثلاثة اسابيع.

وما زالت الشاحنات، المحملة بالخضار والفاكهة ومنتجات صناعية لبنانية او تلك التي تعبر ترانزيت عبر لبنان الى الدول العربية، متوقفة على مسافات تمتد كيلومترات عدة عند المعابر في شمال لبنان او شرقه.

وقدر رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي عبود حجم البضائع التي تعبر شهريا هذه المنافذ ب"60 مليون دولار".

من ناحيته اعتبر الامين العام للمجلس الاعلى السوري-اللبناني نصري خوري ان ازمة الحدود باتت تتخطى "الهاجس الامني" وتجسد ردة فعل على شعور "بالاهانة".

وقال خوري في تصريح صحافي "ان الهواجس السورية هواجس امنية,لكن استمرار حملة الاعتراضات على سوريا وتصاعدها بعد خروج قواتها ادى الى ردة فعل بسبب احساس المواطن السوري والرأي العام بالاهانة لكرامته وكرامة سوريا".

ودعا الدولة اللبنانية الى "المبادرة لمعالجة الازمة خصوصا وان الموضوع يتخطى الجانب الامني".

يذكر بان سوريا لم تصدر تبريرا "رسميا" الا ان امين الجمارك في مركز جديدة يابوس الحدودي عمر شهاب عيسى اوضح الثلاثاء انه تم تشديد اجراءات المراقبة لاسباب"امنية".

طوابير من الشاحنات على الحدود السورية
طوابير من الشاحنات على الحدود السورية
بينما اعتبر محلل سوري ان ما يجري على الحدود يعكس تشنجا في العلاقات بين الدولتين بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في اواخر نيسان/ابريل تحت ضغط الشارع اللبناني والضغوط الدولية.

الى ذلك راى مسؤولون اميركيون ان سوريا تسعى الى فرض حصار اقتصادي كما ذكرت صحيفة +النهار+ اللبنانية.

ونقلت +النهار+ الاحد ما نشرته صحيفة +الواشنطن بوست+ على لسان فريدريك جونز الناطق الثاني باسم مجلس الامن القومي الذي اتهم سوريا "بشن حملة قذرة لخنق لبنان سياسيا واقتصاديا من خلال اغلاق حدودها معه وعرقلة تشكيل الحكومة".

ونفى السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى ل+واشنطن بوست+ هذه الاتهامات ووصفها بانها "سخيفة لا تستحق الرد".

يذكر بان الحكومة التي كلف فؤاد السنيورة تشكيلها منذ 17 يوما لم تر بعد النور بسبب استمرار الخلافات على نسب التمثيل وتوزيع الحقائب.

وركزت الصحف اللبنانية الصادرة امس الاحد على ازمة الحدود مع سوريا.

وكتبت +النهار+ "في وقت تتفاقم فيه ازمة الشاحنات التي اقفلت سوريا منافذ الحدود البرية في وجهها منذ ثلاثة اسابيع بدأ امس الاول فصل جديد من البحر".

وعنونت +المستقبل+ "سوريا تعتقل صيادين من لبنان وازمة شاحنات الحدود تزداد تعقيدا".

وكتبت +البلد+ "اتسعت ازمة الحدود بين لبنان وسوريا لتشمل المياه الاقليمية بعد المعابر البرية مما ولد لدى الكثير من المتابعين لملف العلاقات بين البلدين بان الامور تتجه الى مزيد من التعقيد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى