أنقذوا «الأيام»

> «الأيام» صالح علي بامقيشم / نصاب - شبوة

> بدأت صحيفة «الأيام» تحيد عن الطريق الذي رسمه لها عميدها ومؤسسها رحمه الله رحمة واسعة، فبعد أن كان رئيس تحريرها يتلقى تهديدات بالقتل سابقاً تحول خطاب الصحيفة «180» درجة إلى النقيض تماماً، وفيما عدا صفحة شكاوى وتظلمات لم يعد هناك ما يلفت الانتباه فباقي صفحات «الأيام» موزعة ما بين الاخبار المحلية «أحجار اساس وحملات تطعيم وورش عمل وهمية» والمقالات التي تكيل المديح للحكومة وأخبار رياضية وفنية، وهناك تجاهل صريح لاعتقال ومضايقة الصحفيين (يعني مثلاً الخيواني والبكاري). ما يهمني هنا هو هذه الصفحة (أنت تكتب ونحن ننشر) التي ابتلعت الإعلانات جزءا منها ونجح محررها في جرجرة القارئ إلى مواضيع وهمية وتقليدية فأصبحت مساحة «موضوع للنقاش» سلسلة مواعظ وإرشادات بدائية ومكررة عن تعدد الزوجات وتحديد النسل وحقوق الموتى في مقابر محترمة!!

ربما يغضب المحرر وقد لا ينشر أي مقال لي في المستقبل ولكن.. نحن حريصون على بقاء «الأيام» في القمة، ويجب أن تكون هناك شفافية أكثر في نقل الحقيقة كاملة مهما كانت مؤلمة ومناقشة مواضيع أكثر جدية ومرتبطة بحياة المواطن اليومية (الجرعات، الفساد، التوريث، التعليم، الأمن، قمع المعارضين)، إذا كانت «الأيام» تعيش شهر عسل مع السلطة تحت مظلة الاعياد التي أعادت «الحضارم والحكومة» حبايب لأول مرة، فإن من حق القارئ أن يسأل لماذا لا تناقش إدارة التحرير مستوى أداء «الأيام» في الآونه الاخيرة وتأخذ آراء القراء؟ لماذا لم تعد «الأيام» أكثر جرأة في نقد الأوضاع المأساوية للبلد بعد أن أصبحت في الحضيض؟ وبعد أن دخلت مصطلحات «الذات الرئاسية» و«الذات القبلية» و«الوزارية» و«منع التجريح» فإنني أخشى أن يأتي اليوم الذي تعود فيه نسخ «الأيام» كاملة إلى المطبعة مثل ما أتت ولن تجد من يقرأها، وإذا كان النقد الهادف البناء تطلقون عليه اسم «تجريح» فماذا تسمون بالله عليكم نهب أموال الوطن؟ عاش منع التجريح وعاشت «الذات القبلية المقدسة» والله يفعل ما يريد.

المحرر: نحن لم نسمع أو نقرأ عنك عندما كانت «الأيام» تمر بمحاكمات عديدة لمواجهة التهم المنسوبة إليها، ونأسف أنك لا تقرأ كثيراً ما تنشره «الأيام»، فكثير من كتابنا وقرائنا يطرحون هموم وقضايا المواطنين بشفافية بعيداً عن أي تحفظات، ولم نعتد على التجميل لأي جهة كانت، وهذا جزء من مسؤوليتنا الاعلامية من أجل تحقيق رسالة نبيلة تستند الى خط التنوير الذي نؤمن به كل الإيمان. أما رأيك حول نجاحنا مع القارئ فهذا سبيلنا رغم استخدامك تعبير «جرجرة»، إلا أن المواضيع التي تطرقها «الأيام» تأخذ طريقها للتفاعل مع القارئ وهي مواضيع ليست «وهمية» كما تصفها بل موضوعية وهامة. ولا نعرف ما هو الموضوع الذي سيكون مهماً بالنسبة لك غير ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى