كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> لم تهزم الحرية .. فالحرية لا تهزم أبداً .. حرية الاقتناع .. وحرية الإرادة .. وحرية القرار .. وعندما أعلن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قراره التاريخي بأنه لن يرشح نفسه لولاية جديدة في انتخابات الرئاسة القادمة .. كان القرار حكيماً .. وأثبت فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أنه لم يقدم على هذا القرار إلا لأنه يؤمن به.. وأنه حر وشجاع في قراره .. وليس مقيداً في اتخاذ أي قرار من أجل مصلحة بلاده وشعبه العظيم.

وعندما استمعت إلى فخامة الرئيس وهو يعلن قراره التاريخي .. لم أشعر بالإحباط أو الخوف .. فقد كان حراً في قراره .. فالقرار كالحرية.. والحرية لا تموت .. كانت نبرات صوت الرئيس صادقة .. وفيها حرارة وحماس .. ولذلك اختار طريق الحرية.. لانه مؤمن بأنه بقراره التاريخي يخدم بلاده .. ويفتح آفاق المستقبل للشباب الذين قال عنهم «إنهم يجب أن يتحملوا المسئولية كاملة نحو وطنهم بعد اليوم».

لقد فرحت بخطاب الرئيس وهو يصدر قراراً شجاعاً وحكيماً بعدم ترشيحه للرئاسة في المرة القادمة .. لم يبرر لهذا القرار أو يدافع عنه .. سوى أنه حق مشروع .. وحق دستوري .. وإيمان صادق بمبدأ (التداول السلمي للسلطة) كسلوك رائد- في عهده- في أسلوب وطريقة الحكم في اليمن.

وقد زاد حماس الشعب وتوحدت المشاعر واتفقت الآراء .. على أن قرار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي عن السلطة في الفترة الرئاسية القادمة .. كان (خبطة معلم).. لم يسبقه إليها أحد .. ويتوهم البعض أن الرئيس ربما يقرر الرجوع عن هذا القرار .. وأنا شخصياً لا أميل إلى هذا الرأي أبداً .. لأنني أرى أن التفاف الناس حول الرئيس ومعه في اتخاذ هذا القرار .. أمر لا يخيف بل يطمئن .. فالرئيس يريد أصدقاء مخلصين لا مجاملين يصورون له أن يتراجع عن القرار (نزولاً على رغبة الشعب).

ولا أتصور أن يظهر بعض الكتاب ليراجعوا قرار الرئيس .. فالقرار حكيم .. وقد حان الوقت لأن يستريح الرئيس بعد 27 عاماً من نكد وتعب السلطة .. ولا بد أن ندافع عن الرئيس .. وقرار الرئيس.. وأن نكون حريصين على راحة الرئيس .. وسعادة الرئيس .. واحترام رأي الرئيس .. أما الذين يحاولون أن يثنوه عن قراره التاريخي .. هؤلاء هم الذين لا يحبونه ولا يريدون له الراحة والسعادة .. وهم على استعداد لأن يرددوا ويكتبوا ملايين الكلمات ليزيّنوا حلاوة وجمال الاستمرار في السلطة .. ولو كان ذلك على حساب صحة الرئيس وراحته.

إن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح هو الذي اتخذ هذا القرار وحده.. لم يسأل أحداً .. ولم يشاور أحداً .. ولم يكن في حاجة إلى أن يفعل ذلك .. وربما أنه كان يتمنى في لحظة من اللحظات أن يفتح الله أبواب السماء ويعطيه الفرصة لتحقيق هذه الرغبة.. وكان له ما أراد .. فلماذا نقف في وجهه.. وضد إرادته .. وقناعته واقتناعه ؟.. يكفي أن يكون الرئيس مقتنعاً بقراره وصواب رأيه .. فهو أعلم بمصلحته ومصلحة شعبه .. ولا يهمه أية ضجة .. ولا يخاف أي شيء .. ولن يثنيه عن قراره أي أحد .. وإنني أتمنى له السعادة من كل قلبي .. فإن سعادته هي سعادة للوطن كله .. وإرادته هي من إرادة الشعب .. وقوته يستمدها من قوة الشعب.

شكراً لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح .. فقد أعفاني من انتخابه للفترة الرئاسية القادمة <<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى