قصة قصيرة بعنوان (هو لن يعود!)

> «الأيام» زكريا محمد محسن / الحود - الضالع

> عقارب الساعة تزحف بطيئة نحو الواحدة بعد منتصف الليل.. وأنا مازلت صاحياً وبجانبي آلة التسجيل وهي تهذي «رضاء والله وراضيناك دلع حتى ودلعناك.. كافي ..لا..لا.. لا تزودها لوندري كنا ما زعلناك.. هالمرة سامحنا» دون أن ألقي لها بالاً .. مكتفياً بتسديد النظرات إلى البرواز المثبت على الجدار أمامي .. والدموع تنهمر من عيني غزيرة كلما تذكرت أنني سأحرم إلى الأبد من تلك الابتسامة الآسرة والعينين الساحرتين.. فتحاصر أركان الغرفة وزواياها عويلي وتمنعه من الوصول إلى الشارع مما جعلني أنوح كالثكلى بلا اكتراث!!

ووسط هجعة الليل يأخذني التفكير إلى عالم آخر..

أمامي يقف ما رد ضخم أكرمه الله بمقدرته الفائقة على تحقيق كل الأمنيات، فأجهش باكياً بوجهه وأتوسل إليه أن يرد إلى حبيبي!!

فزاد بكائي حرقة عندما عدت من شرودي وأدركت أن ذلك لن يتحقق أبداً .. فليس هناك شيء اسمه (شبيك لبيك عبدك بين يديك)..

ولا حبيبي سيعود إلي ما دام أن الشاعر قد قال:

ومن يطع الواشين لا يتركوا له

صديقاً وإن كان الحبيب المقربا!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى