الحبة السوداء

> «الأيام» د. محمد طه علي الحريري:

> العناية بالحبة السوداء في الطب الحديث آخذة بالازدياد، ويتبين ذلك من خلال عدد البحوث التي أجريت على الحبة السوداء خلال الأربعة عقود الماضية والمذكورة في بعض المواقع العلمية، والتي بلغت أكثر من 88 بحثاً علمياً حتى عام 2004م، وهذا مؤشر قوي عن أهمية هذا الدواء، ويدل على أن هذا النبات له أثر كبير في العلاج من أمراض عديدة. وقد بدأ الغربيون وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء أبحاث عديدة على الحبة السوداء، ومن أهم النتائج التي توصلوا إليها استخدامها في العلاج من أمراض السرطان.

وفيما يلي مسح للبحوث العلمية التي أجريت على الحبة السوداء:

1- أمراض السرطان
أثبتت الدراسات العلمية أن الحبة السوداء ومشتقاتها تعمل على:

أ- الحماية من الإصابة بالسرطان إذا استخدمت قبل المادة السرطانية بمدة زمنية كافية (لا تقل عن أسبوع حسب البحوث المنشورة حتى الآن).

ب- قتل الخلايا السرطانية بفعالية عالية.

ج- تنشيط عمل الأدوية المضادة للسرطان وتقوية مفعولها.

2- ضد الالتهابات وكمسكن للآلام
تعمل الحبة السوداء على مضادة وتخفيف الالتهابات وآثارها (مثل الاحمرار والتورم.. إلخ) كما تعمل على تسكين وتخفيف الآلام بقوة تقارب قوة الإسبرين.

3- جهاز المناعة
تعمل الحبة السوداء على زيادة نشاط جهاز المناعة في الإنسان والحيوان، كما تقوي القدرة القتالية لهذا الجهاز في المرض.

4- مقاومة الميكروبات
أُثبت أن الحبة السوداء تعمل على قتل أنواع عدة من البكتيريا بقسميها (جرام سالب وجرام موجب)، كما تنشط وتقوي مفعول عدد كبير من المضادات الحيوية.

وكذلك تعمل الحبة السوداء على تقليل نمو الفطريات من نوع الكنديديا (Candidia Albicans)، كما أن لها مفعولا مضادا لفيروسات السيتومجالو (Cytomegalo Virus)

5- مقاومة الديدان
قللت الحبة السوداء من أعداد الديدان في الكبد، وكذلك زادت من أعداد البيض الميت في الأمعاء لديدان البلهارسيا، كما قللت من أعداد البيض في البراز لديدان السسترد في الأطفال المصابين بهذا النوع من الديدان.

6- الآثار الجانبية للأدوية (خاصة مضادات السرطان)
تعمل الحبة السوداء على تخفيف الآثار السمية المدمرة للأدوية السرطانية في الكلى، كما أنها تحمي الجسم من تأثير العلاج المضاد للسرطان (سيس بلاتين) من تخفيض نسبة الهيموجلوبين وكريات الدم البيضاء.

7- حماية الكبد من التسمم والتليّف وموت الخلايا
تحمي الحبة السوداء الكبد من التليف وموت الخلايا والتسمم، الذي يصيب الكبد بسبب بعض الأدوية الكيماوية بدرجة عالية جداً تصل إلى الحماية الكاملة.

8- نسبة السكر في الدم
أثبت أن الحبة السوداء تعمل على تخفيض نسبة السكر في الدم في الإنسان الطبيعي، كما أنها تخفض نسبة السكر في الدم في فئران التجارب المصابة بمرض السكر.

وتشير آخر الدراسات أن الحبة السوداء لا تخفض السكر فقط، بل كذلك تعمل على زيادة إفراز الأنسولين «الهرمون المسؤول عن تخفيض نسبة السكر في الدم».

9- كريات الدم الحمراء والبيضاء
ترفع الحبة السوداء من نسبة الهيموجلوبين في الدم وكذلك ترفع من نسبة الخلايا في الدم، وذلك يعود غالباً لزيادة عدد كريات الدم الحمراء، كما أنها في الوقت نفسه تخفض عدد كريات الدم البيضاء.

10- حماية المعدة من القرحة
تحمي الحبة السوداء المعدة من الإصابة بالقرحة، سواء أكانت بسبب الإيثانول أو نقص الأوكسجين. وقد رفعت الحبة السوداء من سماكة المادة المخاطية المغطية للمعدة، وكذلك قللت من نسبة مادة الهستامين.

11- تخثر الدم
تقلل الحبة السوداء من عدد الصفائح الدموية وقدرتها على التجمع والالتصاق.

12- الجهاز التنفسي ومرض الربو
تفيد أكثر الدراسات أن للحبة السوداء القدرة على الحماية من الربو أو تخفيفه، وتزيد من معدل التنفس، وعللوا ذلك بإفراز مادة الهستامين.

13- الجهاز الدوري وضغط الدم
تخفض الحبة السوداء من ضغط الدم في الفئران ذوات الضغط العالي بنسبة 22%، كما أنها تخفض من الضغط والنبض في الفئران الطبيعية.

14- نسبة الدهون في الدم
تخفض الحبة السوداء من الكولسترول وثلاثي الجلسرين، كما أنها تخفض من نسبة الدهون قليلة الكثافة (LDL)، كما تزيد من نسبة الدهون الثقيلة إلى الدهون الخفيفة الكثافة. وهذه الآثار جميعها إيجابية جداً ومهمة لحماية الجسم من أمراض تصلب الشرايين.

15- الجهاز البولي
تفيد عدد من الدراسات أن للحبة السوداء القدرة على تفتيت نوع من أنواع حصى الكلى، كما أنها تعمل كمدر للبول.

ويتبين لنا من هذا المسح للآثار الإيجابية الكثيرة للحبة السوداء أن لهذا النبات قدرة عالية وفائقة في العلاج من أمراض مختلفة ومستعصية، وكذلك له القدرة نفسها على حماية الإنسان السليم من هذه الأمراض ومقاومة أسبابها.

ولا أعرف أن هناك دواء واحداً أو نباتاً واحداً يجمع كل هذه التأثيرات المختلفة وهذا مصداق لحديث المصطفى [ من أن في هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء.

ولكن ما مقدار الجرعة التي يمكن للإنسان السليم أن يأخذها؟

هذا السؤال ليس له جواب علمي حتى الآن، بل حتى الأمراض التي ذكرت سلفاً تحتاج إلى مزيد من البحوث حتى تحدد مقدار جرعة الحبة السوداء وكيفية أخذها لعلاج هذه الأمراض. ونظراً لأن الحبة السوداء ليس لها آثار جانبية أو سلبية فإن أخذ جرعة قليلة منها يومياً (100-200) مليجرام قد يكون - إن شاء الله- مناسباً ومفيداً.

وأخيراً يبقى سؤال مهم وهو هل للحبة السوداء آثار سلبية في الجسم؟ وما الجرعة القصوى التي يمكن أن يتحملها الجسم؟ يتردد بين عدد من الباحثين أن الإفراط في تناول الحبة السوداء يضر الجسم، قد يكون هذا صحيحاً في الجملة لأي غذاء أو دواء، لكن نؤكد هنا أن الباحثين قد خلصوا إلى أن الحبة السوداء تعد من الأدوية الآمنة والخالية تقريباً من الآثار السلبية، حتى إذا استخدمت بجرعة متوسطة أو عالية لا تصل إلى حد التسمم.

وتشير كثير من الدراسات التي أجريت على الإنسان إلى أن الجرعة العادية في الإنسان قد تكون في حدود بضع مئات من المليجرامات يومياً أي لا تتعدى جراماً واحداً في اليوم. والله أعلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى