هل حانت لحظة إخراج رشاد العليمي ومجلسه الرئاسي من المشهد؟

> الحقيقة التي يهرب منها الجميع هي أنه لن يكون هناك حل في اليمن والجنوب العربي إلا بتفكيك منظومة المركز الزيدي وعكفته القديمة المتجددة في اليمن الأسفل وتهامة، وتحرير أهلها من هيمنة الهضبة الزيدية سابقًا الحوثية حاليًّا.

في المدى الإقليمي والمحلي المهمة ليست صعبة، لكن هناك أطراف إقليمية أخرى لا تريد لهذا الحل أن يأتي لأنها بدورها تسعى إلى هندسة الحل بطريقة يضمن لها هيمنة ضمنية سواء كلية أو جزئية مهمة تعطيها القدرة على إبقاء نفوذها حاضرًا بينما كل الشواهد تدل على أن كل حل يشرعن الحوثي يعني التسليم بهيمنة إيران على صنعاء.

نقطة ضعف مركز صنعاء الزيدي في حوثيته اليوم أنه لم يعد يقبل أي شركاء في سلطته في أي مستوى ثالث أو حتى رابع عدا حوثة صعدة بشكل خاص ثم من بعدهم حوثة طيرمانات صنعاء وذمار بشكل عام أما الآخرين فلن يقبلوا بهم إلا زنابيل اتباعا.

الحوثة لم يتعلموا من تاريخ الأئمة الزيدية، وكيف أنهم كانوا لا يخسرون إلا في حالتين، إذا ما حاولوا غزو الجنوب أو الصراع على كرسي الإمامة، إذن ليس مستحيلًا تفكيك نظام مركز صنعاء المقدس، أو إضعافه، سواء بالقوة، أو بالضغط لأن الحوار مع قيادة عنصرية ترى في استضعاف غيرهم من الطبقات هو قمة قوتهم لذلك لا يمكن الوصول إلى نتيجة معهم، ما دامت متمسكة بعسكرة ما بقي من مجتمع تحت هيمنتها إلى أبعد حد، والعمل على إحلال عناصرها المخلصة لمد نفوذها داخل المؤسسات والوزارات بكل الوسائل.

إننا أمام منطق استقواء تاريخي لدى جماعة الحوثة ويقابله وهن مذل في بنيان شرعية هزيلة، بعد كل ما أصابها من ضربات وندوب، وهو الذي أغرى هذه الجماعة بتحقيق اختراقات كبيرة في، صفوفها المهترئة، ما جعلها تصبح فريسة سهلة لهم.

لعل من المفيد هنا التذكير، أن الفخ الذي سار ويسير في طريقه قادة الحوثية، هو أن العالم لم يعد مستعدًّا للوقوف معهم نكاية بدول المنطقة خصوصًا بعدما قاموا به من قرصنة وإرهاب في البحر الأحمر واضطراب التجارة العالمية، حيث تجاوز الغرب في مراحل الصراع الأولى عن جرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشياتهم وسمح لهم بالحصول على دعم سياسي دولي لا محدود جعله يعتقد أنه الطرف الأقوى متجاهلًا حدود قوته الفعلية، وأنه لم يدرك بعد الطريق المسدود الذي يسير فيه.

في ضوء كل هذا، ثمة تحركات تتحدث عن السلام، وفود تذهب هنا وهناك مع الكثير من المبالغة في التفاؤل منذ أشهر تبحث عن فرص سلام تائه، غير أن المتابعة اليومية لمجرياتها هذه التحركات الداخلية والخارجية لا تنبئ بأنها ستكون محل ترحيب عام بل ربما تتحول إلى فتيل إشعال حروب جديدة، لأن السلام له شروط لن تتحقق إلا بإحداث متغيرات سياسية واقتصادية وعسكرية تضع الحوثة في طريق لا مخرج منه إلا بإقرارهم أنهم لن يأخذوا صنعاء وحدهم، أما عدن فقد خرجت من 2015م عن هيمنتهم وهو ما يجعل الأمر صعبًا على الجميع.

إن الحوثة لا يريدون لهم شريكًا نديًّا في صنعاء وفي الوقت نفسه، أن دولتهم الإمامية التي يرسمون ملامحها وعلاقاتها الايدلوجية بإيران، لا يمكن أن تكون محل ترحيب وقبول وطني ولا إقليميا.

وهنا يطرح السؤال نفسه مرة أخرى، هذه الشرعية المتهالكة إلى أين تسير؟

إنها بما تبقى من مؤسسات ميتة أو تلك التي تم تنصيبها بأدوات خارجية، دون أدنى المعايير لشرعية تحولت بقاياها إلى شبه هيكل عظمي مهدد في أي وقت بالانهيار.

فهل يتحمل العالم جزءا من المسؤولية أم أن جينات الفشل كانت في جينوم الشرعية منذ تزوير استفتائها على الرئيس السابق عبد ربه منصور التي كانت وراء فشله ثم الانقلاب عليه؟

أخيرًا، في ضوء الأزمة الاقتصادية الخانقة والمأزق الذي وقع فيه الجميع، ولكي يتم الخروج منه، هل حان إخراج رشاد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي من المشهد بعد أن أصبح بلا طعم ولا لون؟

فهو منذ عامين لم يغير شيئًا في مسار الأمور الأكثر إلحاحًا اقتصاديًّا وسياسيًّا، ولن يستطيع فعل القليل حتى ينتظر منه الكثير، ففاقد الشيء لا يعطيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى