جنايتان في الميزان..قتل يمني في طرابلس المسلمة وبرازيلي في لندن النصرانية

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
اجتماعات العرب والمسلمين في مجملها شكلية، لأنهم يزعمون كلما اجتمعوا أنهم أصحاب حق، والحق من أسمائه الحسنى جل وعلا، الذي أنزل لهم الفرقان، الذي بشر به سيد الأولين والآخرين الذي أصبحت أقواله وأفعاله سُنة نقتدي بها، كيف لا وقد خاطبه: {وإنك لعلى خلق عظيم} و {وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين}.

واقعتان مشينتان حدثتا في كل من طرابلس، الليبية المسلمة، ولندن، البريطانية النصرانية، ووقفت أمامهما وقد أفرغت نفسيتي من العصبية للواقع الإسلامي والتجني على الواقع النصراني وقررت توجيه الدعوة للأعزاء القراء للوقوف أمام الجنايتين المشينتين:

1- قتل يمني في طرابلس المسلمة
نشرت «الأيام» في عددها الصادر يوم الثلاثاء، الموافق 14 يونيو 2005م، أن الشاب إيهاب عبده إبراهيم (29 عاماً) من مديرية المعلا بمحافظة عدن، سافر إلى ليبيا في شهر ديسمبر 2004م للبحث عن فرصة لتحسين وضعه المعيشي، والتحق بالعمل لدى إحدى شركات السياحة الليبية.

في 17 مارس 2005م قامت إحدى السيارات بدهس الشاب إيهاب في أحد شوارع مدينة طرابلس على مرأى من الموجودين حينها في الشارع، بل وعلى مقربة من إحدى النقاط الأمنية، ولاذت السيارة بالفرار، نقل الشاب إيهاب إلى المستشفى وهو في حالة حرجة شابتها غيبوبة، انتهت بوفاته في 26 مارس.

حتى يومنا هذا لم يتم ضبط الجناة وتقديمهم للجهات القانونية المختصة، على الرغم من تسليم رقم السيارة إلى قسم الشرطة، الصمت الموحش يلف سائر الدوائر الليبية المختصة، وسلسلة مذكرات من السفارة اليمنية بطرابلس تكسر جدار الصمت، وسرعان ما يستعيد الصمت الليبي نفسَه، ومن تلك المذكرات التي وجهها السفير اليمني د. علي عبدالقوي الغفاري، كانت المذكرة الأولى الموجهة لوكيل وزارة الخارجية الليبية للشؤون المالية والإدارية بتاريخ 20 مارس 2005م، الذي رد عليه بالصمت المطبق، وأعاد السفير الكرة للمسؤول الليبي نفسه بتاريخ 23 مارس، إلا أن هذه المرة خاطبه بـ «سعادة الأخ محمد حسين حاتم، وكيل الخارجية للشؤون المالية والإدارية» على عكس المذكرة السابقة، حيث استهل مخاطبته بـ «الأخ وكيل وزارة .. إلى آخر الكلام» وظن السفير أن صيغة التفخيم ستأتي بنتيجة، إلا أن الطبع يغلب التطبع.

رمت السفارة اليمنية الكرة في ملعب وزير الخارجية اليمني د. أبوبكر القربي، الذي خاطب نظيره الليبي «معالي الأستاذ عبدالرحمن شلقم» في رسالة بتاريخ 9 مايو 2005م لفت نظره فيها إلى ركود القضية في قسم الشرطة، رغم مرور ثلاثة أشهر، والتمس تكرم وعناية معاليه «بالتدخل بالإيعاز إلى الجهات المعنية.. إلى آخر الكلام».

خلاصة القضية: استهتار الجانب الليبي وتخاذل الجانب اليمني.

2- قتل برازيلي مسلم في لندن النصرانية
(الأحد الأسود، 24 يوليو 2005م) شرطيان بريطانيان يأمران المواطن البرازيلي المسلم جان تشارلز دي مينزيس، بالتمدد على صدره، ثم قام أحدهما بإفراغ (8) رصاصات على المواطن البرازيلي البريء منها (7) في رأسه.

وسائل الإعلام البريطانية تسلط الضوء على التو على الواقعة البشعة، الشرطة تعترف وتعتذر ببيان رسمي، فضائيات وصحف العالم كلها تعرض الواقعة وتستنكرها، رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يعرب عن أسفه، وزير الخارجية البرازيلي يعقد مؤتمراً صحفياً تطرق فيه إلى الواقعة وسير الإجراءات، القنوات مفتوحة بين العاصمتين البريطانية والبرازيلية، وسائل الإعلام في البرازيل تناولت الواقعة طولاً وعرضاًَ.. استطراداً للمفاضلة تم الصلاة على روح الضحية البرازيلي في كاتدرائية ويستمنستر يوم الجمعة الفائت «29 يوليو 2005م» تكريماً له، حيث حضر القداس مئات من الشخصيات البريطانية وسفيرة النوايا الحسنة بيانكا جاجر ناشطة حقوق الإنسان. شارك آلاف المشيعين في مدينة جونزاجا البرازيلية في جنازة دي مينيزيس حتى مثواه الاخير، وكان عمدة المدينة قد أعلن ذلك اليوم يوم عطلة رسمية حتى يتمكن كل سكان المدينة من حضور الجنازة. أما اليمني إيهاب رحمة الله عليه فقد كانت جنازته يتيمة ومات معزولاً عن شعبه وعن رأيه العام وعن وسائل إعلامه إلاّ من رحم الله منها.

وقفت أمام كل ذلك الزخم على مدى (48) ساعة، أي يومين، في حين لزمت وسائل الإعلام اليمنية والليبية الصمت منذ أواخر مارس وحتى يومنا هذا.

رحم الله الإنسان البرازيلي والأرنب اليمني!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى