اسرائيل ستنهي 38 عاما من احتلال قطاع غزة

> قطاع غزة «الأيام» ا.ف.ب :

> ستنهي اسرائيل 38 عاما من احتلال قطاع غزة بعد اجلاء مستوطنيها البالغ عددهم ثمانية آلاف في المنطقة، في عملية لا سابق لها تسبب انقسامات داخلية هب الاخطر منذ انشاء دولة اسرائيل في 1948.

وهذا الانسحاب التاريخي يتعارض مع سياسة الاستيطان التي انتهجتها منذ عشرات السنين كل الحكومات الاسرائيلية من اليمين الى اليسار، في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء.

وبعد خمس سنوات دامية من الانتفاضة، فهمت الدولة العبرية انه رغم قوتها العسكرية ليس لديها مصلحة في ابقاء ثمانية الاف مستوطن وسط 3،1 مليون فلسطيني يعيشون في اوضاع صعبة.

وفي مواجهة دوامة العنف، رضخ رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون لانسحاب احادي الجانب لاسباب محض امنية كما كرر القول عدة مرات.

ومن خلال دعوته حزب العمل للانضمام الى ائتلافه الحكومي، برر مهندس الاستيطان السابق مجددا وصفه ب"البلدوزر" لكن هذه المرة عبر تصديه "للصقور" داخل حزبه الليكود ولتكتل المستوطنين المتدينين القوي.

ولم يتردد المستوطنون في الدفاع عن قضيتهم عبر قطع حركة السير على محاور الطرقات الرئيسية في ساعات الازدحام او حتى وضع قنابل مزيفة لبث الذعر.

ومن خلال قيامهم بذلك، قاموا بشق المجتمع الاسرائيلي وفقدوا دعم قسم كبير من الغالبية الصامتة والعلمانية.

وستكون في انتظار العناصر ال55 الفا من الجيش والشرطة الذين حشدوا لتنفيذ الانسحاب من قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية مهمة صعبة.

وقد يعيشون لحظات صعبة جدا من خلال الاصطدام مع مستوطنين لن يوفروا بحقهم على الارجح الاهانات والشتائم عند اقتلاعهم من قطعة من الارض يعتبرون انها عطية من الله لهم.

والمستوطنات التي سيتم الانسحاب منها اعلنت "منطقة عسكرية" محظورة منذ اسابيع. ويرغب مسؤولو الدفاع من خلال ذلك تجنب احتمال حصول اعمال عنف من قبل المتطرفين اليهود في حين ان مخاطر وقوع هجمات فلسطينية غير مستبعد.

والفلسطينيون الذين يعتبرون الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة منذ 1967 خطوة نحو اقامة الدولة التي ينشدونها، يشككون في رغبة شارون في تكرار العملية نفسها في الضفة الغربية.

وفي المقابل فان شارون اعطاهم كل الاسباب التي تدفعهم الى القلق لانه لا يكف عن التكرار انه لن يكون هناك انسحاب اخر من الضفة الغربية. فبفضل الانسحاب من غزة ستتمكن اسرائيل من تعزيز هيمنتها على القدس ومجمعات الاستيطان في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية حيث يعيش غالبية المستوطنين الاسرائيليين البالغ عددهم 245 الفا.

وبالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فانه اذا اقدم شارون فقط على خطوة "غزة اولا، غزة اخيرا" فذلك سيعني انه غير مهتم بسلام دائم.

وشدد الفلسطينيون على ان الانسحاب سيطلق "خارطة الطريق"، خطة السلام الدولية التي بقيت حبرا على ورق منذ اعتمادها قبل اكثر من سنتين.

وبموجب هذه الخطة يفترض اقامة دولة فلسطينية هذه السنة، ما يبدو غير مرجح لان شارون يطالب بنزع اسلحة المجموعات المسلحة الفلسطينية كشرط مسبق لاحراز اي تقدم.

وحددت السلطة الفلسطينية هدفا لها وقف العنف بعد رحيل اخر جندي اسرائيلي من قطاع غزة في مطلع تشرين الاول/اكتوبر. لكن اسرائيل تشكك في اعلان النوايا هذا.

وحسب تقرير دولي نشر مؤخرا فان اجهزة الامن الفلسطينية ضعيفة وتشهد فسادا ومنقسمة.

وذلك يمكن ان يؤثر على صورة عباس دوليا ويضعف حركة فتح التي يرئسها قبل الانتخابات التشريعة المقبلة,وستتبدد الامال باحلال السلام في الشرق الاوسط نهائيا اذا تمكن متشددو حماس من فرض انفسهم واقامة "حماسستان" في قطاع غزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى