استمرار الاشتباكات في السودان لليوم الثالث بعد مقتل قرنق

> الخرطوم «الأيام» رويترز :

>
استمرار الاشتباكات في السودان
استمرار الاشتباكات في السودان
دعا زعماء شماليون وجنوبيون في السودان الى الهدوء امس الاربعاء في يوم ثالث من الاشتباكات في العاصمة ادت الى قتل 84 شخصا منذ وفاة جون قرنق زعيم الميليشيات السابق والنائب الاول للرئيس السوداني.

واندلعت اعمال العنف في الخرطوم يوم الاثنين عندما نزل جنوبيون غاضبون الى الشوارع اثر الاعلان رسميا عن مقتل قرنق الزعيم السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان في حادث تحطم طائرة هليكوبتر. وقاتل قرنق الحكومة السودانية طوال عقدين قبل ابرام السلام معها.

وقالت راضية اشوري المتحدثة باسم الامم المتحدة"هناك عدد كبير من الضحايا والامر خطير تماما."

ورد بعض الشماليين على اعمال النهب والهجمات التي ارتكبها جنوبيون بتشكيل مجموعات امن وحراسة وبعضهم حمل اسلحة. وتجوب هذه المجموعات الشوارع على الرغم من حظر التجول.

وزاد العنف من المخاوف بان تجدد التوتر بين الشمال والجنوب قد يقوض اتفاق السلام الموقع في يناير كانون الثاني الماضي بين قرنق وحكومة الخرطوم.

قال كبير مبعوثي الامم المتحدة في السودان يان برونك "السلام معرض للخطر على المدى القصير ...وهؤلاء الناس الذين اسعدهم السلام لكنهم لم يحسنوا التصرف يعرضون للخطر نفس الشيء الذي اسعدهم."

ويخشى الجنوبيون ان يؤدي غياب قرنق الذي اصبح النائب الاول للرئيس في التاسع من يوليو تموز الماضي وفقا لاتفاق السلام الى اضعاف يدهم في حكم الدولة المصدرة للنفط.

ودعا الرئيس السوداني عمر حسن البشير في خطاب اذاعه التلفزيون السودانيين الى دفن الخلافات وأعلن انه أمر حكام الولايات باتخاذ "الخطوات الامنية والادارية "التي تضمن الحفاظ علىارواح ومملتكات المواطنين.

وقال البشير انه اصدر مرسوما بتشكيل لجنة مشتركة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يرأسها قرنق للتحقيق في حادث تحطم الطائرة الذي قتل فيه الزعيم الجنوبي. ولم يشكك احد في ان تحطم الطائرة كان حادثا عارضا.

وردد سالفا كير الذي نصب بسرعة رئيسا جديدا للحركة الشعبية دعوة البشير بالتزام الهدوء في المستوطنة الجنوبية المسماه نيوسايت حيث التقى بمبعوثين كبار من الولايات المتحدة وجنوب افريقيا جاءوا لتقديم دفعة دبلوماسية للحفاظ على اتفاق السلام الهش.

جرحى الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم
جرحى الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم
قال كير "اعداء السلام ربما يرغبون في انتهاز فرصة هذا الموقف ...ونحن نناشد جميع الشعب السوداني بالامتناع عن اية اعتداءات".

واجتمع مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية كوني نيومان والمبعوثالامريكي الخاص للسودان روجر وينتر مع مسؤولي الحركة الشعبية في نيوسايت امس الاربعاء ومن المقرر ان يتوجها الى الخرطوم للاجتماع مع البشير في الايام القليلة القادمة.

وقالت نيومان بعد الاجتماع مع كير "جئنا لنعبر عن استمرار تأييدنا لاتفاق السلام الشامل ولشعب السودان."

هذه هي اسوأ اعمال عنف تشهدها العاصمة السودانية منذ سنوات,وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اليوم انها أحصت 84 جثة في مشرحة كلهم

قتلوا منذ يوم الاثنين الماضي لكن ليس من الواضح ما اذا كان ذاك يشمل قتلى الاشتباكات الاخيرة امس الاربعاء.

وقال تقرير امني للامم المتحدة ان نحو 20 شخصا قتلوا خلال الليل في العاصمة السودانية,وذكرت الشرطةان 46 شخصا قتلوا خلال اعمال العنف.

وقال وليام ازيكيل رئيس تحرير صحيفة الخرطوم مونيتور والمرتبط بعلاقات قوية مع الجنوبيين امس الاربعاء ان بعض السكان تحدثوا عن سقوط 47 قتيلا في ضاحية المعمورة بالخرطوم الليلة الماضية الى جانب مقتل 15 آخرين في حي الكلاكلة الواقع في جنوب العاصمة.

ولم يتسن التحقق من صحة هذه التقارير من مصادر مستقلة.

واضاف ايزيكيل انه سمع اطلاق الرصاص في حي الكلاكلة حيث يقيم,كما تحدث عن مجموعات من خمسة او عشرة اشخاص يحملون العصي والسكاكين والبنادق وهم يجوبون الشوارع اثناء الليل رغم حظر التجول المفروض خلال هذا الوقت.

وقال ايزيكيل "كانوا يصيحون قائلين الله اكبر الله اكبر وانهم يقاتلون غير المؤمنين."

وجاء في بيان للامم المتحدة ان جنوبيين قتلوا احد ائمة المساجد في الكلاكلة.

وانتشر العنف يوم امس الاربعاء الذي بدأ في ضواحي العاصمة الى منطقة وسط المدينة في اعقاب شائعات بان احد قادة الميليشيات الجنوبيين قد قتل.

وظهر القائد في وقت لاحق على شاشة التلفزيون لتكذيب الشائعة.

وقال شهود ان الشوارع كانت مزدحمة بالسيارات الخارجة من وسط المدينة واتجهت خمس شاحنات مليئة بالجنود وقوات مكافحة الشغب الى المنطقة التجارية والسكنية في وسط المدينة. وقال شهود انه سمعت ايضا اصوات طلقات الرصاص واطلقت القنابل المسيلة للدموع.

وسيشيع جثمان قرنق في مدينة جوبا الجنوبية يوم السبت القادم بعد ان يطوف مدنا اخرى في المنطقة. ويوم امس الاول الثلاثاء القى اقارب قرنق واصدقاؤه نظرة الوداع على جثمانه الذي سجي في فراش متواضع في احدى البلدات الواقعة وسط الغابات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى