كوريا الشمالية تؤكد حقها في امتلاك برنامج نووي للاغراض السلمية

> بكين «الأيام» د.ب.أ :

>
  كريستوفر هيل رئيس الوفد الامريكي خلال مؤتمر صحفي
كريستوفر هيل رئيس الوفد الامريكي خلال مؤتمر صحفي
أدى إصرار كوريا الشمالية على السماح لها بامتلاك برنامج نووي للاغراض السلمية إلى وصول المحادثات السداسية في بكين إلى طريق مسدود,وأدلى كريستوفر هيل رئيس الوفد الامريكي في المفاوضات بهدف إنهاء البرنامج النووي لبيونجيانج بهذا التعليق مضيفا أن الجولة الرابعة الحالية من المفاوضات "شارفت على نهايتها".

وقال هيل لدى سؤاله عما إذا كان ينبغي السماح لكوريا الشمالية بامتلاك برنامج نووي للاغراض السلمية إنه ربما لا يمكن الوثوق بهذا قائلا إن التجارب السابقة مع بيونجيانج أثبتت أن المنشآت التي تنتج الطاقة النووية يمكن أن تتحول في غضون أسابيع إلى منشآت لانتاج أسلحة نووية.

كانت المحادثات السداسية الرامية إلى إنهاء البرنامج النووي الكوري الشمالي المثير للجدل تواصلت امس الجمعة لليوم الحادي عشر على التوالي في الوقت الذي تؤكد فيها بيونجيانج على حقها في تشغيل برنامج نووي مخصص للاغراض السلمية.

ولم تتزحزح واشنطن ومعها اليابان في إصرارها على ضرورة أن تتخلى بيونجيانج عن جميع برامجها النووية,وانتهت الجولة الرابعة من المحادثات السداسية والتي استمرت على مدى 11 يوما دون حدوث انفراجة. وكان المفاوضون الامريكيون يتطلعون إلى إجراء مناقشات مباشرة مع الوفد الكوري الشمالي بعد اجتماع عقد مساء امس الاول الخميس ضم كبار المفاوضين من جميع الدول الست المشاركة في المحادثات.

وقالت الدولة المضيفة الصين إنه من الممكن أن تنتهي الجولة الحالية من المحادثات بدون صدور بيان المبادئ الذي كان مقررا إعلانه لاجراء المزيد من المفاوضات. ويقول المراقبون إنه بهذه النتيجة يمكن اعتبار أن المحادثات فشلت.

ويتعرض الدبلوماسيون لضغوط لاظهار بعض التقدم في هذه الجولة الرابعة من المفاوضات لاستمرار المحادثات بعد أن انتهت الجولات الثلاث السابقة التي جرت على مدار عامين دون التوصل لنتيجة ملموسة.

ولكن رئيس الوفد الياباني ساساي كينيشيرو قال إن جميع الاطراف تبذل جهودا أخيرة لاعلان وثيقة مشتركة,وللوصول لهذا الغرض عقدت الدول الست محادثات ثنائية امس الجمعة لتقليل هوة الخلافات.

ولم يتضح متى ستختتم هذه الجولة الحالية من المفاوضات ولكن الوفد الروسي يتهيأ لان تنتهي المحادثات خلال نهاية الاسبوع.

وقال هيل بالنسبة لمحتوى الوثيقة المشتركة إنه من الممكن أن يشمل نص الوثيقة التحقق من المنشآت والبرامج النووية في كوريا الشمالية.

ويحتمل أن يجري إرجاء الجزء الاساسي من تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية حيث تتركز حوله الخلافات الجوهرية إلى محادثات تجرى في المستقبل حيث تسعى الدول الست إلى استجلاء العقبات في بيان المبادئ.

ويسعى المفاوضون الامريكيون إلى إجراء مزيد من المحادثات المباشرة مع الوفد الكوري الشمالي اليوم الجمعة لتخطي العقبة التي تتمثل في رغبة بيونجيانج في الاحتفاظ بمفاعلاتها النووية.

وقال كبير المفاوضين الامريكيين كريستوفر هيل للصحفيين إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت كوريا الشمالية قد اقتربت من الموافقة على إعلان المبادئ الذي صاغه الصينيون.

وأضاف "نحتاج فعلا إلى الوضوح بشأن مبادئ" المفاوضات المستقبلية مشيرا إلى أنه سيبقى في بكين "طالما شعرت بأن من المفيد أن أظل هنا".

ونسبت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إلى هيل قوله صباح امس الجمعة "هذه الجولة من المفاوضات شارفت على نهايتها ولكن ما زالت هنا خلافات حقيقية بين المفاوضين بشأن كيفية حل المسألة النووية على شبه الجزيرة الكورية".

وتخشى الولايات المتحدة واليابان أن تستخدم بيونجيانج منشآتها النووية المخصصة للاغراض السلمية أو البحثية في إنتاج أسلحة نووية.

وفضلا عن ذلك تطالب الولايات المتحدة وكوريا الشمالية كلا منهما الاخرى باتخاذ الخطوة الاولى بشأن تقديم تنازلات في المحادثات.

ولم يسفر الاجتماع الذي عقد مساء أمس الاول الخميس بين رؤساء وفود الدول الست المشاركة في المفاوضات وهي الكوريتان الشمالية والجنوبية والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان عن تحقيق أي انفراجة.

وأشار المتحدث باسم الوفد الصيني أمس الخميس إلى إمكانية عدم التوصل إلى اتفاق حول الوثيقة الختامية بشأن إعلان المبادئ المطلوبة بشدة للاستمرار في المحادثات مستقبلا.

وحاول المتحدث الصيني تشين جانج التقليل من أهمية الوثيقة الختامية.

ونسبت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) إلى تشين قوله إن التوصل إلى وثيقة مشتركة "لا يجب أن يعتبر بالضرورة مؤشرا على نجاح الجولة الحالية من المحادثات السداسية".

وأضاف تشين أن المحادثات تتقدم ببطء باتجاه الوصول إلى هدفها المتمثل في إنهاء البرنامج النووي الكوري الشمالي.

وقال ساساي كينيشيرو رئيس الوفد الياباني إن جميع الاطراف تبذل جهودا أخيرة لصياغة وثيقة مشتركة.

وذكر هيل فيما يتعلق بمحتوى الوثيقة المشتركة أنه من الممكن إدراج مسألة التحقق من البرامج والمنشآت النووية الكورية الشمالية بالوثيقة.

وأضاف أن التحقق "عنصر مهم ولكن ليس في هذه المرحلة".

واستطرد "الامر الطيب هو أننا نعرف نقاط الخلاف الاساسية ونحن نرغب حقا في التوصل إلى اتفاق على المبادئ".

وقال رئيس الوفد الروسي في المحادثات ألكسندر ألكسييف إن هذا الوضع قد لا يستمر طويلا معربا عن اعتقاده أن الجولة الحالية من المحادثات ستنتهي مطلع الاسبوع المقبل. وكان ألكسييف الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الخارجية الروسي والذي ترك المحادثات عائدا إلى موسكو الاسبوع الماضي رجع إلى بكين اليوم للمشاركة في المراحل الاخيرة من المحادثات.

وقد يفتح أي فشل آخر في المحادثات الباب أمام الولايات المتحدة لكي تنفذ تهديدها بنقل الملف النووي لكوريا الشمالية إلى مجلس الامن الدولي وهو ما سيفضى بدوره إلى تصعيد الازمة.

وتريد الولايات المتحدة من كوريا الشمالية أن توقف برامج أسلحة البلوتونيوم واليورانيوم التي لديها قبل أن تبدأ في تلقي مساعدات دولية في مجال الطاقة أو أي ضمانات أمنية.

ويعتقد أن كوريا الشمالية تريد في المقابل الحصول على الضمانات الامنية ومساعدات الطاقة وتعزيز التعاون الاقتصادي وإلزام واشنطن وطوكيو بتطبيع العلاقات معها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى