اشتد الجدال بين الزعماء العراقيين بشأن حدود الحكم الذاتي الاقليمي خلال ما قد يكون اليوم الاخير للمفاوضات حول دستور جديد مع تزايد التوقعات بانهم سيتوصلون الى اتفاق بحلول الموعد النهائي المحدد اليوم الاثنين.

واستدعي البرلمان لعقد جلسة خاصة مساء اليوم الاثنين وقال بعض المفاوضين ان الجمعية الوطنية ستتمكن على الارجح من البدء فورا في مراجعة الدستور الجديد,وقال ناصر العوادي العضو السني في لجنة صياغة الدستور لرويترز انه من المتوقع تقديم مسودة الدستور الى البرلمان في هذه الجلسة. وجرى استدعاء اعضاء

البرلمان لعقد الجلسة في الساعة السادسة مساء (14:00 بتوقيت جرينتش) اليوم الاثنين.

وكان بهاء الاعرجي العضو الشيعي البارز في اللجنة صرح في وقت سابق ان مسودة الدستور ستكون جاهزة للعرض على البرلمان في الموعد النهائي المحدد اليوم الاثنين وذلك رغم استمرار المفاوضات التي يقودها الرئيس العراقي جلال الطالباني امس الاحد.

وأيد ذلك ليث كبة مستشار رئيس الوزراء العراقي والمتحدث باسمه وقال لشبكة سي.ان.ان "على ما اسمع فان هناك اتفاقا وستقدم الوثيقة في موعدها المحدد."

وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات بشأن مدى الحكم الذاتي وخاصة للاكراد والشيعة وكذلك مطالب الشيعة بدور اكبر للاسلام في الدستور.

وفيما قتل خمسة جنود امريكيين في العراق في انفجار عبوات ناسفة زرعت على جانب الطريق طالب محتجون قرب مزرعة الرئيس الامريكي جورج بوش في كروفورد بولاية تكساس حيث يقضي عطلته بعودة القوات الامريكية الى الوطن.

ولكن بوش الذي تشير نتائج استطلاعات الرأي الى تزايد المعارضة لاسلوب معالجته لموضوع العراق رفض مثل هذا التحرك ووصفه بانه "سابق لاوانه".

وقالت سيندي شيهان التي قتل ابنها في العراق العام الماضي "لن نسمح له ابدا بقضاء عطلة اخرى في سلام."

والانتهاء من صياغة الدستور العراقي في الموعد المحدد هدف أساسي للرئيس الامريكي الذي قال ان ذلك سيقوض المتمردين من بين العرب السنة وسيدعم الخطط الامريكية لتسليم السلطة الى العراقيين.

وقال مسؤولون ان السفير الامريكي زلماي خليل زاد الافغاني المولد الذي ساهم في اقامة الدولة الجديدة في افغانستان اثناء عمله سفيرا لبلاده هناك يشارك بفاعلية في رعاية عملية صياغة الدستور العراقي.

ويريد أكراد العراق ضمانات باستمرار الحريات التي يتمتعون بها في الشمال بينما يسعى الاسلاميون من ابناء الغالبية الشيعية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وترسيخ مبدأ إقامة إقليم يتمتع بالحكم الذاتي في جنوب العراق,أما السنة العرب الذين كانت لهم السطوة السياسية إبان حكم الرئيس المخلوع صدام حسين فيخشون ضياع نصيبهم من الثروة من حقول النفط في الشمال والجنوب.

واقيمت مظاهرات صغيرة في عدد من البلدات الكردية وفي مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط للمطالبة باجراء استفتاء على استقلال الاقليم الكردي وهو اجراء غير محتمل بالنظر الى معارضته في بغداد وكل من تركيا وايران وسوريا التي يوجد بها جميعا اعداد كبيرة من الاكراد.

ويتوقع الكثير من المراقبين بأن تكون لغة الدستور فيما يتعلق بقضايا مثل الفيدرالية غامضة بحيث يتاح المجال في المستقبل لحسم هذه القضايا.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الوطنية العراقية في ديسمبر كانون الأول المقبل في أعقاب إجراء استفتاء على الدستور في أكتوبر تشرين الأول المقبل.

وقال الجيش في بيان ان الجنود الخمسة الامريكيين الذين قتلوا بسبب انفجار عبوات ناسفة على جوانب الطرق في اليومين الماضيين بينهم ثلاثة جنود لقوا حتفهم في انفجار في طوز بشمال العراق في وقت متأخر يوم الجمعة الماضي.

واقر القادة العسكريون الامريكيون بأن القنابل التي يصنعها المسلحون باتت اكثر فعالية واصبحت تقتل اطقم كاملة للمركبات المدرعة.

وخلال الشهر الجاري قتل 14 جنديا امريكيا اثر انفجار لغم ارضي في مركبتهم وهي افدح خسارة في مثل هذا النوع من الهجمات منذ بدء الحرب في العراق.

وقال جنرال امريكي يوم الجمعة الماضية ان الهجمات التي تتعرض لها قوافل المركبات الامريكية باستخدام "شحنات ناسفة بدائية" تضاعفت الى المثلين خلال عام.