> تعلمنا منذ الصغر أنه عند وضع حبة تفاح فاسدة في كرتون مليء بالتفاح، فإنها بالتأكيد سوف تفسد كل ما في الكرتون .. وتعلمنا أيضاً الكثير من النصائح المرتبطة بالفساد، والدعوة إلى مخالطة الأصدقاء الصالحين وغير المفسدين، حتى أن بعض الناس في الشارع وإلى هذه اللحظة يقدمون النصائح النافعة لأقربائهم وأصدقائهم مباشرة، كأن يقولوا مثلاً: «لا تسألي ذلك الشخص، فهو سيء وأخلاقه فاسدة» في إعلان صريح لعدم قبول الشارع بسلوكيات وتصرفات ذلك الشخص الفاسد.

وفي عصرنا الراهن المليء بالمفاجأت والمشبع أساساً بكافة أنواع التكنولوجيا المعلوماتية، نقرأ كل يوم لكتابنا الأفاضل، وبالذات في الصحيفة الشهيرة «الأيام» عن «الفساد» وعن ما آلت إليه أوضاع البلاد بسبب ذلك الفساد المدمر حسب وصف بعض الكتاب.

ونحن نقرأ كثيراً عن الفساد والبطالة والفقر، وقد يكون هناك فساد، لكننا لا ندري عن أي فساد يتحدثون؟ ونعلم يقيناً أن هناك بطالة، ولكننا لا نعلم ما هي أسبابها، ونرى بأم أعيننا كيف أن هناك أسراً تعاني من حالة الفقر، ولكننا لا نرى كيف وصلت تلك الأسر إلى هذه الحالة من الفقر، وبحسب مسؤولين في الدولة يريدون القضاء على الفساد ومحاربته.

إننا في حاجة ماسة لكشف الأوراق وتحذير الفاسدين ولسنا في حاجة إلى معرفة وجود الفساد، فالدولة والشعب يعلم ذلك، ولكن المطلوب الشجاعة في تحرير الفاسدين أياً كانوا، فهل من يجرؤ على ذلك ولن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم - صدق الله العظيم.