اصطياد الأخطاء

> «الأيام» عبدالإله ثابت الصنوي / المعلا - عدن

> إن البعض إن لم نقل الكثير من يتشدق بأفعاله وسلوكياته محاولاً وبأسلوبه المرن انتقاء أطايب الكلام وأعذبه، متخفياً بثوبه المزركش وقناعه البالي، فيعجبك قوله، لكن بداخله بركاناً يغلي بالحقد والغل والحسد.

هؤلاء أناس قد حملوا أنفسهم ما لا تطيق وجعلوها رخيصة مبتذلة، هدفهم إرضاء الناس وكسب مودتهم بالدسائس، وأكل لحوم إخوانهم بالغيبة والنميمة، قال تعالى {ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخِصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويُهلك الحرثَ والنسلَ والله لا يُحب الفساد} صدق الله العظيم. فما خطبك أيها الإنسان؟ إن الله تعالى قد فضلك وميزك على سائر مخلوقاته بالعقل لتتفكر وتتدبر، فكيف بك وأنت واقف بين يدي الله، وقد شتمت هذا وأوقعت بين هذا وذاك، أما آن لك أن تراجع حسابك قبل فوات الأوان وقبل أن يأتيك هادم اللذات ومفرق الجماعات، فيومئذ لا تنفع الحسرة ولا الندم. كفاك مراقبة للناس وكفاك اصطياداً لأخطاء الآخرين وتتبع عثراتهم وزلاتهم لإذلالهم والتشهير بهم .. وطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس، ما عليك يا هذا إلا أن ترفع يديك إلى السماء، وتنادي ربك بأن يغفر ذنوبك وزلاتك، فباب التوبة مفتوح والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. «اللهم اغفر لنا خطايانا وتجاوز عن عثراتنا أبداً ما أحييتنا، إنك أنت الغفار.. آمين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى