التهريب تجارة رائجة في الحرب الأهلية في ساحل العاج

> كوروجو/ساحل العاج «الأيام» رويترز :

> تحولت المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في ساحل العاج والذين يستمدون قوتهم من التجارة المهربة إلى فردوس لمهربين يتعاملون في كل شيء من الأقطان والسكر..حتى علب دواء الملاريا.

وأدت الحرب الأهلية الدائرة منذ ثلاثة أعوام إلى انهيار النظام والقانون الذي اثبت أنه هدية لاقتصاد ظل يديره قادة الميليشيات وعصابات ورجال أعمال هاربون بينما ترك الشركات الشرعية تكافح من أجل البقاء.

قال مارسيل ميرو المدير الفرنسي لشركة سوكاف أكبر شركة منتجة للسكر في ساحل العاج ومقرها في بلدة فركسيدوجو الواقعة في شمال البلاذ الذي يخضع لسيطرة المتمردين "كما نقول على مدى العامين الماضيين إن ظهرنا للحائط."

وشركة سوكاف المملوكة لمجموعة كاستيل الفرنسية مهددة بأن تصبح ضحية أخرى للحرب الأهلية التي تسود المستعمرة الفرنسية السابقة منذ محاولة فاشلة للإطاحة بالرئيس لوران جباجبو في سبتمبر أيلول 2002.

كما تساعد الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الصراع في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا على إطالة أمد الحرب الأهلية.

ويقول محللون إقليميون إن الشخصيات القوية في كل من الشمال الخاضع لسيطرة المتمردين والجنوب الذي تسيطر عليه الحكومة عقدوا تحالفات مع أصحاب مصالح اقتصادية جعلوا الحرب مربحة للزعماء على الجانبين.

وجرى تركيع شركة سوكاف كغيرها من شركات أخرى بسبب تجارة تهريب مزدهرة عبر الحدود التي تمر دون فحص من خلال متمردين يحصلون على نصيب يستقطعونه.

وبينما حافظ العاملون في سوكاف البالغ عددهم 30 ألفا على الانتاج منذ بدء التمرد تقلصت المبيعات بنسبة 40 في المئة مع دخول وردات أرخص سعرا لا تخضع لضرائب للسوق المحلية.

ويقدر ميرو ان 50 ألف طن من السكر تدخل ساحل العاج بطريقة غير قانونية من غانا المجاورة كل عام.

ويبيع المهربون أحيانا السكر في عبوات مسروقة من سوكاف.

ويحصل كثير من الشركات في الشمال الفقير والتي تتراوح بين شركات صغيرة إلى مشروعات أكبر بكثير على إيراداتها من خلال التجارة غير القانونية مع الدول المجاورة بدلا من التجارة الرسمية المثقلة بالجمارك مع الجنوب الذي تسيطر عليه الحكومة.

وأرغم مزارعو القطن اليائسين الذين لم يحصلوا على أموال من وكلاء التسويق الرسميين منذ بدء الحرب على بيع آلاف الأطنان كل عام في السوق السوداء في بوركينا فاسو ومالي المجاورتين بخسارة بلغت 40 بالمئة.

وفي شوارع كورجو ثاني أكبر مدينة في الشمال الذي يسيطر عليه المتمردون تبيع نسوة أدوية مضادة للملاريا مستوردة من غينيا بأسعار لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من الأسعار التي تباع بها في الصيدليات بينما تقوم المطاعم بتخزين مشروبات من المياه الغازية من بوركينا فاسو.

وحتى في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم يباع الكاكاو بطريقة غير قانونية بأسعار أعلى من خلال غينيا وتوجو وغانا وليبيريا المجاورة.

وحرمت المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون من التمويل الحكومي منذ بدء الأزمة مما أعطى دفعة لثقافة لم تكن الرشى فيها واحدة من المصادر القليلة للدخل.

ووجد المتمردون بدءا من أصغر جندي يحصل على سيجارة أو عبوات من الشاي عند أحد الحواجز إلى قائد ميليشيا محلي يقود سيارة انيقة تعمل بالدفع الرباعي من مصادر مالية مشكوك فيها.

وتمول حركة متمردة تعرف باسم القوات الجديدة مجهودها الحربي أساسا من الرسوم التي تحصل عليها من البضائع المهربة.

ولم يساهم نشاط التهريب السخي في تحسين ظروف معيشة الناس في شمال البلاد الذي أصبح الأرض اليباب التي لا يوجد بها سوى قلة من الاطباء والمدرسين وأصبحت المياه ترفا والطعام شحيح والطرق متصدعة.

وكبار المتمردين هم الذين يجنون على ما يبدو أرباح النظام الاقتصادي الجديد,ويعيش قادة القوات الجديدة المدنيون في أكثر الفيلات أناقة في أي بلدة.

وتتردد شائعات عن أن كثيرين من القادة العسكريين جنوا أموالا من سلسلة من الغارات على المصارف في بداية الحرب.

ويقول مسؤولو حركة القوات الجديدة إنهم لا يتقاضون أي رواتب وأنهم متطوعون من أجل القضية. وهؤلاء الذين يدفعون ضرائب حسب الأحوال.. لا يعرفون أين تذهب الأموال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى