اسرائيل تكمل اجلاء المستوطنين عن غزة

> نتساريم/قطاع غزة «الأيام» رويترز :

>
اجلاء المستوطنين عن غزة
اجلاء المستوطنين عن غزة
قالت اسرائيل انها أكملت اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة امس الاثنين,وقال الميجر دان هاريل قائد القيادة الجنوبية الاسرائيلية للصحفيين "أكملنا اليوم اجلاء الوجود (الاستيطاني) الاسرائيلي من قطاع غزة باستثناء عائلتين في (مستوطنة) نتساريم سيتم اجلاؤهما حالا."

ولكن في الضفة الغربية استعد معارضو التخلي عن المستوطنات لمواجهة اخيرة في جيبين من المقرر ايضا ازالتهما بموجب خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "لفك الارتباط" من الصراع مع الفلسطينيين.

واعلن هاريل في المؤتمر الصحفي بنتساريم "اكتمال المرحلة الاولى من خطة فك الارتباط" والمتمثلة في اجلاء المستوطنين من قطاع غزة المحتل. وتم الانسحاب قبل اسبوعين من الموعد المقرر لذلك.

وفي نتساريم لم تكن هناك أي اشارة للاحتجاجات الصاخبة او المتاريس المشتعلة بالنيران التي استخدمت لتعطيل اخلاء بعض من المستوطنات العشرين الاخرى في غزة الاسبوع الماضي. وشارك الجنود المستوطنيين في صلاة امتزجت بالدموع استغرقت ساعتين.

ثم قام الرجال بمعانقة كل واحد منهم الاخر وانطلقوا في موكب حزين وهم يحملون على اكتافهم الشمعدان اليهودي الكبير الذين اخذوه من المعبد. وكان المشهد امام كاميرات التلفزيون يماثل المشهد الذي رسم على قوس تيتوس في روما ويصور جنودا رومان يحملون الشمعدان المقدس الذين حصلوا عليه كغنيمة من المعبد اليهودي في القدس بعد تدميره.

وقال الحاخام تسيون تسيون "نغادر على غير رغبتنا ولكننا لن نذهب منكسي الرؤوس." وتابع "البذرة التي يتم اقتلاعها من هنا سيعاد غرسها في سائر انحاء البلاد حتى نعود الى نتساريم."

ووصفت محكمة العدل الدولية المستوطنات الاسرائيلية في غزة والضفة الغربية بانها غير شرعية. وتطعن اسرائيل في ذلك.

وكانت مستوطنة نتساريم الزراعية من اوائل المستوطنات التي اقيمت في غزة بعد حرب 1967 وكانت هدفا لهجمات متكررة من النشطين الفلسطينيين. ويكره الفلسطينيون نتساريم بصورة خاصة لانها تقسم قطاع غزة الى جزئين تقريبا.

وخرج المستوطنون من نتساريم برفقة حراسة من الجيش وعلى متن حافلات وسيارات رصت عليها امتعتهم وهى تمر عبر حزام من الرمال والاسلاك الشائكة تحرسه دبابات اسرائيلية ويمتد الى اسرائيل عبر اراضي تخضع لادارة السلطة الفلسطينية. وقال المزارع الفلسطيني رشاد بدوي قرب نتساريم "اتمنى ان تنتهي مأساتنا قريبا."

ورغم مشاهد اقتياد المستوطنين باكين من المنازل وحمل المحتجين صارخين من المعابد فان اجلاء مستوطني غزة البالغ عددهم 8500 تم قبل اسبوعين من الموعد المتوقع,لكن من المتوقع حدوث مزيد من المصادمات في سانور وحومش وهما مستوطنتان بالضفة الغربية من المقرر اخلاؤهما اليوم الثلاثاء.

ويأمل معارضو الانسحاب في جعله يبدو مؤثرا بدرجة تزيد من صعوبة مجرد النظر في التخلي عن مزيد من مستوطنات الضفة الغربية التي يرى الاسرائيليون فيها حقا توراتيا اكبر مما يرونه في قطاع غزة الصغير.

وعلى قمة قلعة حجرية ضخمة في سانور كدس الشبان امدادات واعدوا قضبانا معدنية لاستخدامها كأسلحة لرد القوات الاسرائيلية. وعلقت على القمة راية مكتوب عليها "ملعون الذي يطرد شقيقه من بيته."

لكن قادة المستوطنين قالوا انهم لا يخططون لمقاومة تتسم بالعنف. واتخذت الشرطة مواقع لها عند المدخل مع وضع مدفع للمياه في حالة استعداد.

ويرى اليمينيون الاسرائيليون أن الانسحاب الذي احتفل به النشطاء كنصر لهم يعد مكافأة للانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 2000. ويؤيد معظم الاسرائيليين خطة فك الارتباط وتأمل واشنطن ان تكون عاملا حافزا لانعاش عملية السلام.

وأكد شارون يوم امس الاول الاحد انه لن يكون هناك المزيد من عمليات الانسحاب المنفردة من الضفة الغربية حيث تهدف اسرائيل الى الاحتفاظ بمستوطنات كبيرة ويصل سكان اكبرها الى عشرات الالوف. ونقلت صحيفة جيروزالم بوست عن شارون قوله "سيكون هناك بناء في الكتل الاستيطانية." واضاف "سوف أبني."

وقال شارون ان اي انسحابات اخرى لن تتم الا من خلال محادثات مع الفلسطينيين وهو ما يعتمد بالتالي على نزع سلاح النشطين بموجب خطة السلام "خارطة الطريق" التي تدعمها الولايات المتحدة. وفشلت اسرائيل في الوفاء بالتزاماتها بتجميد بناء المستوطنات بموجب تلك الخطة.

ويشعر الفلسطينيون بالسعادة للتخلص من مستوطني غزة لكنهم يخشون ان تكون اسرائيل تخطط للابقاء للأبد على معظم مستوطنات الضفة الاخرى التي يقيم فيها 230 الف مستوطن وسط نحو 2.4 مليون فلسطيني.

وفي مواجهة تحد قوي من جماعات النشطين قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه يأمل باستغلال الانسحاب لترويج رسالة لنبذ العنف ودعم محادثات السلام.

وقال عباس في مقابلة ان معتقدات الناس تتغير. واضاف ان اسرائيل بحاجة لعمل المزيد لتقديم المساعدة وللكف عن العمل بصورة منفردة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى